العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

أنواع البكاء وأشكاله.. ولماذا نبكي؟!

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬مريم‭ ‬سليمان‭ ‬{

 

خلق‭ ‬الله‭ ‬الإنسان‭ ‬وكرمه‭ ‬وجعله‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬تقويم،‭ ‬وجعل‭ ‬له‭ ‬عدة‭ ‬حواس،‭ ‬وتعتريه‭ ‬ظواهر‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬الفرح‭ ‬ومنها‭ ‬الحزن،‭ ‬ومنها‭ ‬البكاء‭...‬إلخ‭. ‬ونتحدث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬عن‭ ‬البكاء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أنواعه‭ ‬‭ ‬فوائده‭ ‬‭ ‬أضراره،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬إسلامي،‭ ‬فالبكاء‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬المشاعر‭ ‬المركبة‭ ‬إما‭ ‬من‭ ‬حزن‭ ‬أو‭ ‬فرح‭ ‬أو‭ ‬سعادة‭ ‬مفرطة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬وجع‭ ‬وشعور‭ ‬بألم‭ ‬جسدي‭ ‬وقد‭ ‬يحدث‭ ‬البكاء‭ ‬عند‭ ‬الخوف‭ ‬أو‭ ‬الفزع‭ ‬أو‭ ‬الغضب‭ ‬أو‭ ‬العصبية‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬شدة‭ ‬الشوق‭ ‬لشخص‭ ‬ما‭...‬

والمدقق‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬البكاء‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬أبعاداً‭ ‬متعددة،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬البكاء‭ ‬مفيداً‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ضاراً،‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬البكاء‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬المتناقضين،‭ ‬وهذا‭ ‬يدعونا‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أنواعه‭ ‬أو‭ ‬أنماطه‭ ‬كما‭ ‬ذكرها‭ ‬الإمام‭ ‬ابن‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬زاد‭ ‬المعاد؛‭ ‬لنرى‭ ‬العجب‭ ‬العجاب

أنواع‭ ‬البكاء‭:‬

أحدها‭: ‬بكاء‭ ‬الرحمة،‭ ‬والرقة‭. ‬

والثاني‭: ‬بكاء‭ ‬الخوف‭ ‬والخشية‭. ‬

والثالث‭: ‬بكاءُ‭ ‬المحبة‭ ‬والشوق‭. ‬

والرابع‭: ‬بكاءُ‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭. ‬

والخامس‭: ‬بكاء‭ ‬الجَزَع‭ ‬مِن‭ ‬ورود‭ ‬المؤلِم‭ ‬وعدم‭ ‬احتماله‭.‬

‭ ‬والسادس‭: ‬بكاءُ‭ ‬الحزن‭. ‬والفرق‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬بكاء‭ ‬الخوف،‭ ‬أن‭ ‬بكاء‭ ‬الحزن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬مكروه‭ ‬أو‭ ‬فوات‭ ‬محبوب،‭ ‬وبكاء‭ ‬الخوف‭ ‬يكون‭ ‬لِمَا‭ ‬يتوقع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬مِن‭ ‬ذلك‭. ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬بكاء‭ ‬السرور‭ ‬والفرح،‭ ‬وبكاء‭ ‬الحزن،‭ ‬أن‭ ‬دمعة‭ ‬السرور‭ ‬باردة‭ ‬والقلب‭ ‬فرحان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دمعة‭ ‬الحُزن‭ ‬حارة‭ ‬والقلب‭ ‬حزين،‭ ‬ولهذا‭ ‬يقال‭ ‬لِما‭ ‬يُفرح‭ ‬به‭: ‬هو‭ ‬قُرَّةُ‭ ‬عَيْنٍ،‭ ‬وأقرَّ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬به‭ ‬عينَه،‭ ‬ولِما‭ ‬يُحزن‭: ‬هو‭ ‬سخينةُ‭ ‬العجن،‭ ‬وأسخن‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عينَه‭ ‬بِه‭.‬

والسابع‭: ‬بكاء‭ ‬الخور‭ ‬والضعف‭.‬

والثامن‭: ‬بكاء‭ ‬النفاق،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬الناس‭ ‬قلبًا‭. ‬

والتاسع‭: ‬البكاء‭ ‬المستعار‭ ‬والمستأجر‭ ‬عليه،‭ ‬كبكاء‭ ‬النائحة‭ ‬بالأجرة،‭ ‬فإنها‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سيدنا‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭): ‬تَبِيعُ‭ ‬عَبْرتَها،‭ ‬وَتَبْكي‭ ‬شَجْوَ‭ ‬غَيرها‭. ‬

والعاشر‭: ‬بكاء‭ ‬الموافقة،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الرجُلُ‭ ‬الناسَ‭ ‬يبكون‭ ‬لأمر‭ ‬ورد‭ ‬عليهم،‭ ‬فيبكي‭ ‬معهم،‭ ‬ولا‭ ‬يدري‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬يبكون،‭ ‬يراهم‭ ‬يبكون،‭ ‬فيبكي‭!. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬دمعًا‭ ‬بلا‭ ‬صوت،‭ ‬فهو‭ ‬بكى،‭ ‬مقصور،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬معه‭ ‬صوت،‭ ‬فهو‭ ‬بكاء،‭ ‬ممدود‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الأصوات‭.‬

وما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬مستدعىً‭ ‬متكلفًا،‭ ‬فهو‭ ‬التباكي،‭ ‬وهو‭ ‬نوعان‭: ‬محمود،‭ ‬ومذموم،‭ ‬فالمحمود،‭ ‬أن‭ ‬يُستجلَب‭ ‬لِرقة‭ ‬القلب،‭ ‬ولخشية‭ ‬الله،‭ ‬لا‭ ‬للرياء‭ ‬والسُّمعة‭. ‬والمذموم‭: ‬أن‭ ‬يُجتلب‭ ‬لأجل‭ ‬الخلق،‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬للنبي‭ (‬صلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬علَيهِ‭ ‬وسلَّمَ‭) ‬وقد‭ ‬رآه‭ ‬يبكي‭ ‬هو‭ ‬وأبو‭ ‬بكر‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬أسارى‭ ‬بدر‭: ‬أخبرني‭ ‬ما‭ ‬يُبكيك‭ ‬يا‭ ‬رسولْ‭ ‬اللّه؟‭ ‬فإن‭ ‬وجدتُ‭ ‬بكاءً‭ ‬بكيتُ،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬تباكَيتُ،‭ ‬لبكائكما‭ ‬ولم‭ ‬ينكر‭ ‬عليه‭ (‬صلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬علَيهِ‭ ‬وآلِه‭ ‬وسلَّمَ‭). ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬بعض‭ ‬الصالحين‭: ‬ابكوا‭ ‬مِن‭ ‬خشية‭ ‬الله،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تبكوا،‭ ‬فتباكوا‭.‬أهـ‭.‬

{‭ ‬باحثة‭ ‬مصرية‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬وفلسفة‭ ‬القانون

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا