الخرطوم - الوكالات: تتواصل المعارك في السودان حيث مددت الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقا في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة.
وأمس أفاد أحد سكان العاصمة وكالة فرانس برس بوقوع «اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في جنوب الخرطوم».
منذ 22 مايو، يسعى الوسطاء السعوديون والأمريكيون لتحقيق وقف إطلاق نار، لكن الهدن تظل حبرا على ورق. فعلى الأرض لم يتوقف القصف الجوّي والمدفعي واستمرت تحركات المدرعات.
وتستمر الحرب التي أوقعت أكثر من 1800 قتيل، وفقا لمنظمة أكليد، وأكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة، في حصد الضحايا وترغم مزيدا من الأسر على ترك منازلهم.
ليل الاثنين الثلاثاء، أكد مواطنون لفرانس برس استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا بإقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حربا أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي.
وكتب المحلل المتخصص في القرن الإفريقي رشيد عبدي على حسابه على موقع تويتر أمس: «لا يوجد وقف إطلاق نار في السودان»، في إشارة إلى تواصل القتال.
وأَضاف: «هناك فجوة عميقة بين الواقع على الأرض في السودان والدبلوماسية في جدّة». على جري العادة، تبادل الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الاتهامات بخرق الهدنة، ويقول كل طرف إنه يرد على هجمات الخصم.
وبحسب تقرير أمس للمجلس النرويجي للاجئين، فقد انتشرت أعمال «النهب والسرقة في الخرطوم، وجردت بعض المناطق بالكامل من الممتلكات».
وأشار المجلس إلى محاولته القيام بعمليات توزيع للمواد الغذائية، «لكننا نواجه تحديات بسبب انهيار النظام المصرفي وعقبات لوجستية أخرى»، مثل انقطاع الاتصالات وندرة النقد لشراء الإمدادات.
وأكد المجلس في تقريره: «لا تزال القصة كما هي.. يواجه الناس في السودان مرة أخرى العنف والنزوح».
وبحسب بيان أمس أفاد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي بعد اختتامه زيارة لمصر بأنه «اضطر أكثر من 345,000 شخص إلى الفرار مؤخراً من السودان، وتستضيف مصر حوالي نصفهم».
منذ شهر، يوافق كل طرف على اقتراحات واشنطن والرياض بتمديد الهدنة التي تهدف إلى السماح للمدنيين بالفرار من مناطق القتال وفتح ممرات آمنة لإرسال المساعدات الانسانية.
وكان السودان قبل الحرب أحد أفقر بلدان العالم إذ كان مواطن من كل ثلاثة يعاني الجوع، وكانت الكهرباء تنقطع فترات طويلة يوميا والنظام الصحي على وشك الانهيار.
واليوم، بعد مرور سبعة أسابيع على اندلاع الحرب، بات 25 مليونا من أصل 45 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة.
وذكرت اليونيسيف أن «13,6 مليون طفل بحاجة ماسة إلى الدعم الانساني المنقذ للحياة». من بين هؤلاء «620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد»، بحسب المنظمة الأممية.
ولم تعد المياه الجارية تصل إلى بعض مناطق الخرطوم ولا تتوافر الكهرباء إلا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة أرباع المستشفيات خارج الخدمة.
وفيما رحبت واشنطن والرياض بتمديد الهدنة خمسة أيام أخرى، يخشى السودانيون الآن على الأرض حصول «حرب أهلية شاملة»، بحسب كلام تحالف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان اللذان كانا حليفين ونفذا معا انقلاب عام 2021 قبل أن تبدأ الخلافات بينهما.
وفي زيارة تفقدية لقوّاته أمس، أكد البرهان في بيان للجيش أنه «تمت الموافقة على الهدنة بغرض تسهيل انسياب الخدمات للمواطنين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك