العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح بركة عضو هيئة كبار العلماء وصداقة خمسين عاما!!.. الحلقة الثالثة والأخيرة

الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭ ‬دكتور‭ ‬غريب‭ ‬جمعة

صبره‭ ‬على‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬ورضاه‭ ‬به‭:‬

أما‭ ‬عن‭ ‬صبر‭ ‬شيخنا‭ ‬ورضاه‭ ‬بقضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬القدح‭ ‬المعلى‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فما‭ ‬رأيته‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬متسخطا‭ ‬ولا‭ ‬متبرما‭.. ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭: ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬–‭ ‬نصبر‭ ‬ونحتسب‭.‬

وكأن‭ ‬لسان‭ ‬الحال‭ ‬يردد‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الفقيه‭ ‬الشافعي‭ ‬الأديب‭ ‬الشاعر‭ ‬قاضي‭ ‬القضاة‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الجرجاني‭ ‬وهو‭: ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عند‭ ‬الزمان‭ ‬سوى‭ ‬الذي‭ ‬أضيق‭ ‬به‭ ‬ذرعا‭ ‬فعندي‭ ‬له‭ ‬الصبر‭.‬

وقول‭ ‬أبي‭ ‬إسحاق‭ ‬الغزي‭: ‬إذا‭ ‬تضايق‭ ‬الأمر‭ ‬فانتظر‭ ‬فرجا‭  ‬فأضيق‭ ‬الأمر‭ ‬أدناه‭ ‬إلى‭ ‬الفرج‭.‬

وإليك‭ ‬هذا‭ ‬المثل‭: ‬لقد‭ ‬أصيب‭ ‬شقيق‭ ‬له‭ ‬بمرض‭ ‬شديد‭ ‬ورافقته‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬لالتماس‭ ‬العلاج‭ ‬عند‭ ‬الأطباء‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬الزيارات‭ ‬حدد‭ ‬الطبيب‭ ‬المعالج‭ ‬موعد‭ ‬الزيارة‭ ‬الأخرى‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬تعاطي‭ ‬العلاج‭ ‬الموصوف‭ ‬لمتابعة‭ ‬الحالة،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬فضيلته‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬بمصر‭ ‬الجديدة‭ ‬ثم‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬شبرا،‭ ‬حيث‭ ‬يقيم‭ ‬أخوه‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬بقليل‭ ‬طلبت‭ ‬أن‭ ‬يسبقني‭ ‬حتى‭ ‬يستعد‭ ‬أخوه‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب،‭ ‬فقال‭ ‬بأسى‭ ‬لقد‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬بالأمس‭ ‬ولم‭ ‬أخبرك‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أزعجك‭ ‬وكفاك‭ ‬ما‭ ‬قمت‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬علاجه‭ ‬وأنا‭ ‬أعرف‭ ‬أنك‭ ‬إذا‭ ‬علمت‭ ‬بهذا‭ ‬الخبر‭ ‬ستقوم‭ ‬بعزاء‭ ‬الوالد‭ ‬في‭ ‬شبرا‭ ‬ولذلك‭ ‬جئت‭ ‬معك‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نشق‭ ‬عليك‭ ‬بمجيئك‭ ‬من‭ ‬الجيزة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬الجديدة‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬شبرا‭!!‬

مكافأته‭ ‬على‭ ‬المعروف‭ ‬ورده‭ ‬التحية‭ ‬بأحسن‭ ‬منها‭: ‬

أذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الزيارات‭ ‬حملت‭ ‬بعض‭ ‬الهدايا‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬أطفاله‭ ‬الثلاثة‭: ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬مهندسا‭ ‬إنشائيا‭ ‬وأحمد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬رتبة‭ ‬لواء‭ ‬ويعمل‭ ‬مدرسا‭ ‬بالكلية‭ ‬الفنية‭ ‬العسكرية‭ ‬وإيمان‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬طبيبة‭ ‬بشرية‭ ‬أما‭ ‬الدكتورة‭ ‬نهى‭ ‬طبيبة‭ ‬الأسنان‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الغيب‭.‬

ولما‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬زيارته‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬فوجئت‭ ‬بالأطفال‭ ‬الثلاثة‭ ‬يحملون‭ ‬هدايا‭ ‬يفوق‭ ‬ثمنها‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬دفعت‭ ‬ثمنا‭ ‬لهداياهم‭ ‬الصغيرة‭ ‬ثم‭ ‬قالوا‭ ‬ببراءة‭ ‬الأطفال‭ ‬الملائكية‭ ‬وصوت‭ ‬الطفولة‭ ‬العذب‭ ‬الحبيب‭: ‬لو‭ ‬سمحت‭ ‬يا‭ ‬عمي‭ ‬تفضل‭ ‬هذه‭ ‬الهدايا‭ ‬منا‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬تقبلها‭ ‬فشكرتهم‭ ‬ووالدهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬النبيل‭.‬

ذكاؤه‭ ‬وحياؤه‭:‬

كان‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬ويستطيع‭ ‬أن‭ ‬يداري‭ ‬فيبسط‭ ‬وجهاً‭ ‬رحباً‭ ‬ولساناً‭ ‬بالحديث‭ ‬رطبا‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬استطاعته‭ ‬أن‭ ‬يداهن‭ ‬فيقول‭ ‬للمسيء‭ ‬أحسنت‭ ‬وللمخطئ‭ ‬أصبت‭ ‬وللمفسد‭ ‬أصلحت‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬الناس‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬حينما‭ ‬زار‭ ‬الأزهر‭ ‬وتعرضه‭ ‬للحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ووصفه‭ ‬لها‭ ‬بالحرب‭ ‬‮«‬الحمقاء‮»‬‭ ‬وساق‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جرأة‭ ‬عجيبة‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬أمينا‭ ‬عام‭ ‬لمجمع‭ ‬البحوث‭ ‬الإسلامية‭.‬

أما‭ ‬إذا‭ ‬منعه‭ ‬حياؤه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصارح‭ ‬جليسه‭ ‬بالخطأ‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬فإنه‭ ‬يسلك‭ ‬طريقة‭ ‬دقيقة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المعارضة‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجر‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬وهكذا‭ ‬تصل‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬جليسه‭ ‬وكأنها‭ ‬قطعة‭ ‬حلوى‭ ‬وليست‭ ‬علقما‭ ‬يتجرعه‭ ‬ولا‭ ‬يكاد‭ ‬يسيغه‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬توفيق‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬له‭.‬

لماذا‭ ‬أقول‭ ‬أستاذي‭ ‬وشيخي؟

حينما‭ ‬أقول‭ ‬عن‭ ‬فضيلته‭ ‬أستاذي‭ ‬وشيخي‭ ‬فليس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فضول‭ ‬القول‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬التطفيف‭ ‬في‭ ‬كيل‭ ‬المديح‭ ‬والثناء‭ ‬بغير‭ ‬حق‭ ‬وإنما‭ ‬أقوله‭ ‬لأنني‭ ‬وجدت‭ ‬فيه‭ ‬توجيه‭ ‬الأستاذ‭ ‬وود‭ ‬المحب‭ ‬ونصح‭ ‬الأمين‭ ‬ومتابعة‭ ‬الحريص،‭ ‬حينما‭ ‬كتبت‭ ‬بحثا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬كلمات‭ ‬وكتابات‭ ‬العلامة‭ ‬ابن‭ ‬الجوزي‭ ‬من‭ ‬روائع‭ ‬أدب‭ ‬التربية‭ ‬والمواعظ‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭ ‬جديدا‭ ‬علي‭ ‬فأخذ‭ ‬بيدي‭ ‬وأرشدني‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬البحث‭ ‬وإلى‭ ‬المراجع‭ ‬ثم‭ ‬راجع‭ ‬البحث‭ ‬بعد‭ ‬كتابته‭ ‬حتى‭ ‬استوى‭ ‬على‭ ‬سوقه،‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬بهذا‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬للأدب‭ ‬الإسلامي‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ندوة‭ ‬العلماء‭ ‬بمدينة‭ ‬لكهنؤ‭ ‬بالهند‭ ‬عام‭ ‬1409ه‭ / ‬1981م‭ ‬برئاسة‭ ‬سماحة‭ ‬الشيخ‭ ‬الجليل‭ ‬أبى‭ ‬الحسن‭ ‬الندوي‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬التعريف‭ - ‬يرحمه‭ ‬الله‭ -.‬

ثم‭ ‬كانت‭ ‬المساعدة‭ ‬الثانية‭ ‬حينما‭ ‬كنت‭ ‬أكتب‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬عن‭ ‬الشيوعية‭ ‬ثم‭ ‬أشار‭ ‬علي‭ ‬بجمعها‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬ففعلت‭ ‬وصدر‭ ‬الكتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬انحطاط‭ ‬الفكر‭ ‬المادي‮»‬‭ ‬وكتب‭ ‬له‭ ‬مقدمة‭ ‬رائعة‭ -‬يرحمه‭ ‬الله‭- ‬أما‭ ‬المساعدة‭ ‬الكبرى‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬كتابي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬قبس‭ ‬من‭ ‬إعجاز‭ ‬القرآن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬راجعه‭ ‬مراجعة‭ ‬دقيقة‭ ‬وكتب‭ ‬له‭ ‬مقدمة‭ ‬أيضا‭ ‬وشاركه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬الفاضل‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أمين‭ ‬باشا‭ ‬أستاذ‭ ‬التفسير‭ ‬وعلوم‭ ‬القرآن‭ ‬بجامعتي‭ ‬الأزهر‭ ‬وأم‭ ‬القرى‭ ‬جزاهما‭ ‬الله‭ ‬خيراً‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬وصاحب‭ ‬الكتاب‭.‬

آثاره‭ ‬العلمية‭:‬

1‭/ ‬الأخلاق‭ ‬والتصوف‭.‬

2‭/ ‬العقيدة‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭.‬

3‭/ ‬أخلاقيات‭ ‬العلم‭ ‬وأزمة‭ ‬الحضارة‭ ‬الحديثة‭.‬

4‭/ ‬تحقيق‭ ‬كتاب‭ ‬آداب‭ ‬المريدين‭ ‬للحكيم‭ ‬الترمذي‭.‬

5‭/ ‬تعليقات‭ ‬على‭ ‬العقيدة‭ ‬السنوسية‭ ‬الكبرى‭.‬

هذا‭ ‬بخلاف‭ ‬الكتب‭ ‬والرسائل‭ ‬والمقالات‭ ‬بالمجلات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬أيدينا‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭.‬

وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬المباركة‭ ‬الحافلة‭ ‬بالعلم‭ ‬والعطاء‭ ‬وخدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬والمسارعة‭ ‬إلى‭ ‬الخيرات‭ ‬والطاعات‭ ‬استأثرت‭ ‬به‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬20‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬القعدة‭ ‬1442هـ‭ ‬الموافق‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2021م‭.‬

ورجعت‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة‭ ‬إلى‭ ‬ربها‭ ‬راضية‭ ‬مرضية‭ ‬وهو‭ ‬يردد‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬قِيلَ‭ ‬ادْخُلِ‭ ‬الْجَنَّةَ‭ ‬قَالَ‭ ‬يَا‭ ‬لَيْتَ‭ ‬قَوْمِي‭ ‬يَعْلَمُون‭ (‬26‭) ‬بِمَا‭ ‬غَفَرَ‭ ‬لِي‭ ‬رَبِّي‭ ‬وَجَعَلَنِي‭ ‬مِنَ‭ ‬الْمُكْرَمِينَ‭ ( ‬27‭) ‬يس‭.‬

وبعد‭..‬

فهذه‭ ‬كلمة‭ ‬وفاء‭ ‬لشيخي‭ ‬وأستاذي‭ ‬فضيلة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬بركة‭ ‬وهى‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬ووشل‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬مما‭ ‬وعته‭ ‬الذاكرة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.. ‬إي‭ ‬وربي‭ ‬إنها‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬ووشل‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬وما‭ ‬بلغت‭ ‬معشار‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬الجليل،‭ ‬ولكنى‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬كماله‭ ‬الذي‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬به،‭ ‬رفع‭ ‬الله‭ ‬درجته‭ ‬في‭ ‬عليين‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬النبيين‭ ‬والصديقين‭ ‬والشهداء‭ ‬والصالحين‭ ‬وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقا‭.‬

بعض‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ (‬بعد‭ ‬الدباجة‭):‬

عندما‭ ‬وصل‭ ‬خطابكم‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الكتابة‭ ‬إليك‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬قلقي،‭ ‬حيث‭ ‬حاولت‭ ‬الاتصال‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وكلفت‭ ‬أولادي‭ ‬كذلك‭ ‬بالاتصال‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يصلن‭ ‬منكم‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬السعودية،‭ ‬ولما‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬إجابة‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬شعرت‭ ‬بقلق‭ ‬شديد‭ ‬حتى‭ ‬وصلني‭ ‬خطابكم‭ ‬فأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬وأكثر‭ ‬عزوفا‭ ‬عنها‭ ‬فالظرف‭ ‬صعب‭ ‬يقتضي‭ ‬الكتابة‭ ‬وشعوري‭ ‬بصعوبة‭ ‬الموقف‭ ‬يجعلني‭ ‬غير‭ ‬مقبل‭ ‬عليها،‭ ‬ثم‭ ‬يستمر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقول‭: ‬هذا‭ ‬وأخوكم‭ ‬في‭ ‬سعة‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬الله‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تحددوا‭ ‬لي‭ ‬وسيلة‭ ‬لإرسال‭ ‬ما‭ ‬ترونه‭ ‬مناسبا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬حتى‭ ‬تزول‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العابرة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬وأسرتكم‭ ‬بخير‭ ‬وصحة‭ ‬وعافية‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬إشارتكم‭ ‬وفي‭ ‬انتظار‭ ‬أن‭ ‬نطمئن‭ ‬عليكم،‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

عبدالفتاح‭ ‬عبدالله‭ ‬بركة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا