استثمرت خبرتها على مدار 17 عاما في وزارة الصحة، لتنطلق بمشروعها الخاص وتؤسس مركز (Dental Club) الذي يقدم كل الخدمات المتعلقة بطب الأسنان، لكنها لم تقتصر في مسيرتها هذه على تقديم العلاج للمرضى والمراجعين، بل اختطت لنفسها منهجا يتلخص في تحمل المسؤولية الاجتماعية وتقديم كل الخدمات المجانية لفئات متعددة من المجتمع بمن فيهم كبار السن والأطفال ذوو الاعاقات وذوو الظروف الخاصة.
ولم تنتظر ان تأتي لها هذه الفئات، بل دأبت على التوجه إليهم وقضاء أوقات طويلة معهم وتنظيم ورش عمل وتقديم كل الفحوصات والعلاجات المتعلقة بطب الاسنان لهم بالمجان. وتصف ذلك بقولها: لست أنا من أعطيهم، بل هم من يعطوني البهجة والسعادة.
الدكتورة أميرة المصلي. استشارية تقويم الاسنان، حاصلة على زمالة الكلية الملكية للجراحين في أدنبرة في لندن. وزمالة الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا في طب الاسنان العام، فتحت مركز (Dental Club) عام 2015 بثلاث عيادات قبل ان تتوسع الى خمس عيادات، لتقدم جميع الخدمات الطبية المتعلقة بطب وتقويم الاسنان، كما توسع الفريق من طبيب واحد الى خمسة أطباء إلى جانب الأطباء الزائرين.
تقول الدكتورة أميرة: من الأمور التي كنت أطمح إليها منذ البداية وكانت أحد أولوياتي وأهدافي وهو المساهمة بكل ما يرسم الابتسامة على مختلف الفئات المحتاجة في المجتمع. وكان هذا هاجسا يراودني، لذلك بمجرد ان افتتحت العيادة، ابتدأت برنامجا خاصا من خلال تنظيم زيارات لدار بتلكو لرعاية الأطفال. وتبنينا أنا والفريق الذي يعمل معي جميع الخدمات المتعلقة بالأسنان للأطفال في الدار بدءا من التنظيف والحشوات والتقويم والزراعة وغيرها. ومن أجل ذلك نقوم بزيارات دورية مستمرة تتضمن ورش عمل وشرحا لطرق العناية بالأسنان والتصرف في حال وجود تسوس او آلام في الاسنان. كما يتم التنسيق مع إدارة الدار مشكورة لإرسال الأطفال الذين يحتاجون للعلاج الى العيادة.
وما أفخر به فعلا هو أننا تمكنا من تغيير ابتسامة العديد من الأطفال من خلال علاج مشاكل الاسنان، وهذا ما ينعكس إيجابا على ثقتهم بأنفسهم وعلاقاتهم مع الاخرين، بل حتى على سلوكياتهم وتفاعلهم مع الغير. فبعض الأطفال مثلا كانوا يعانون من تزاحم الاسنان او فراغات أو غيرها من المشكلات، وهذا ما يؤثر على نفسيتهم ويشعرهم بالإحراج عند الابتسامة، وقد يعرضهم حتى الى التنمر أحيانا، فضلا عن طبيعة الظروف التي يمرون بها. لذلك ما المانع في أن نسهم في إعطائهم ابتسامة جميلة وثقة بالنفس وسعادة؟
وتضيف الدكتورة اميرة: ثم وسّعت الدائرة أكثر وبدأت بزيارات لدار الرعاية الاجتماعية بالمحرق، لتقديم الخدمات لكبار السن المقيمين والذين يعيشون في الدار.
وفي الواقع، عندما خططنا للزيارة، كنت أتصور اننا سنقدم شيئا لكبار السن، ولكنني اكتشفت العكس. هم من أعطونا الكثير واحتوونا بكل حب وتقدير وحنان منهم. وقضينا معهم وقتا ممتعا فعلا استمعنا فيه الى قصصهم ولعبنا معهم، الى جانب الفحص وتقديم العلاج المناسب، ومن يحتاج الى علاج في العيادة مثل تنظيف او خلع، طلبنا من إدارة الدار مساعدتهم في إحضارهم إلى العيادة. وبصراحة اعتبر أن هذه الزيارات هي إضافة لنا نحن قبل كل شيء.
وللأمانة، مما فوجئت به في الدار انهم يوفرون للمقيمين فيها كل الخدمات بدءا من نظافة المكان والأنشطة والرحلات والبرامج. وربما أكثر ما يحتاج إليه كبار السن هناك هو رؤية وجوه جديدة وكسر الرتابة والاستمتاع بالزيارات لهم من قبل الآخرين. وهذا ما يلقي علينا مسؤولية إضافية في استكمال هذه الجهود والخدمات التي تقدم لهم من خلال زيارتهم وتقديم الخدمات الطبية الإضافية لهم. وحاليا نجهز لرحلة خارجية بالتنسيق مع مشرفة الدار تشمل برامج ترفيهية متنوعة لهم.
والى جانب الأطفال وكبار السن، قمنا بالتنسيق مع جمعية الكلمة الطيبة، بزيارة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية ضمن برنامج «سمو» الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث سمعوا بالخدمات التطوعية التي نقدمها وطلبوا أن ننظم لهم مثل هذه الزيارات.
ما اود التأكيد عليه هنا، أننا في كل زيارة ننظمها نشعر في نهايتها بمشاعر إيجابية جميلة من السعادة والتفاؤل والمتعة. وحتى فريق العمل في العيادة متحمس جدا لهذه الزيارات وبعضهم يشارك فيها حتى في خارج أوقات دوامهم بدافع تطوعي. وهو أمر أقدره وأشكرهم عليه.
لذلك الرسالة التي أود أن أنقلها من خلال هذه الزيارات هو أن العيادات الخاصة تتحمل مسؤولية اجتماعية. وما نقدمه هو ليس عطاء وإنما واجب علينا، ومهما قدمنا نبقى مقصرين. والجميل في الأمر أنني تلقيت بعض الاتصالات من زملاء أطباء أبدوا اهتماما بهذه المبادرات واستفسروا عن كيفية القيام بمثلها. لذلك ما أتمناه هو أن نجد مبادرات تطوعية في جميع المجالات الطبية. صحيح ان دور الرعاية تقدم مختلف أنواع الخدمات، ولكن يجب علينا ان ندعم هذه الجهود ونقدم الخدمات في كل التخصصات وليس الأسنان فقط. ولا ننسى أننا يوما ما سنكبر، وقد نكون في نفس موقع هؤلاء ونحتاج الى المساعدة. وكل ما تقدمه اليوم ستحصده غدا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك