موسكو، يريفان - (وكالات الأنباء) -اتّهمت موسكو أمس الاثنين أرمينيا بالسعي لقطع العلاقات الثنائية بعدما اتّهمت يريفان قوات حفظ السلام الروسية بالفشل في منع هجوم عسكري أذربيجاني في منطقة ناجورنو كاراباخ الأسبوع الماضي. وقالت الخارجية الروسية إن «القيادة في يريفان ترتكب خطأ كبيرا عبر محاولتها المتعمدة تدمير العلاقات متعددة الأوجه والعائدة إلى قرون مع روسيا وجعل البلاد رهينة لألاعيب الغرب الجيوسياسية».
انتقد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان موسكو الأحد الماضي لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم. وقال باشينيان إن تحالفات أرمينيا الخارجية القائمة حاليا «غير فعالة» و«غير كافية».
ورأت موسكو أن تصريح باشينيان ينطوي على «هجوم غير مقبول على روسيا». وأفادت وزارة خارجيتها بأنها «محاولة منه للتنصل من مسؤوليته عن الإخفاقات في السياستين الداخلية والخارجية». ورعت روسيا وقفا لإطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا ونشرت آلاف عناصر حفظ السلام في المنطقة.
وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «لطالما.. احترمت وضع أرمينيا كدولة»، مضيفة أن يريفان «فضّلت.. اللجوء إلى الغرب على التعاون مع روسيا وأذربيجان». وارمينيا منضوية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي ترأسها روسيا وتضم ست دول كانت في الاتحاد السوفياتي السابق.
وتتعهّد المجموعة حماية الدول الأعضاء فيها حال تعرّض أي منها لهجوم.
من جانب آخر، دخل آلاف اللاجئين من ناجورنو كاراباخ إلى أرمينيا أمس الاثنين، رغم الوعد الذي كرّره رئيس أذربيجان إلهام علييف بأنّ حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني الأسبوع الماضي، ستكون «مضمونة».
وأكد علييف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في ناخيتشيفان، ان الجيب الواقع بين أرمينيا وإيران والذي ألحق بأذربيجان في العام 1923 من دون أن يكون متصلاً جغرافيا بها، أنّ «سكان ناجورنو كاراباخ، بغضّ النظر عن انتمائهم الإتني، هم مواطنون أذربيجانيون. وستضمن الدولة الأذربيجانية حقوقهم». من جهته، قال إردوغان «نأمل في أن تمسك أرمينيا بيد السلام الممدودة إليها».
وتحمل زيارة رئيس الدولة التركية، الذي يلعب دوراً رئيسياً في هذا الجزء من القوقاز، قيمة رمزية قوية بعد أيام قليلة من الانتصار الخاطف الذي حققه الجنود الأذربيجانيون على الانفصاليين الأرمن في ناجورنو كاراباخ، المنطقة ذات الغالبية السكانية من الأرمن، والتي تمّ ضمّها إلى أذربيجان في العام 1921 من قبل السلطات السوفياتية.
وفيما يواجه تظاهرات مناهضة منذ الثلاثاء، ألقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باللوم وإن ضمناً على روسيا، لعدم دعمها أرمينيا بعد انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين الأرمن في ناجورنو كاراباخ. وأمس الاثنين، رفض الكرملين على لسان الناطق باسمه دميتري بيسكوف تصريحات باشينيان، قائلًا «نحن نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في ناجورنو كاراباخ) التي تتصرف ببسالة» رافضًا أي «مآخذ» عليها أو اتهامها بالتقصير.
ومن المقرّر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في بروكسل، ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين اللتين اشتبكتا عسكرياً في ناجورنو كاراباخ في الفترة الممتدة من العام 1988 إلى العام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف العام 2020 (6500 قتيل).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك