العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

مفاهيم ومصطلحات قرآنية مهمة (9)

بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

‭(‬74‭) ‬فسق‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬فَفَسَقَ‭ ‬عَن‭ ‬أَمرِ‭ ‬ربّه‭) ‬الكهف‭ (‬50‭)‬،‭ ‬فسق‭ ‬فُلان‭: ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬حَجْر‭ ‬الشرع،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬قولهم‭ ‬فسق‭ ‬الرطب‭: ‬إذا‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬قشره،‭ ‬وهو‭ ‬أعم‭ ‬من‭ ‬الكفر،‭ ‬والفسق‭ ‬يقع‭ ‬بالقليل‭ ‬من‭ ‬الذنوب‭ ‬وبالكثير،‭ ‬لكن‭ ‬تعُورف‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬كثيرا،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬الفاسق‭ ‬لمن‭ ‬التزم‭ ‬حكم‭ ‬الشرع‭ ‬وأقرّ‭ ‬به،‭ ‬ثم‭ ‬أخل‭ ‬بجميع‭ ‬أحكامه‭ ‬أو‭ ‬ببعضها،‭ ‬وإذا‭ ‬قيل‭ ‬للكافر‭ ‬الأصلي‭: ‬فاسق،‭ ‬فلأنه‭ ‬أخلّ‭ ‬بحُكم‭ ‬ما‭ ‬التزمه‭ ‬العقل‭ ‬واقتضته‭ ‬الفطرة،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬فَفَسَقَ‭ ‬عَن‭ ‬أَمر‭ ‬ربه‭) ‬الكهف‭ (‬50‭) (‬فَفَسَقُوا‭ ‬فِيهَا‭) ‬الإسراء‭ (‬16‭) (‬وَأَكثَرُهُمُ‭ ‬الفَاسِقُونَ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬110‭). (‬وَمَن‭ ‬كَفَرَ‭ ‬بَعدَ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬فَأُوْلَئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الفسِقونَ‭) ‬النور‭ (‬55‭) ‬أي‭: ‬من‭ ‬يستر‭ ‬نعمة‭ ‬الله‭ ‬فقد‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬طاعته،‭ ‬والفاسق‭ ‬أعم‭ ‬من‭ ‬الكافر‭ ‬والظالم‭ ‬أعم‭ ‬من‭ ‬الفاسق‭ ‬‮«‬وَالَّذِينَ‭ ‬يَرْمُونَ‭ ‬الْمُحْصَنَاتِ‭ ‬ثُمَّ‭ ‬لَمْ‭ ‬يَأْتُوا‭ ‬بِأَرْبَعَةِ‭ ‬شُهَدَاء‭ ‬فَاجْلِدُوهُمْ‭ ‬ثَمَانِينَ‭ ‬جَلدَةً‭ ‬وَلَا‭ ‬تَقْبَلُوا‭ ‬لَهُمْ‭ ‬شَهَادَةً‭ ‬أَبَدًا‭ ‬وَأُوْلَئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الْفَاسِقُونَ‮»‬‭ ‬النور‭ (‬4‭)‬،‭ ‬وسميت‭ ‬الفأرة‭ ‬فويسقة‭ ‬لما‭ ‬اعتقد‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الخبث‭ ‬والفسق‭. ‬وقيل‭ ‬لخروجها‭ ‬من‭ ‬بيتها‭ ‬مرة‭ ‬بعد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬636‭)).‬

‭(‬75‭) ‬الكُفْر‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬فَأَبَى‭ ‬أَكثَرُ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬كُفُورا‭) ‬الفرقان‭ (‬50‭).‬

الكفر‭ ‬في‭ ‬اللغة‭: ‬سَتْرُ‭ ‬الشيء،‭ ‬ووصف‭ ‬الليل‭ ‬بالكافر‭ ‬لستره‭ ‬الأشخاص،‭ ‬والزرَّاع‭ ‬لستره‭ ‬البذر‭ (‬والحب‭) ‬في‭ ‬الأرض‭. ‬وكُفر‭ ‬النعمة‭ ‬وكفرانها‭: ‬سترها‭ ‬بترك‭ ‬أداء‭ ‬شكرها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬فَلَا‭ ‬كُفرَانَ‭ ‬لسعيه‭) ‬الأنبياء‭ (‬94‭) ‬وأعظم‭ ‬الكفر‭: ‬جحود‭ ‬الوحدانية‭ ‬أو‭ ‬الشريعة‭ ‬أو‭ ‬النبوة،‭ ‬والكفران‭ ‬في‭ ‬جحود‭ ‬النعمة‭ ‬أكثر‭ ‬استعمالا،‭ ‬والكُفر‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬أكثر،‭ ‬والكفور‭ ‬فيهما‭ ‬جميعا‭ (‬فَأَبَى‭ ‬الظَّالِمُونَ‭ ‬إِلَّا‭ ‬كُفُورا‮ ‬‭) ‬الإسراء‭ (‬99‭) (‬فَأَبَى‭ ‬أَكْثَرُ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬إِلَّا‭ ‬كُفُورًا‭) ‬الفرقان‭ (‬50‭)‬،‭ ‬ويقال‭ ‬منها‭: ‬كَفَر‭ ‬فهو‭ ‬كافر‭. ‬قال‭ ‬في‭ ‬الكُفران‭: (‬لِيَبلُوَنِي‭ ‬ءَأَشكُرُ‭ ‬أَم‭ ‬أَكفُرُ‭ ‬وَمَن‭ ‬شَكَرَ‭ ‬فَإِنَّمَا‭ ‬يَشكُرُ‭ ‬لِنَفسِهِ‭ ‬وَمَن‭ ‬كَفَرَ‭ ‬فَإِنَّ‭ ‬رَبِّي‭ ‬غَنِيّ‭ ‬كَرِيم‭) ‬النمل‭ (‬40‭) ‬وقال‭: (‬وَاشكُرُوا‭ ‬لِي‭ ‬وَلَا‭ ‬تَكفُرُونِ‭) ‬البقرة‭ (‬152‭)‬،‭ ‬وقوله‭: (‬وَفَعَلتَ‭ ‬فَعلَتَكَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬فَعَلتَ‭ ‬وَأَنتَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الكَافِرِينَ‮ ‬‭) ‬الشعراء‭ (‬19‭) ‬أي‭: ‬تحرَّيت‭ ‬كفران‭ ‬نعمتي،‭ ‬وقال‭: (‬لَئِن‭ ‬شَكَرتُم‭ ‬لَأَزِيدَنَّكُم‭ ‬وَلَئِن‭ ‬كَفَرتُم‭ ‬إِنَّ‭ ‬عَذَابِي‭ ‬لَشَدِيد‭) ‬إبراهيم‭ (‬7‭)‬،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الكُفران‭ ‬يقتضي‭ ‬جحود‭ ‬النعمة‭ ‬صار‭ ‬يستعمل‭ ‬في‭ ‬الجحود،‭ ‬قال‭: (‬وَلَا‭ ‬تَكُونُوا‭ ‬أَوَّلَ‭ ‬كَافِر‭ ‬بِهِ‭) ‬البقرة‭ (‬41‭) ‬أي‭: ‬جاحد‭ ‬له‭ ‬وساتر،‭ ‬والكافر‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬متعارف‭ ‬فيمن‭ ‬يجحد‭ ‬الوحدانية‭ ‬أو‭ ‬النبوة‭ ‬أو‭ ‬الشريعة‭ ‬أو‭ ‬ثلاثتها،‭ ‬وقد‭ ‬يقال‭: ‬كفَر‭ ‬لمن‭ ‬أخلّ‭ ‬بالشريعة‭ ‬وترك‭ ‬ما‭ ‬لزمه‭ ‬من‭ ‬شكر‭ ‬الله‭ ‬عليه‭. (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬714‭)).‬

‭(‬76‭) ‬مصر‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬اهبِطُوا‭ ‬مِصرا‭) ‬البقرة‭ (‬61‭).‬

والمِصرُ‭ ‬اسم‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬مَمْصُور‭ ‬أي‭ ‬محدود‭ ‬ويقال‭ ‬مَصت‭ ‬مصِراً‭ ‬أي‭: ‬بنيته،‭ ‬والمِصْر‭ ‬الحد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬هَجَر‭: ‬اشترى‭ ‬فلان‭ ‬الدار‭ ‬بِمُصُرها‭ ‬أي‭ ‬حدودها‭. ‬وأما‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬اهبِطُواْ‭ ‬مِصرا‭) ‬البقرة‭ (‬61‭)‬،‭ ‬فهو‭ ‬البلد‭ ‬المعروف،‭ ‬وصرفه‭ ‬لخِفَّته،‭ ‬وقيل‭ ‬بل‭ ‬عنى‭ ‬بلدا‭ ‬من‭ ‬البلدان‭. ‬والماصر‭: ‬الحاجزُ‭ ‬بين‭ ‬الماءين،‭ ‬ومَصَرْتُ‭ ‬الناقة‭: ‬إذا‭ ‬جمعت‭ ‬أطراف‭ ‬الأصابع‭ ‬على‭ ‬ضرعها‭ ‬فحلبتها،‭ ‬ومنه‭ ‬قيل‭ ‬لهم‭ ‬غلةٌ‭ ‬يمتصرونها،‭ (‬والتمصر‭: ‬حلب‭ ‬بقايا‭ ‬اللبن‭ ‬في‭ ‬الضرع‭ ‬بعد‭ ‬الدَّر‭) ‬أي‭: ‬يحتلبون‭ ‬منها‭ ‬قليلا‭ (‬المرجع‭ ‬السابق‭ (‬ص‭ ‬769‭)).‬

‭(‬77‭) ‬الموت‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬كُلُّ‭ ‬نَفس‭ ‬ذَائِقة‭ ‬المَوتِ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬185‭).‬

ينقسم‭ ‬الموت‭ ‬بحسب‭ ‬أنواع‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭:‬

الأول‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بإزاء‭ ‬القوة‭ ‬النامية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان‭ ‬والنبات‭ (‬والكائنات‭ ‬الحية‭ ‬الدقيقة‭) ‬نحو‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬وَيُحي‭ ‬الأَرضَ‭ ‬بَعدَ‭ ‬مَوتِهَا‭) ‬الروم‭ (‬19‭)‬،‭ (‬وَأَحيَينَا‭ ‬بِهِ‭ ‬بَلدَة‭ ‬مَّيتا‭) ‬ق‭ (‬11‭).‬

الثاني‭: ‬زوال‭ ‬القوة‭ ‬الحاسَّة‭. ‬قال‭: (‬يَا‭ ‬لَيْتَنِي‭ ‬مِتُّ‭ ‬قَبْلَ‭ ‬هذَا‭) ‬مريم‭ (‬23‭)‬،‭ (‬أَئذَا‭ ‬مَا‭ ‬مِتُّ‭ ‬لَسَوْفَ‭ ‬أُخْرَجُ‭ ‬حَيًّا‭) ‬مريم‭ (‬66‭).‬

الثالث‭: ‬زوال‭ ‬القوة‭ ‬العاقلة،‭ ‬وهي‭ ‬الجهالة،‭ ‬نحو‭ (‬أَوَمَن‭ ‬كَانَ‭ ‬مَيتا‭ ‬فَأَحيَينَاه‭) ‬الأنعام‭ (‬122‭) ‬وإياه‭ ‬قصد‭ ‬بقوله‭ (‬إِنَّكَ‭ ‬لَا‭ ‬تُسمِعُ‭ ‬المَوتَى‭) ‬النمل‭ (‬80‭).‬

الرابع‭: ‬الحُزن‭ ‬المكدِّرُ‭ ‬للحياة،‭ ‬وإياه‭ ‬قصد‭ ‬بقوله‭: (‬وَيَأْتِيهِ‭ ‬الْمَوْتُ‭ ‬مِن‭ ‬كُلِّ‭ ‬مَكَانٍ‭ ‬وَمَا‭ ‬هُوَ‭ ‬بِمَيِّتٍ‭) ‬إبراهيم‭ (‬17‭).‬

الخامس‭: ‬المنام،‭ ‬فقيل‭: ‬النوم‭ ‬موت‭ ‬خفيف،‭ ‬والموت‭ ‬نوم‭ ‬ثقيل‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬سماها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬توفيا‭ ‬فقال‭: (‬وَهُوَ‭ ‬اَّلذِي‭ ‬يَتَوَفّاكُم‭ ‬بِاللّيلِ‭) ‬الأنعام‭ (‬60‭) (‬اللَّهُ‭ ‬يَتَوَفَّى‭ ‬الأَنفُسَ‭ ‬حِينَ‭ ‬مَوتِهَا‭ ‬وَالّتِي‭ ‬لَم‭ ‬تَمُت‭ ‬فِي‭ ‬مَنَامِهَا‭) ‬الزمر‭ (‬42‭). ‬وقوله‭ (‬وَلَا‭ ‬تَحسَبَنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬قُتِلُوا‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَموَاتَا‭ ‬بَل‭ ‬أَحيَاءٌ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬169‭). ‬فقد‭ ‬قيل‭: ‬نفى‭ ‬الموت‭ ‬عن‭ ‬أرواحهم‭ ‬فإنه‭ ‬نبه‭ ‬على‭ ‬تنعُّمهم،‭ ‬وقيل‭: ‬نفى‭ ‬عنهم‭ ‬الحُزن‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬وَيَأتِيهِ‭ ‬المَوتُ‭ ‬مِن‭ ‬كُلِّ‭ ‬مَكَان‭) ‬إبراهيم‭ (‬17‭) ‬وقوله‭ (‬كُلُّ‭ ‬نَفس‭ ‬ذَائِقَةُ‭ ‬المَوتِ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬185‭) ‬فعبارة‭ ‬عن‭ ‬زوال‭ ‬القوة‭ ‬الحيوانية‭ ‬وإبانة‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬الجسد‭ ‬وقوله‭ (‬إِنَّكَ‭ ‬مَيِّت‭ ‬وَإِنَّهُم‭ ‬مَّيِّتُونَ‭) ‬الزمر‭ (‬30‭) ‬فقد‭ ‬قيل‭ ‬معناه‭: ‬ستموت،‭ ‬تنبيها‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لأحد‭ ‬من‭ ‬الموت‭.‬

والميتة‭ ‬من‭ ‬الحيوان‭: ‬مازال‭ ‬رُوحه‭ ‬بغير‭ ‬تذكية‭ ‬قال‭ (‬حُرِّمَت‭ ‬عَلَيكُمُ‭ ‬المَيتَةُ‭) ‬المائدة‭ (‬3‭) (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬782‭)).‬

‭(‬78‭) ‬النَّظَر‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬قُلِ‭ ‬انظُرُوا‭ ‬مَاذَا‭ ‬فِي‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭) ‬يونس‭ (‬101‭).‬

النظر‭: ‬تقليب‭ ‬البصر‭ ‬والبصيرة‭ ‬لإدراك‭ ‬الشيء‭ ‬ورؤيته،‭ ‬وقد‭ ‬يراد‭ ‬به‭ ‬التأمل‭ ‬والفحص‭ ‬وقد‭ ‬يراد‭ ‬به‭ ‬المعرفة‭ ‬الحاصلة‭ ‬بعد‭ ‬الفحص‭ ‬وهو‭ ‬الرؤية‭. ‬يقال‭: ‬نظرتَ‭ ‬فلم‭ ‬تَنْظُرْ‭: ‬أي‭ ‬لم‭ ‬تتأمل‭ ‬ولم‭ ‬تترَوَّ،‭ ‬وقوله‭ ‬تعالى‭: (‬قُلِ‭ ‬انظُرُوا‭ ‬مَاذَا‭ ‬فِي‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭) ‬يونس‭ (‬101‭) ‬أي‭: ‬تأملوا،‭ ‬واستعمال‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬البصر‭ ‬أكثر‭ ‬عند‭ ‬العامة،‭ ‬وفي‭ ‬البصيرة‭ ‬أكثر‭ ‬عند‭ ‬الخاصة‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ (‬وُجُوه‭ ‬يَومَئِذ‭ ‬نَّاضِرَةٌ‮ ‬‭(‬22‭)‬‮ ‬إِلَى‭ ‬رَبِّهَا‭ ‬نَاظِرَة‭) ‬القيامة‭ (‬22-23‭). ‬ويقال‭ ‬نظرت‭ ‬إلى‭ ‬كذا‭: ‬إذا‭ ‬مددت‭ ‬طرفك‭ ‬إليه‭ ‬رأيته‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬تَرَهُ،‭ ‬ونظرت‭ ‬فيه‭: ‬إذا‭ ‬رأيته‭ ‬وتدبرته‭ ‬قال‭: (‬أَفَلَا‭ ‬يَنظُرُونَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الإِبِلِ‭ ‬كَيفَ‭ ‬خُلِقَت‭) ‬الغاشية‭ (‬17‭)‬،‭ ‬نظرت‭ ‬في‭ ‬كذا‭: ‬تأملته‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ (‬فَنَظَرَ‭ ‬نَظرَة‭ ‬فِي‭ ‬النُّجُومِ‮ ‬‭(‬88‭)‬‮ ‬فَقَالَ‭ ‬إِنِّي‭ ‬سَقِيم‭) ‬الصافات‭ (‬88-89‭). ‬وقوله‭ ‬تعالى‭ (‬أَوَلَم‭ ‬يَنظُرُواْ‭ ‬فِي‭ ‬مَلَكُوتِ‭ ‬السَّمَاوَاتِ‭ ‬وَالَأرضِ‭) ‬الأعراف‭ (‬185‭) ‬فذلك‭ ‬حث‭ ‬علي‭ ‬تأمل‭ ‬حكمته‭ ‬في‭ ‬خلقها‭. ‬

ونظر‭ ‬الله‭ ‬تعالي‭ ‬إلى‭ ‬عباده‭: ‬هو‭ ‬إحسانه‭ ‬إليهم‭ ‬وإفاضة‭ ‬نعمه‭ ‬عليهم‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ (‬وَلَا‭ ‬يُكَلِّمُهُمُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬وَلَا‭ ‬يَنظُرُ‭ ‬إِليهِم‭ ‬يَومَ‭ ‬القِيَامَةِ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬77‭) (‬المرجع‭ ‬السابق‭) (‬ص‭ ‬812‭).‬

‭(‬79‭) ‬النفاق‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬إِنَّ‭ ‬المُنَافِقِينَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الفاسِقُونَ‭) ‬التوبة‭ (‬67‭) ‬والنفق‭ ‬الطريق‭ ‬النافذ،‭ ‬والسَّرَبُ‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬النافذ‭ ‬فيه‭ ‬قال‭: (‬فَإِنِ‭ ‬استَطَعتَ‭ ‬أَن‭ ‬تَبتَغِيَ‭ ‬نَفَقا‭ ‬فِي‭ ‬الأَرضِ‭) ‬الأنعام‭ (‬35‭) ‬ومنه‭: ‬نافقاء‭ ‬اليربوع،‭ ‬وقد‭ ‬نافق‭ ‬اليربوع،‭ ‬ونفَّق،‭ ‬ومنه‭ ‬النفاق،‭ ‬وهو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الشرع‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬والخروج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬باب،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬نَبَّه‭ ‬بقوله‭ (‬إِنَّ‭ ‬المُنَافِقِينَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الفَاسِقُونَ‭) ‬التوبة‭ (‬67‭) ‬أي‭: ‬الخارجون‭ ‬من‭ ‬الشرع،‭ ‬وجعل‭ ‬الله‭ ‬المنافقين‭ ‬في‭ ‬الدرْك‭ ‬الأسفل‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬فقال‭: (‬إِنَّ‭ ‬المُنَافِقِينَ‭ ‬فِي‭ ‬الدَّركِ‭ ‬الأَسفَلِ‭ ‬مِنَ‭ ‬النَّارِ‭) ‬النساء‭ (‬145‭). (‬المرجع‭ ‬السابق‭) (‬ص‭ ‬819‭).‬

‭(‬80‭) ‬إسلام‭: ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬إنَّ‭ ‬الدِّينَ‭ ‬عِندَ‭ ‬الله‭ ‬الِإسلَامُ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬19‭). ‬مفهوم‭ ‬كلمة‭ ‬الإسلام‭ ‬بمعناها‭ ‬الشامل‭ ‬يعني‭ ‬الاستسلام‭ ‬والانقياد‭ ‬للخالق‭ ‬جل‭ ‬وعلا،‭ ‬فهو‭ ‬بهذا‭ ‬اسم‭ ‬للدين‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬جميع‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين‭.‬

والمعنى‭ ‬الخاص‭ ‬لكلمة‭ ‬الإسلام‭ ‬يعني‭ ‬الشريعة‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬خاتم‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين‭ ‬إلى‭ ‬العالمين‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬جنس‭ ‬أو‭ ‬قوم،‭ ‬ولكن‭ ‬للناس‭ ‬كافة‭ ‬وهي‭ ‬بهذا‭ ‬شريعة‭ ‬عالمية‭ ‬كاملة‭ (‬الموسوعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العامة،‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ (‬مصر‭) (‬ب‭ ‬ط‭ ) (‬ص‭ ‬139‭) (‬2003م‭)).‬

أو‭ ‬هو‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬الواحد،‭ ‬الذي‭ ‬أوحاه‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬رسله‭ ‬وأنبيائه‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬الرسالات‭ ‬السماوية‭ ‬وحتى‭ ‬خاتمها‭ ‬بمحمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وفيه‭ ‬اتحدت‭ ‬العقيدة‭ ‬مع‭ ‬تمايز‭ ‬الشرائع‭ ‬عبادات‭ ‬ومعاملات‭ (‬معركة‭ ‬المصطلحات‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬والإسلام،‭ ‬محمد‭ ‬عمارة،‭ ‬نهضة‭ ‬مصر‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬القاهرة‭: ‬مصر‭ (‬ب‭ ‬ط‭) (‬ص‭ ‬193‭) (‬1996م‭)).‬

والإسلام‭ ‬في‭ ‬الشرع‭ ‬علي‭ ‬ضربين‭: ‬أحدهما‭: ‬دون‭ ‬الإيمان‭ ‬وهو‭ ‬الاعتراف‭ ‬باللسان،‭ ‬وبه‭ ‬يحقن‭ ‬الدم،‭ ‬حصل‭ ‬معه‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يحصل،‭ ‬وإياه‭ ‬قصد‭ ‬بقوله‭: (‬قَالَتِ‭ ‬الأَعرابُ‭ ‬ءَامَنَّا‭ ‬قُل‭ ‬لَّم‭ ‬تُؤمِنُواْ‭ ‬ولكن‭ ‬قولُوا‭ ‬أَسلَمنَا‮ ‬‭) ‬الحجرات‭ (‬14‭)‬،‭ ‬والثاني‭: ‬فوق‭ ‬الايمان‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ (‬باللسان‭) ‬اعتقاد‭ ‬بالقلب،‭ ‬ووفاء‭ ‬بالفعل،‭ ‬واستسلاما‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬قضى‭ ‬وقدر،‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬عن‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬إِذ‭ ‬قَالَ‭ ‬لَهُ‭ ‬رَبُّهُ‭ ‬أَسلِم‭ ‬قَالَ‭ ‬أَسلَمتُ‭ ‬لِرَبِّ‭ ‬العَالَمِينَ‭) ‬البقرة‭ (‬131‭) ‬وقوله‭ ‬تعالى‭: (‬إنَّ‭ ‬الدِّينَ‭ ‬عِندَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬الإِسلَامُ‭) ‬آل‭ ‬عمران‭ (‬19‭) ‬وقوله‭: (‬تَوَفَّنِي‭ ‬مُسْلِمًا‭) ‬يوسف‭ (‬101‭): ‬أي‭ ‬اجعلني‭ ‬ممن‭ ‬أسلم‭ ‬لرضاك‭ (‬مفردات‭ ‬ألفاظ‭ ‬القرآن،‭ ‬الراغب‭ ‬الأصفهاني‭ (‬مرجع‭ ‬سابق‭) (‬ص‭ ‬423‭)).‬

والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا