العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

العلماء المسلمون وفقه الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف

الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

مع‭ ‬قرب‭ ‬احتفال‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬بالمولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف،‭ ‬لعل‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ابراز‭ ‬مواقف‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وخاصة‭ ‬المعاصرين‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬استحباب‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالمولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬واعتباره‭ ‬بدعة‭ ‬حسنة‭ ‬ولا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الدين‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬الشريفة‭ ‬وتعاليم‭ ‬القران‭ ‬الكريم‭ .‬

فمن‭ ‬البدع‭ ‬الحسنة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمولد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬فهذا‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬ولا‭ ‬فيما‭ ‬يليه،‭ ‬إنما‭ ‬أحدث‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬للهجرة،‭ ‬وأول‭ ‬من‭ ‬أحدثه‭ ‬ملك‭ ‬إربل‭ ‬وكان‭ ‬عالمًا‭ ‬تقيًّا‭ ‬شجاعًا‭ ‬يقال‭ ‬له‭ ‬المظفر،‭ ‬فاستحسن‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬منهم‭ ‬الحافظ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬حجر‭ ‬العسقلاني،‭ ‬وتلميذه‭ ‬الحافظ‭ ‬السخاوي،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحافظ‭ ‬السيوطي‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وامتد‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬علماء‭ ‬الإسلام‭ ‬المعاصرين‭.‬

الدَّليلُ‭ ‬مِنَ‭ ‬السُّنةِ‭ ‬الْمُطَهَّرَةِ‭ ‬على‭ ‬البِدْعَةِ‭ ‬الْحَسَنَةِ‭ ‬قَوْلُهُ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮ «‬مَنْ‭ ‬سَنَّ‭ ‬في‭ ‬الإسْلامِ‭ ‬سُنَّةً‭ ‬حَسَنَةً‭ ‬فَلَهُ‭ ‬أَجْرُهَا‭ ‬وَأَجْرُ‭ ‬مَنْ‭ ‬عَمِلَ‭ ‬بِها‭ ‬بَعْدَهُ‭ ‬مِنْ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَنقُصَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أُجورِهِم‭ ‬شيءٌ،‭ ‬وَمَنْ‭ ‬سَنَّ‭ ‬في‭ ‬الإسْلامِ‭ ‬سُنَّةً‭ ‬سَيِّئةً‭ ‬كانَ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وِزْرُهَا‭ ‬وَوِزْرُ‭ ‬مَنْ‭ ‬عَمِلَ‭ ‬بِهَا‭ ‬مِن‭ ‬بَعْدِهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬أنْ‭ ‬يَنْقُصَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَوْزَارِهِم‭ ‬شيءٌ‮»‬،‭ ‬رواهُ‭ ‬مُسْلِمٌ‭ ‬في‭ ‬صَحيحِهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬حَديثِ‭ ‬جَريرِ‭ ‬بنِ‭ ‬عَبْدِاللهِ‭ ‬البَجَلِيِّ‭ ‬رَضيَ‭ ‬اللهُ‭ ‬عَنْهُ‭.‬

رأي‭ ‬محمد‭ ‬الطاهر‭ ‬بن‭ ‬عاشور‭ ‬شيخ‭ ‬جامع‭ ‬الزيتونة‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬علماء‭ ‬المالكية،‮ ‬أيّد‭ ‬الاعتناء‭ ‬بيوم‭ ‬المولد‭ ‬النبوي‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬فَقَدْ‭ ‬جَعَلَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِلْمَوَاقِيتِ‭ ‬الْمَحْدُودَةِ‭ ‬اعْتِبَارًا‭ ‬يُشْبِهُ‭ ‬اعْتِبَارَ‭ ‬الشَّيْءِ‭ ‬الْوَاحِدِ‭ ‬الْمُتَجَدِّدِ،‭ ‬وَإِنَّمَا‭ ‬هَذَا‭ ‬اعْتِبَارٌ‭ ‬لِلتَّذْكِيرِ‭ ‬بِالْأَيَّامِ‭ ‬الْعَظِيمَةِ‭ ‬الْمِقْدَارِ‭ ‬كَمَا‭ ‬قَالَ‭ ‬تَعَالَى‭: ‬وَذَكِّرْهُمْ‭ ‬بِأَيَّامِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬‭[‬إِبْرَاهِيم‭: ‬5‭]‬‭ ‬،‭ ‬فَخَلَعَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَلَى‭ ‬الْمَوَاقِيتِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬قَارَنَهَا‭ ‬شَيْءٌ‭ ‬عَظِيمٌ‭ ‬فِي‭ ‬الْفَضْلِ‭ ‬أَنْ‭ ‬جَعَلَ‭ ‬لِتِلْكَ‭ ‬الْمَوَاقِيتِ‭ ‬فَضْلًا‭ ‬مُسْتَمِرًّا‭ ‬تَنْوِيهًا‭ ‬بِكَوْنِهَا‭ ‬تَذْكِرَةً‭ ‬لِأَمْرٍ‭ ‬عَظِيمٍ،‭ ‬وَلَعَلَّ‭ ‬هَذَا‭ ‬هُوَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬جَعَلَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لِأَجْلِهِ‭ ‬سُنَّةَ‭ ‬الْهَدْيِ‭ ‬فِي‭ ‬الْحَجِّ،‭ ‬لِأَنَّ‭ ‬فِي‭ ‬مِثْلِ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬الْوَقْتِ‭ ‬ابْتَلَى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬إِبْرَاهِيمَ‭ ‬بِذَبْحِ‭ ‬وَلَدِهِ‭ ‬إِسْمَاعِيلَ‭ ‬وَأَظْهَرَ‭ ‬عَزْمَ‭ ‬إِبْرَاهِيمَ‭ ‬وَطَاعَتَهُ‭ ‬رَبَّهُ،‭ ‬وَمِنْهُ‭ ‬أَخَذَ‭ ‬الْعُلَمَاءُ‭ ‬تَعْظِيمَ‭ ‬الْيَوْمِ‭ ‬الْمُوَافِقِ‭ ‬لِيَوْمِ‭ ‬وِلَادَةِ‭ ‬النَّبِيءِ‭ ‬صَلَّى‭ ‬اللهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وَسَلَّمَ‭ ‬وَيَجِيءُ‭ ‬مِنْ‭ ‬هَذَا‭ ‬إِكْرَامُ‭ ‬ذُرِّيَّةِ‭ ‬رَسُولِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَأَبْنَاءِ‭ ‬الصَّالِحِينَ‭ ‬وَتَعْظِيمِ‭ ‬وُلَاةِ‭ ‬الْأُمُورِ‭ ‬الشَّرْعِيَّةِ‭ ‬الْقَائِمِينَ‭ ‬مَقَامَ‭ ‬النَّبِيءِ‭ ‬صَلَّى‭ ‬اللهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وَسَلَّمَ‭ ‬فِي‭ ‬أَعْمَالِهِمْ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْأُمَرَاءِ‭ ‬وَالْقُضَاةِ‭ ‬وَالْأَئِمَّةِ‮»‬‭ .‬

حسنين‭ ‬محمد‭ ‬مخلوف‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬إحياء‭ ‬ليلة‭ ‬المولد‭ ‬الشريف‭ ‬وليالي‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬أشرق‭ ‬فيه‭ ‬النور‭ ‬المحمدي‭ ‬إنما‭ ‬يكون‭ ‬بذكر‭ ‬الله‭ ‬وشكره‭ ‬لما‭ ‬أنعم‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬خير‭ ‬الخلق‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الوجود،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬وخشوع‭ ‬وبعد‭ ‬عن‭ ‬المحرمات‭ ‬والبدع‭ ‬والمنكرات‭. ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬حبه‭ ‬مواساة‭ ‬المحتاجين‭ ‬بما‭ ‬يخفف‭ ‬ضائقتهم،‭ ‬وصلة‭ ‬الأرحام،‭ ‬والإحياء‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مأثورا‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬السلف‭ ‬الصالح‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬وسنة‭ ‬حسنة‮»‬‭.‬

محمد‭ ‬الفاضل‭ ‬بن‭ ‬عاشور‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬تونس‭ ‬البارزين،‮ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬إن‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬قلوب‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬ناموسِ‭ ‬المحبة‭ ‬العُلوي،‭ ‬وما‭ ‬يهزّ‭ ‬نفوسهم‭ ‬من‭ ‬الفيض‭ ‬النوراني‭ ‬المتدفق‭ ‬جمالا‭ ‬وجلالا،‭ ‬ليأتي‭ ‬إليهم‭ ‬محمّلا‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬القرون‭ ‬الخالية‭ ‬بأريج‭ ‬طيب‭ ‬ينمّ‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬لأسلافهم‭ ‬الكرام‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬بذلك‭ ‬اليوم‭ ‬التاريخي‭ ‬الأعظم،‭ ‬وما‭ ‬ابتكروا‭ ‬لإظهار‭ ‬التعلّق‭ ‬به‭ ‬وإعلان‭ ‬تمجيده‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفالات،‭ ‬فتتطلع‭ ‬النفوسُ‭ ‬إلى‭ ‬استقصاء‭ ‬خبر‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الزهراء‭ ‬والليالي‭ ‬الغراء؛‭ ‬إذ‭ ‬المسلمون‭ ‬ملوكاً‭ ‬وسوقةً‭ (‬أي‭ ‬عامتهم‭) ‬يتسابقون‭ ‬إلى‭ ‬الوفاء‭ ‬بالمستطاع‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬السعيد‮»‬‭.‬

محمد‭ ‬الشاذلي‭ ‬النيفر،‭ ‬شيخ‭ ‬الجامع‭ ‬الأعظم‭ ‬في‭ ‬تونس،‮ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬وَأَزِيدُ‭ ‬عَلَى‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬مَا‭ ‬يُؤَيِّدُ‭ ‬مَا‭ ‬تَقَدَّمَ‭ ‬عَنِ‭ ‬‮«‬ابْنِ‭ ‬حَجَرٍ‮»‬‭ ‬وَ‮«‬السّيُوطِيِّ‮»‬‭ ‬أَنَّ‭ ‬اللَّـهَ‭ ‬أَوْجَبَ‭ ‬عَلَيْنَا‭ ‬مَحَبَّةَ‭ ‬نَبِيِّهِ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬الصَّلَاةُ‭ ‬وَالسَّلَامُ‭ ‬بَعْدَ‭ ‬مَحَبَّتِهِ‭ ‬جَلَّ‭ ‬وَعَلَا،‭ ‬وَذَلِكَ‭ ‬يُوجِبُ‭ ‬عَلَيْنَا‭ ‬تَعْظِيمَ‭ ‬كُلِّ‭ ‬مَا‭ ‬يَتَعَلَّقُ‭ ‬بِالنَّبِيِّ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وَمِنْ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬تَعْظِيمُ‭ ‬يَوْمِ‭ ‬مَوْلِدِهِ‭ ‬بِالاحْتِفَالِ‭ ‬بِهِ‭ ‬بِمَا‭ ‬يُجِيزُهُ‭ ‬الشَّرْعُ‭ ‬الكَرِيمُ‮»‬‭. ‬

محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬مصر،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬وإكرامًا‭ ‬لهذا‭ ‬المولد‭ ‬الكريم‭ ‬فإنه‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نظهر‭ ‬معالم‭ ‬الفرح‭ ‬والابتهاج‭ ‬بهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الحبيبة‭ ‬لقلوبنا‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وذلك‭ ‬بالاحتفال‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬وقتها‮»‬‭.‬

المبشر‭ ‬الطرازي،‭ ‬شيخ‭ ‬علماء‭ ‬تركستان‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬المولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬أصبح‭ ‬واجبًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬استجد‭ ‬من‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الضارة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‮»‬‭.‬

محمد‭ ‬علوي‭ ‬المالكي،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نقول‭ ‬بجواز‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالمولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬والاجتماع‭ ‬لسماع‭ ‬سيرته‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬عليه‭ ‬وسماع‭ ‬المدائح‭ ‬التي‭ ‬تُقال‭ ‬في‭ ‬حقه،‭ ‬وإطعام‭ ‬الطعام‭ ‬وإدخال‭ ‬السرور‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬الأمة‮»‬‭.‬

الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬رمضان‭ ‬البوطي،‭ ‬أبرز‭ ‬علماء‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬سوريا‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬مولد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬نشاط‭ ‬اجتماعي‭ ‬يبتغى‭ ‬منه‭ ‬خير‭ ‬دينيّ،‭ ‬فهو‭ ‬كالمؤتمرات‭ ‬والندوات‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬معروفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬تعريف‭ ‬البدعة‭ ‬على‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالمولد،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الندوات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الدينية‭. ‬ولكن‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬المنكرات‮»‬‭.‬

عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬بيه،‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬العلماء السنة‮ ‬المعاصرين،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬فحاصل‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬احتفل‭ ‬به‭ ‬فسرد‭ ‬سيرته‭ ‬والتذكير‭ ‬بمناقبه‭ ‬العطرة‭ ‬احتفالاً‭ ‬غير‭ ‬ملتبس‭ ‬بأي‭ ‬فعل‭ ‬مكروه‭ ‬من‭ ‬النّاحية‭ ‬الشرعية‭ ‬وليس‭ ‬ملتبساً‭ ‬بنيّة‭ ‬السنّة‭ ‬ولا‭ ‬بنيّة‭ ‬الوجوب،‭ ‬فإذا‭ ‬فعله‭ ‬بهذه‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬ذكرت؛‭ ‬ولم‭ ‬يلبسه‭ ‬بشيء‭ ‬مناف‭ ‬للشرع،‭ ‬حباً‭ ‬للنبي‭ ‬ففعله‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬اللهُ‭ ‬وهو‭ ‬مأجور‮»‬‭.‬

نوح‭ ‬القضاة‭ ‬مفتي‭ ‬الأردن‭ ‬سابقاً،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مولد‭ ‬المصطفى‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬علينا،‭ ‬ومن‭ ‬أوفر‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬تجلى‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬فحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفرح‭ ‬بمولده‮»‬‭.‬

علي‭ ‬جمعة‭ ‬مفتي‭ ‬مصر‭ ‬سابقا،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬مولده‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الأعمال‭ ‬وأعظم‭ ‬القربات؛‭ ‬لأنه‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬والحب‭ ‬له،‭ ‬ومحبة‭ ‬النبي‭ ‬أصل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الإيمان‮»‬‭.‬

وهبة‭ ‬الزحيلي،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المولد‭ ‬النبوي‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والتذكير‭ ‬بأخلاق‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬وترغيب‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بتعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬وحضّهم‭ ‬على‭ ‬الفرائض‭ ‬وعلى‭ ‬الآداب‭ ‬الشرعية،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬المديح‭ ‬ولا‭ ‬إطراءٌ‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬النبي‭ (‬لا‭ ‬تطروني‭ ‬كما‭ ‬أطرت‭ ‬النصارى‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬مريم‭ ‬ولكن‭ ‬قولوا‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭) ‬وهذا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬البدع‮»‬‭.‬

محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالغفار‭ ‬الشريف،‮ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأوقاف‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬بمولد‭ ‬سيد‭ ‬الخلق‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والتسليم‭ ‬أمر‭ ‬مستحب،‭ ‬وبدعة‭ ‬حسنة‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬جماهير‭ ‬العلماء‮»‬‭.‬

محمد‭ ‬راتب‭ ‬النابلسي،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬المولد‭ ‬ليس‭ ‬عبادة‭ ‬ولكنه‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تحتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬المولد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬شهر‭ ‬آخر،‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬وفي‭ ‬البيوت‮»‬‭.‬

عمر‭ ‬بن‭ ‬حفيظ،‮ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬مجالس‭ ‬الموالد‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المجالس؛‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬صالح‭ ‬وخير،‭ ‬كقراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬والذكر‭ ‬للرحمن،‭ ‬والصلاة‭ ‬على‭ ‬النبي،‭ ‬وإطعام‭ ‬الطعام‭ ‬للإكرام‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬الله،‭ ‬وحمد‭ ‬الله،‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬رسوله،‭ ‬ودعاء‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه،‭ ‬والتذكير‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأمثال‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬الشريعة‭ ‬ورغبت‭ ‬فيه؛‭ ‬فهي‭ ‬مطلوبة‭ ‬ومندوبة‭ ‬شرعاً‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا