العدد : ١٧٠٧٦ - الاثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٦ - الاثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

ألوان

المسبار الأوروبي «إقليدس» يتحضر لاستكشاف الجانب المظلم من الكون

السبت ٠١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

يحاول‭ ‬المسبار‭ ‬الفضائي‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬‭ (‬Euclid‭) ‬الذي‭ ‬يُطلَق‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬كاب‭ ‬كانافيرال‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كشف‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الألغاز‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الفلك‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬مادتين‭ ‬مظلمتين‭ ‬غامضتين‭ ‬تشكلان‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الكون‭ ‬لكنّ‭ ‬أي‭ ‬معطيات‭ ‬تقريباً‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬عن‭ ‬طبيعتهما‭ ‬الدقيقة‭. ‬وتنطلق‭ ‬مهمة‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوروبية‭ (‬إيسا‭) ‬اليوم‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬15‭:‬11‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينتش‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬صاروخ‭ ‬فالكون‭ ‬9‭ ‬المصنوع‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬سبايس‭ ‬اكس‮»‬‭.  ‬وسيُطلَق‭ ‬المسبار‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬وزنه‭ ‬طنين‭ ‬وصممته‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬تاليس‭ ‬ألينيا‭ ‬سبايس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬موقعه‭ ‬النهائي،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬من‭ ‬الأرض‭. ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬سيرسم‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬سُمّي‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬مخترع‭ ‬الهندسة،‭ ‬خريطة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬للكون،‭ ‬تشمل‭ ‬ملياري‭ ‬مجرة‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬يغطي‭ ‬ثلث‭ ‬القبة‭ ‬السماوية‭.  ‬وسيكون‭ ‬البُعد‭ ‬الثالث‭ ‬للخريطة‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭: ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬التقاط‭ ‬الضوء‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬بلوغه‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬المجرات‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬مليارات‭ ‬سنة،‭ ‬سيتعمق‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬السحيق‭ ‬للكون،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬13,8‭ ‬مليار‭ ‬سنة‭.  ‬ويكمن‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬تاريخ‭ ‬الكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجزئته‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أجزاء‭ ‬زمنية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أوضح‭ ‬عالم‭ ‬الفيزياء‭ ‬الفلكية‭ ‬يانيك‭ ‬ميلييه،‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬16‭ ‬دولة،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭.  ‬ويأمل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬المادة‭ ‬المظلمة‭ ‬والطاقة‭ ‬المظلمة‭ ‬أثناء‭ ‬تكوين‭ ‬المجرات‭.  ‬المادة‭ ‬المظلمة‭ ‬والطاقة‭ ‬المظلمة‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬غير‭ ‬معروفة،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنهما‭ ‬تتحكمان‭ ‬في‭ ‬الكون‭ ‬الذي‭ ‬يتكون‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬مرئية‭ ‬‮«‬عادية‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬المعرفة‭ ‬يصفه‭ ‬جوزيبي‭ ‬راكا،‭ ‬رئيس‭ ‬مهمة‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬مصدر‭ ‬‮«‬إحراج‭ ‬كوني‮»‬‭.  ‬من‭ ‬دون‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للعلماء‭ ‬شرح‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬الكون‭. ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬اللغز‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬افترض‭ ‬عالم‭ ‬الفلك‭ ‬السويسري‭ ‬فريتز‭ ‬زويكي،‭ ‬خلال‭ ‬مراقبة‭ ‬عنقود‭ ‬مجرات‭ ‬كوما،‭ ‬أنّ‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬كتلته‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭. ‬

وبعد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬عام،‭ ‬أصبح‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬المفقودة‭ ‬التي‭ ‬توصف‭ ‬بالسوداء‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تمتص‭ ‬الضوء‭ ‬ولا‭ ‬تعكسه،‭ ‬موضع‭ ‬إجماع‭. ‬ويقول‭ ‬عضو‭ ‬اتحاد‭ ‬‮«‬إقليدس‮»‬‭ ‬ديفيد‭ ‬إلباز،‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الجبل‭ ‬الجليدي،‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬نفهمه‭: ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يسير‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‮»‬‭.  ‬سرعة‭ ‬دوران‭ ‬النجوم‭ ‬داخل‭ ‬المجرات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شمسنا،‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭ ‬لدرجة‭ ‬يتعين‭ ‬إخراج‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬منها،‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬الصاروخ‭ ‬الذي‭ ‬يسحب‭ ‬نفسه‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬جاذبية‭ ‬الأرض‭ ‬ويُقلع‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يوضح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬هذا‭ ‬العالِم‭ ‬في‭ ‬الفيزياء‭ ‬الفلكية‭ ‬في‭ ‬مفوضية‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬تبقى‭ ‬موجودة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بحسب‭ ‬الباز،‭ ‬‮«‬نستنتج‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬ثقلاً‭ ‬إضافياً‭ ‬يحافظ‭ ‬عليها‮»‬‭. ‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينيات،‭ ‬اكتشف‭ ‬علماء‭ ‬الفلك‭ ‬اختلالاً‭ ‬ثانياً،‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬الكون‭ ‬بأكمله،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬المجرات‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر،‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬قوة‭ ‬طاردة‭ ‬تُسمى‭ ‬الطاقة‭ ‬المظلمة‭. ‬

ويُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬التسارع‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬الكون‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬مليارات‭ ‬سنة‭. ‬وبالعودة‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬يمكن‭ ‬لـ«إقليدس‮»‬‭ ‬ملاحظة‭ ‬التأثيرات‭ ‬الأولى‭ ‬للطاقة‭ ‬المظلمة‭ ‬وتحديدها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬كما‭ ‬يأمل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬المهمة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا