العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

المجتمع

متى يجب البدء في رحلة تعليم طفلك؟

الثلاثاء ١٨ أبريل ٢٠٢٣ - 21:08

"الإبداع هو المفتاح إلى النجاح في المستقبل، والتعليم الابتدائي

هو المكان الذي يمكن للمعلمين فيه تنمية الإبداع لدى الأطفال".

أ. ب. ج. عبدالكلام


 

إن السؤال المتعلق بمتى يجب البدء في التعليم هو موضوع تتناوله الحكومات حول العالم، وفي كل دولة ستجد إجابة مختلفة عن هذا السؤال. بالنسبة للآباء والأمهات، فإن هذه المسألة تمثل معلمًا كبيرًا في حياة أطفالهم وقرار لا يتخذ بسهولة، وتختلف الإجابات بين البلدان مما يُعقد من صعوبة القرار. فأين يمكن البحث عن الإجابة؟ تجري منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) كل أربع سنوات تقييمًا دوليًا لبرامج التعليم في كل دولة يسمى ببرنامج تقييم الطلاب الدولي (PISA)، وتُقيِّم هذه الاختبارات قدرة الطالب البالغ من العمر 15 عامًا على استخدام معارفه في القراءة والرياضيات والعلوم للتعامل مع التحديات الحقيقية في الحياة. يتم إجراء هذه الاختبارات في كل دولة تختار المشاركة في برنامج PISA. والملفت للنظر أن مملكة البحرين، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، قد انضمت حديثًا إلى دورة التقييم التالية. وبعد إجراء هذه الاختبارات، تقوم منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بإعداد تحليل شامل للفروق المكانية بين البلدان، وتنشر جدولاً عالمياً لـ PISA إما شهير (أو غير معروف). يؤدي نشر جدول التصنيف هذا دائمًا إلى إثارة الكثير من النقاشات بين التربويين والحكومات حول جميع الأمور المتعلقة بالقضايا، بما في ذلك سن بدء الطلاب الملتحقين بالتعليم.

أحد المشكلات التي تمت مواجهتها بسبب الجائحة العالمية هي التأثير الكبير على الطلاب الأصغر سنًا. فلم يتمكن الطلاب الصغار سناً من الوصول إلى التعليم عبر الإنترنت والاستفادة منه مثل زملائهم الأكبر سنًا. حتى في المدارس المشهورة في المنطقة التي قدمت أفضل الخدمات الإلكترونية المتاحة، كان هناك فرق ملحوظ بين التفاعل لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و 16 عامًا. الآن بعد عودة التعليم إلى طبيعته في معظم دول العالم، لم يعود عدد الطلاب الذين تتراوح أعمارهم دون ست سنوات إلى مستويات ما قبل الجائحة. هل يجب أن نشعر بالقلق بشأن هذا كمجتمع، هل نحن نخلق مشكلة تعليمية لاحقة، وهل يجب أن يشعر أولياء الأمور الذين قرروا عدم بدء التعليم في سن مبكرة بالقلق بشأن ذلك؟

قامت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) بإجراء بحث في عام 2019 حول التأثير الطويل الأمد لحضور المدرسة على أطفال سن الحضانة وما قبل المدرسة. وقد قاسوا كيف يتمكن الأطفال في تلك السنوات الحرجة من بناء قدراتهم في الحياة لاحقًا وإتقانهم للمهارات الأكاديمية عند بلوغهم سن الخامسة عشر. من خلال قياس الإنجاز عند سن الخامسة عشر، يمكنهم ربط الإنجازات بالطلاب الذين حضروا التعليم في تلك الفترة. وأظهرت نتائج هذا البحث، الذي صدر في يناير 2020، أن التعليم الجيد في مرحلة الروضة وما قبل المدرسة يجعل فرقًا إحصائيًا يذكر في تحصيل الطلاب على المدى الطويل. وأكدت النتائج الرئيسية لهذا البحث على أهمية تعلم السنوات الأولى بأعلى جودة، بدلاً من الرعاية الأساسية مثل رعاية الأطفال في المنزل، لتمكين هذا التأثير الإيجابي.

إذاً، متى هي السن المناسبة للبدء في التعليم؟ بالطبع، سيكون رد المدارس المتميزة مثل المدرسة البريطانية في البحرين أن الطلاب يجب أن ينضموا في أقرب وقت ممكن وينغمسوا في بيئة تعليمية غنية ومحفزة تغذي الإبداع والشغف من بين قيمنا الأخرى. ومع ذلك، يوجد المزيد في التعليم من مجرد التعليم الرسمي الذي يحدث داخل الصف الدراسي. يتطور الأطفال من خلال الخبرات التي تشكل شخصياتهم، وتزرع بذور القيم الأخلاقية وتبدأ في تشكيلهم كأفراد. خلال الجائحة، ونظرًا للإغلاقات والقيود الاجتماعية، تم منع العديد من هذه الخبرات عن الطلاب، والآن بعد الجائحة، في حين يمكن استعادة التقدم الأكاديمي، فإنه سيستغرق وقتًا أطول بكثير لتكرار تلك الخبرات، ومن خلال هذه الخبرات، يتمكن الطلاب من اللحاق بالمستوى الاجتماعي والعاطفي. إن إنشاء الاتصالات والعلاقات، من خلال التعلم القائم على الاستفسار، يعتبر ركيزة المدارس الكبيرة في السنوات الأولى - بمجرد أن يبدأ الطفل في التفكير بنفسه، يستمر في التفكير بنفسه، ويتجلى هذا بشكل مباشر في الأداء الأفضل في مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، حيث تعد طرقنا التربوية الإبداعية والاستكشافية في السنوات الأولى مؤهلًا للأطفال لتحقيق أقصى استفادة من التعلم بما يتطلبه البرنامج المدرسي الإرشادي الصارم. علاوة على ذلك، يستند تعليمنا إلى خلق تجارب بالإضافة إلى تنمية الإتقان في الصف الدراسي، حيث نسعى إلى توفير تجربة تعليمية شاملة ومتعددة تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية وتتيح للطلاب الفرصة لاكتشاف العالم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات.

وفي الختام، فإن هذا النقاش سيستمر دائماً، وبعد إصدار جدول PISA العالمي التالي، ستتم مناقشته مرة أخرى. مما لا شك فيه، أن التعليم في السنوات الأولى من الحياة الدراسية يفيد الطلاب بشكل كبير الآن وفي المستقبل.

 

جون ماجواير

الرئيس التنفيذي للمدرسة البريطانية بالبحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا