بيروت - (أ ف ب): يبحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس اليوم الثلاثاء في ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، بعد سبعة أشهر من شغور سدة الرئاسة في ظل شلل سياسي وأزمة اقتصادية عميقة. وتأتي زيارة الراعي في وقت تحاول قوى سياسية عدة التوافق على دعم مرشح للرئاسة لقطع الطريق أمام وصول الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يحظى بدعم رئيسي من حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخراً، فرنسا لدعمها، وفق قولهم وتقارير عدة، وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون. ولطالما تمتّعت فرنسا، قوة الانتداب السابقة في لبنان، بموقع مميّز في البلاد. ويشير إليها بعض اللبنانيين، لا سيما المسيحيون منهم، إلى أنها «الأم الحنون»، نظرا إلى كونها ساندت لبنان في مراحل عدة من تاريخه. ويلتقي الراعي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي يوم الأحد، ماكرون عند الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء في قصر الإليزيه، تلبية لدعوة رسمية، على أن يتطرق البحث إلى ملفات عدة بينها الانتخابات الرئاسية.
وسيزور البطريرك الراعي قبل باريس الفاتيكان. وكان لعدد من البطاركة الموارنة دور مهم في مراحل عدة من تاريخ لبنان، البلد المتعدّد الطوائف والأديان، والذي يغلب فيه أحيانا الانتماء الطائفي على الانتماء السياسي. وتقود باريس منذ أشهر حراكاً من أجل حضّ اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد وإجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم مالي دولي يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية القائمة منذ خريف 2019. وعقد ممثلو خمس دول معنية بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعاً في باريس في فبراير من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدّم.
ويدعم حزب الله وحلفاؤه وصول فرنجية إلى الرئاسة، بينما يعارض وصوله خصوم حزب الله، وأبرزهم حزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان. كما يعارضه التيار الوطني الحر المسيحي برئاسة جبران باسيل، حليف حزب الله، والذي يعتبر نفسه «مرشحا طبيعيا» للرئاسة. وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل لوكالة فرانس برس في وقت سابق «أنا مقتنع أن لفرنسا نوايا حسنة وهي تحاول إيجاد حلول للخروج من الجمود (...) لكننا غير موافقين على الحل المقترح». وشدّد على أن الأساس هو «وقف وضع حزب الله يده على لبنان»، مشيراً إلى جهود تُبذل لجمع العدد الأكبر من الأحزاب حول اسم مرشح آخر.
ولا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تمكنّه من إيصال مرشحه. وهناك كتلة مستقلين في البرلمان لا تميل كذلك إلى انتخاب فرنجية. ومن أسماء المرشحين للرئاسة أيضا النائب المعارض ميشال معوض، والوزير السابق جهاد أزعور الذي يتولّى حالياً إدارة قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي. وتسعى الأحزاب المسيحية الثلاثة إلى التوافق على أزعور. وقال البطريرك الراعي في عظة ألقاها الأحد، في إشارة إلى أزعور من دون أن يسميه، «نود أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحديا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتعا بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك