العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

‏بداية القرآن العقل البشري.. الحلقة الثالثة والأخيرة

الجمعة ١٩ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬د‭. ‬غريب‭ ‬جمعة

عرفنا‭ ‬أن‭ ‬سورة‭ ‬الإخلاص‭ ‬أثبتت‭-‬على‭ ‬قصرها‭-‬‭ ‬الوحدانية‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬وحده‭ ‬المقصود‭ ‬في‭ ‬الحوائج‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يلد‭ ‬أحدًا‭ ‬ولم‭ ‬يولد‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬نظير‭ ‬أو‭ ‬كفء‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬وصفاته‭ ‬وأفعاله‭.‬

وعرفنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أسمائها‭ ‬‮«‬سورة‭ ‬الأساس‮»‬‭ ‬والمقصود‭ ‬بالأساس‭ ‬هو‭ ‬التوحيد‭ ‬لأن‭ ‬توحيد‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬وصفاته‭ ‬وأفعاله‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭.‬

لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عجبًا‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬العلامة‭ ‬الكبير‭ ‬الفنان‭ ‬الفرنسي‭ ‬العالمي‭ ‬الأستاذ‭/ ‬أتيين‭ ‬دينيه‭ ‬الذي‭ ‬اعتنق‭ ‬الإسلام‭ ‬واختار‭ ‬اسم‭ ‬ناصر‭ ‬الدين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬يرحمه‭ ‬الله‭ ‬ناصر‭ ‬الدين‭ ‬بحق‭ (‬تقدم‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬هذا‭ ‬الملحق‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأغر‭).‬

يقول‭ ‬الرجل‭: ‬‮«‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬الإله‭ ‬فيه‭ ‬شكلًا‭ ‬بشريًا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬المسيحية‭ ‬فإن‭ ‬لفظة‭ ‬‮«‬الله‮»‬‭ ‬تحيطها‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬الآدمية‭ ‬لشيخ‭ ‬طاعن‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬قد‭ ‬بانت‭ ‬عليه‭ ‬جميع‭ ‬دلائل‭ ‬الكبر‭ ‬والشيخوخة‭ ‬والانحلال‭ (‬انحلال‭ ‬القوة‭) ‬فمن‭ ‬تجاعيد‭ ‬بالوجه‭ ‬غائرة‭ ‬إلى‭ ‬لحية‭ ‬بيضاء‭ ‬مرسلة‭ ‬مهملة‭ ‬تثير‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬ذكر‭ ‬الموت‭ ‬والفناء‭ ‬وتسمع‭ ‬الجميع‭ ‬يصيحون‭: (‬ليحَيْى‭ ‬الله‭). ‬

فلا‭ ‬نرى‭ ‬للغرابة‭ ‬محلاً‭ ‬ولا‭ ‬نعجب‭ ‬لصيحاتهم‭ ‬وهم‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬رمز‭ ‬الأبدية‭ ‬الدائمة‭ ‬وقد‭ ‬تمثل‭ ‬أمامهم‭ ‬شيخًا‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬أرذل‭ ‬العمر‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يخشون‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الهلاك‭ ‬والفناء‭ ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬يطلبون‭ ‬له‭ ‬الحياة؟‭!.‬

كذلك‭ (‬ياهو‭) ‬الذي‭ ‬يمثلون‭ ‬به‭ ‬طهارة‭ ‬التوحيد‭ ‬اليهودي‭ ‬فهم‭ ‬يحيلونه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭ ‬المتهالكة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬الفاتيكان‭ ‬ونسخ‭ ‬الأناجيل‭ ‬القديمة‭ ‬المصورة‭.‬

ثم‭ ‬يختم‭ ‬الرجل‭ ‬كلامه‭ ‬بقوله‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬ألفه‭ ‬عن‭ ‬الحج‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكرمه‭ ‬الله‭ ‬بحج‭ ‬بيته‭ ‬الحرام‭: ‬‮«‬لو‭ ‬كان‭ ‬الإسلام‭ ‬الحقيقي‭ ‬معروفًا‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬لنال‭ ‬من‭ ‬العطف‭ ‬والتأييد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دين‭ ‬آخر‭ ‬لأنهم‭ ‬يجدون‭ ‬فيه‭ ‬عزاء‭ ‬وسلوى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬حريتهم‭ ‬التامة‭ ‬في‭ ‬آرائهم‭ ‬وأفكارهم‮»‬‭.‬

وما‭ ‬أروع‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الإمام‭ ‬الغزالي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الجليل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬التبرالمسبوك‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬تنزيه‭ ‬الخالق‮»‬‭.‬

‮«‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬الباري‭ ‬تعالى‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬صورة‭ ‬ولا‭ ‬قالب‭ ‬وأنه‭ ‬تعالى‭ ‬لا‭ ‬ينزل‭ ‬ولا‭ ‬يحل‭ ‬في‭ ‬قالب،‭ ‬وأنه‭ ‬تعالى‭ ‬منزه‭ ‬عن‭ ‬الكيف‭ ‬والكم‭ ‬وعن‭ ‬لماذا‭ ‬ولم؟‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يشبهه‭ ‬شيء‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يخطر‭ ‬في‭ ‬الوهم‭ ‬والخيال‭ ‬والفكر‭ ‬من‭ ‬التكييف‭ ‬والتمثيل‭ ‬فإنه‭ ‬يتنزه‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬صفات‭ ‬المخلوقين‭ ‬وهو‭ ‬خالقها‭ ‬فلا‭ ‬يوصف‭ ‬بها‭.‬

وأنه‭ ‬تعالى‭ ‬جده‭ (‬تعالى‭ ‬جلاله‭ ‬وعظمته‭) ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬فإن‭ ‬المكان‭ ‬لا‭ ‬يحصره‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فإنه‭ ‬تحت‭ ‬عرشه‭ ‬وعرشه‭ ‬تحت‭ ‬قدرته‭ ‬وتسخيره‭ ‬فإنه‭ ‬قبل‭ ‬خلقه‭ ‬للعالم‭ ‬كان‭ ‬منزهًا‭ ‬عن‭ ‬المكان‭ ‬وليس‭ ‬العرش‭ ‬بحامل‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬العرش‭ ‬وحملته‭ ‬يحملهم‭ ‬لطفه‭ ‬وقدرته‭.‬

وإنه‭ ‬تقدس‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬قبل‭ ‬خلقه‭ ‬للعالم‭ ‬وبعد‭ ‬خلقه‭ ‬وأنه‭ ‬متصف‭ ‬بالصفة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأزل‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬للتغيير‭ ‬والانقلاب‭ ‬إلى‭ ‬صفاته‭.‬

وهو‭ ‬سبحانه‭ ‬متقدس‭ ‬عن‭ ‬صفات‭ ‬المخلوقين‭ ‬منزه‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭ ‬مرئي‭ ‬كما‭ ‬نعلمه‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬بلا‭ ‬مثل‭ ‬ولا‭ ‬شبه‭ ‬كذلك‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭ ‬بلا‭ ‬مثل‭ ‬ولا‭ ‬شبه‭. ‬لأنك‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬لا‭ ‬تشابه‭ ‬رؤية‭ ‬الدنيا‭ (‬ليس‭ ‬كمثله‭ ‬شيء‭). ‬

ولنقرأ‭ ‬معًا‭ ‬هذه‭ ‬الأبيات‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬أحد‭ ‬الشعراء‭ ‬العارفين‭ ‬بالله‭ ‬الموصولين‭ ‬به‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭:‬

تبارك‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬علياء‭ ‬عزته‭ ‬فكلَّ‭ ‬كُلُّ‭ ‬لسان‭ ‬عن‭ ‬تعاليه

لا‭ ‬كون‭ ‬يحصره‭ ‬لا‭ ‬عين‭ ‬تنظره‭ ‬لا‭ ‬كشف‭ ‬يظهره‭ ‬لا‭ ‬جهر‭ ‬يبديه

حارت‭ ‬جميع‭ ‬الورى‭ ‬في‭ ‬كنه‭ ‬قدرته‭ ‬فليس‭ ‬يدرك‭ ‬معنى‭ ‬من‭ ‬معانيه

سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬جلالته‭ ‬وجل‭ ‬عزًا‭ ‬ولطفًا‭ ‬في‭ ‬تساميه

‭(‬انظر‭ ‬مجاني‭ ‬الأدب‭ ‬جزء2‭ ‬صفحة‭ ‬5‭) ‬

لكن‭ ‬الشيطان‭ ‬يعز‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬الإنسان‭ ‬بعقيدة‭ ‬التوحيد‭ ‬والتنزيه‭ ‬لله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬إيمانًا‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬اليقين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تزعزعه‭ ‬الشدائد‭ ‬ولا‭ ‬الشبهات‭. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يفتأ‭ ‬يوسوس‭ ‬بالسؤال‭ ‬تلو‭ ‬السؤال‭ ‬لعله‭ ‬يظفر‭ ‬بغفلة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤمن‭ ‬فيزحزحه‭ ‬عن‭ ‬عقيدته‭ ‬ليكون‭ ‬من‭ ‬جنده‭ ‬فيهلك‭ ‬مع‭ ‬الهالكين‭.‬

وينبهنا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬ويحذرنا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوساوس‭ ‬المهلكة‭. ‬فعن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬يقول‭: ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬يأتي‭ ‬الشيطان‭ ‬أحدكم‭ ‬فيقول‭: ‬من‭ ‬خلق‭ ‬كذا؟‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬كذا؟‭ ‬حتى‭ ‬يقول‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬ربك،‭ ‬فإذا‭ ‬بلغه‭ ‬فليستعذ‭ ‬بالله‭ ‬ولينتبه‮»‬‭ (‬أخرجه‭ ‬البخاري‭ ‬ومسلم‭). ‬

وما‭ ‬أعظم‭ ‬الذين‭ ‬يجاهدون‭ ‬بقلوبهم‭ ‬وأنفسهم‭ ‬وأفكارهم وعقولهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬مكون‭ ‬الأكوان‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬الحق‭ ‬الأزلي‭ ‬الواحد‭ ‬الأحد‭. ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬صفوة‭ ‬البرية‭ ‬وخلاصة‭ ‬نماذجها‭ ‬ورفعة‭ ‬أعاليها،‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬فيهم‭: (‬وَالَّذِينَ‭ ‬جَاهَدُوا‭ ‬فِينَا‭ ‬لَنَهْدِيَنَّهُمْ‭ ‬سُبُلَنَا‭ ‬وَإنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬لَمَعَ‭ ‬الْمُحْسِنِينَ‭). (‬العنكبوت‭/‬69‭). ‬

فالله‭ ‬مع‭ ‬المحسنين‭ ‬وهو‭ ‬حتمًا‭ ‬هاديهم‭ ‬إلى‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬صراط‭ ‬الإيمان‭ ‬الحق‭ ‬والطريق‭ ‬القويم‭.‬

يقول‭ ‬العلماء‭ ‬العارفون‭ ‬بالله‭:‬

المجاهدات‭ ‬تورث‭ ‬المشاهدات‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬المجاهدات‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬مصداقًا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬فينا‮»‬‭ ‬وليست‭ ‬أية‭ ‬مجاهدات‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬هذه‭ ‬المجاهدات‭ ‬المجاهدة‭ ‬لنشر‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬وتعريف‭ ‬الناس‭ ‬بالإسلام‭ ‬الصحيح‭ ‬وينبهنا‭ ‬الحق‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: (‬وَإنَّهُ‭ ‬لَذِكْرٌ‭ ‬لَّكَ‭ ‬وَلِقَوْمِكَ‭ ‬وَسَوْفَ‭ ‬تُسْألُونَ‭) (‬الزخرف‭/‬44‭(.‬

يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬المراغي‭ ‬يرحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تفسيره‭ ‬لهذه‭ ‬الآية‭: ‬‮«‬أي‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬لشرف‭ ‬عظيم‭ ‬لك‭ ‬ولقومك‭ ‬يا‭ ‬محمد‭ ‬لأنه‭ ‬نزل‭ ‬بلغتهم‭ ‬على‭ ‬رجل‭ ‬منهم‭ ‬فهم‭ ‬أفهم‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬فينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أسبق‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬وسوف‭ ‬يسألهم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬وأداء‭ ‬شكر‭ ‬النعمة‭ ‬فيه‮»‬‭.‬‮ ‬

ثم‭ ‬يزيد‭ ‬الأمر‭ ‬وضوحًا‭ ‬فيقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬القرآن‭ ‬نزل‭ ‬بلغة‭ ‬العرب،‭ ‬وقد‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬بنشر‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬وأبناء‭ ‬العرب‭ ‬هم‭ ‬العارفون‭ ‬بهذه‭ ‬اللغة،‭ ‬فهم‭ ‬الملزمون‭ ‬بنشرها‭ ‬ونشر‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬للأمم‭ ‬الأخرى،‭ ‬فمتى‭ ‬قصروا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أذلهم‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬وأدخلهم‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الآخرة،‭ ‬فعسى‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬هذا‭ ‬أبناء‭ ‬العرب‭ ‬ويعلموا‭ ‬أنهم‭ ‬هم‭ ‬المعلمون‭ ‬للأمم‭ ‬فيبشروا‭ ‬بهذا‭ ‬القرآن‭ ‬ويكتبوا‭ ‬المصاحف‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ويضعوا‭ ‬على‭ ‬هوامشها‭ ‬تفاسير‭ ‬بلغات‭ ‬مختلفة‭ ‬كالإنجليزية‭ ‬والألمانية‭ ‬والروسية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬حتى‭ ‬تعرف‭ ‬الأمم‭ ‬كلها‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬معرفة‭ ‬حقة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الخرافات‭ ‬التي‭ ‬ألصقها‭ ‬به‭ ‬المبتدعون‭ ‬وتعود‭ ‬سيرته‭ ‬الأولى‭ ‬وما‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬بعزيز‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا