العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

النبي نور كيف نتلمَّسُ هذا النور في حياتنا؟

الجمعة ١٩ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬سليمان

أخلاق‭ ‬النبي‭ (‬صلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬علَيهِ‭ ‬وآله‭ ‬وسلَّمَ‭) ‬كالماء‭ ‬العذب‭ ‬السلسبيل،‭ ‬الطاهر‭ ‬المطهِر،‭ ‬الذي‭ ‬يُطهر‭ ‬القلوبَ،‭ ‬والعقول،‭ ‬والوجدانَ،‭ ‬والأجسامَ‭ ‬مِن‭ ‬الأدرانِ،‭ ‬والعوالق،‭ ‬والعوائق‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬طريق‭ ‬الإيمان‭ ‬وسبيل‭ ‬الإحسان‭.‬

وأخلاق‭ ‬النبوة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬كالغيث‭ ‬النافع‭ ‬أينما‭ ‬حلَّ‭ ‬نفع،‭ ‬وكلما‭ ‬طوفنا‭ ‬شرقًا‭ ‬وغربًا،‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبًا،‭ ‬طولا‭ ‬وعرضًا‭ ‬وعمقًا،‭ ‬بل‭ ‬كلما‭ ‬مرت‭ ‬الأيام‭ ‬والشهورُ‭ ‬والسنونُ‭ ‬والدهورُ‭ ‬ازدادت‭ ‬حاجتنا‭ ‬وحاجة‭ ‬البشرية‭ ‬إليها،‭ ‬وازددنا‭ ‬تعلقا‭ ‬بصاحبها،‭ ‬صاحب‭ ‬الخُلُق‭ ‬العظيم،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الحب‭ ‬العميق‭ ‬اللامتناهي‭ ‬لسيدنا‭ ‬محمد‭ (‬صَلَّى‭ ‬اللهُ‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلَّم‭)‬،‭ ‬وازدياد‭ ‬المنتسبين‭ ‬إليه،‭ ‬والمتسمين‭ ‬باسمه‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬ولمَ‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬للعالمين،‭ ‬والسراج‭ ‬المنير،‭ ‬الهادي‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الله‭ ‬المستقيم‭.‬

إنه‭ ‬النور‭ ‬المبين‭ ‬الذي‭ ‬أضاء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬به‭ ‬العقول‭ ‬والقلوب‭ ‬والدروب‭... ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬قَدْ‭ ‬جَاءَكُم‭ ‬مِّنَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬نُورٌ‭ ‬وَكِتَابٌ‭ ‬مُّبِينٌ‭) (‬المائدة‭: ‬15‭)‬،‭ ‬فالمراد‭ ‬بالنور‭ - ‬كما‭ ‬قال‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمفسرين‭ - ‬هو‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ (‬صلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬علَيهِ‭ ‬وآله‭ ‬وسلَّمَ‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬أنار‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬به‭ ‬الحقَّ،‭ ‬وأظهر‭ ‬به‭ ‬الإسلام،‭ ‬ومحق‭ ‬به‭ ‬الشرك،‭ ‬فهو‭ ‬نور‭ ‬لمن‭ ‬استنار‭ ‬به،‭ ‬يُبِين‭ ‬الحقَّ،‭ ‬ويقضي‭ ‬على‭ ‬الباطلِ،‭ ‬ويُعلم‭ ‬الجاهلَ،‭ ‬ويُرشد‭ ‬الحائرَ،‭ ‬ويهدى‭ ‬الضَّالَّ‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الله‭...‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الشاعر‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬كعب‭ ‬بن‭ ‬زهير،‭ ‬قد‭ ‬قال‭ -‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬قرنا‭ - ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬التي‭ ‬كُتب‭ ‬لها‭ ‬الخلود‭:‬

إِنَّ‭ ‬الرَّسُولَ‭ ‬لَنُورٌ‭ ‬يُسْتَضَاءُ‭ ‬بِهِ‮ ‬‭   ‬مُهَنَّدٌ‭ ‬مِنْ‭ ‬سُيُوفِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬مَسْلُولُ

فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬ستظل‭ ‬شامخةً،‭ ‬باذخةً،‭ ‬حاضرةً،‭ ‬ماثلةً‭ ‬على‭ ‬عروش‭ ‬القلوب،‭ ‬وعلى‭ ‬صفحات‭ ‬الكونِ‭ ‬والحياةِ،‭ ‬أكدتها‭ ‬وتؤكدها‭ ‬ألسنةُ‭ ‬الخلق،‭ ‬وأسَلاتُ‭ ‬الكون‭ - ‬الأَسَلَة‭: ‬طرف‭ ‬الشّيء،‭ ‬والمراد‭ ‬أطراف‭ ‬ألسنة‭ ‬الكون‭ - ‬وأفواهُ‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬الدوام‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نعلنها‭ ‬للعالمين‭:‬

استعينوا‭ ‬على‭ ‬عظائم‭ ‬الأمور‭ ‬بكثرة‭ ‬الصلاة‭ ‬على‭ ‬الرسول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬فهيا‭ ‬بنا‭ ‬نتلمَّسُ‭ ‬هذا‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وعندها‭ ‬سنفرح‭ ‬ونسعد‭ ‬ونرقى‭ ‬ونرتقي‭.‬

فاللهم‭ ‬نَوِّر‭ ‬قلوبَنا،‭ ‬وعقولَنا،‭ ‬ودروبَنا،‭ ‬وحياتنا‭ ‬من‭ ‬نورِ‭ ‬نورِك،‭ ‬ومن‭ ‬نورِ‭ ‬كتابِك‭ ‬الكريم،‭ ‬ومن‭ ‬النور‭ ‬الذي‭ ‬أفضت‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬نبيكِ‭ ‬العظيم،‭ ‬ووضئنا‭ ‬بأخلاقه‭... ‬اللهم‭ ‬رضه‭ ‬عنَّا،‭ ‬وارض‭ ‬عنَّا‭ ‬برضاه‭ ‬عنَّا،‭ ‬واجعلنا‭ ‬أهلا‭ ‬للتقلي‭ ‬عنه‭ ‬والأخذ‭ ‬منه‭.. ‬اللهم‭ ‬وضئنا‭ ‬بأخلاقه‭ ‬العظيمة،‭ ‬وحقق‭ ‬أمانينا‭ ‬برؤيته‭ ‬وزيارته‭ ‬وشفاعته،‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا