بكين – (أ ف ب): ندّدت الحكومة الصينية أمس الأربعاء بما اعتبرته «استفزازا» أمريكيا بعد حادثة بين طائرة مقاتلة صينية وطائرة استطلاع عسكرية أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي، بينما تشهد العلاقات بين البلدين توترا شديدا. وأعلن الجيش الصيني الأربعاء أن طائرة استطلاع أمريكية كانت طرفا في مواجهة الأسبوع الماضي فوق بحر الصين الجنوبي «توغلت» في منطقة تدريب عسكري.
وقال الناطق العسكري الصيني جانغ ناندونغ في بيان «توغلت طائرة استطلاع أمريكية من طراز «آر-سي 135» عمدا في منطقة التدريب التابعة لنا للقيام (بعملية) استطلاع وتدخل»، مضيفا أن الصين أرسلت طائرة لتعقب ومراقبة الطائرة الأمريكية «بما يتوافق مع القوانين والقواعد» وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن «هذه المناورات الاستفزازية والخطيرة هي مصدر اضطرابات في الأمن البحري»، مؤكدة أنه «يتعين على الولايات المتحدة أن تتوقف عن هذه الاستفزازات الخطيرة على الفور».
ويأتي ذلك بينما تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن بالفعل توترا شديدا بشأن قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2022. وأعلن الجيش الأمريكي الثلاثاء أن طياراً صينياً قام «بمناورة عدوانية غير مبررة» بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية أمريكية تعمل فوق بحر الصين الجنوبي. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن «إرسال الولايات المتحدة المتكرر وطويل الأمد لسفن وطائرات لمراقبة الصين عن كثب يضر للغاية بسيادة الصين وأمنها القومي». وأضافت أن «الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وأمنها بحزم».
قالت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأمريكية في بيان أن الطائرة الصينية حلقت أمام طائرة الاستطلاع «على مسافة 120 مترا من مقدمتها الجمعة، مما أجبر الطائرة الأمريكية على مواجهة اضطرابات سببتها» الطائرة الصينية. وأكدت القيادة الأمريكية أن طائرة الاستطلاع الأمريكية من طراز «آر - سي 135» «كانت تقوم بعمليات روتينية بلا مجازفة وبما يتوافق مع القانون الدولي فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي».
وتظهر لقطات فيديو نشرت طائرة مقاتلة تمر أمام طائرة أمريكية تهتز بفعل الاضطرابات الناجمة عن مرور المقاتلة الصينية. وقال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته إن هناك «زيادة مقلقة في عدد عمليات الاعتراض والمواجهات الجوية المحفوفة بالمخاطر في البحر» التي تجريها الطائرات والسفن الصينية. واشار إلى أن مثل هذه الأعمال «قد تؤدي إلى وقوع حادث أو سوء تقدير خطير». وأوضح المسؤول العسكري «نحن لا نعتبر أن (عمليات الاعتراض هذه) ينفذها طيارون يعملون بدون ترابط» بل «نعتقد أن هذا جزء من مخطط متكرر على نطاق أوسع».
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء بكين إلى الموافقة على مزيد من الاتصالات بعد حادثة طيران الأسبوع الماضي حمل فيها المسؤولية لطيار صيني. وقال بلينكن للصحافيين خلال زيارة للسويد «أعتقد أن ذلك يؤكد فحسب على أهمية أن تكون بيننا خطوط اتصال منتظمة ومفتوحة، منها بالمناسبة، بين وزيري الدفاع في بلدينا». وجاءت تصريحاته بعدما أعلنت الولايات المتحدة إن الصين امتنعت عن إجراء محادثات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك