باريس - (أ ف ب): غداة يوم شهد تعبئة قوية وأعمال عنف في فرنسا ما أدى إلى إرجاء غير مسبوق لزيارة الملك تشارلز الثالث، دعت أبرز نقابة إصلاحية مجددا أمس الجمعة الحكومة إلى تعليق إصلاح نظام التقاعد.
وبشكل مفاجئ أعلن قصر الاليزيه صباح أمس الجمعة أن زيارة الدولة التي كان يفترض أن يقوم بها ملك بريطانيا تشارلز الثالث وزوجته كاميلا غدا الأحد أرجئت. ولاحقا أعلن دوانينغ ستريت أن هذا تم بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن «القرار اتخذ بالاتفاق بين كل الأطراف بعدما طلب الرئيس الفرنسي من الحكومة البريطانية إرجاء الزيارة». من جهته أعلن قصر باكينجهام أن «صاحبي الجلالة يتطلعان إلى فرصة زيارة فرنسا فور إيجاد موعد لذلك». وقال الرئيس ماكرون لاحقا إنه اقترح «بداية الصيف» كموعد جديد لزيارة الملك تشارلز الثالث. وكان من المقرر أن يقوم تشارلز وزوجته بأول زيارة دولة لفرنسا غدا الأحد قبل التوجه الى ألمانيا. في المقابل، أبقي على موعد زيارة الملك وزوجته لألمانيا.
يأتي هذا القرار غداة يوم من التظاهرات وليلة من أعمال العنف في عدة نقاط في البلاد. والتحرك الذي دخل شهره الثالث احتجاجا على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما جمع يو الخميس 1.089 مليون شخص بحسب وزارة الداخلية و3.5 ملايين شخص بحسب نقابة سي جي تي في اليوم التاسع من التعبئة. ودعا الأمين العام لنقابة CFDT لوران بيرجيه كما فعل يوم الخميس الحكومة إلى «تعليق» إصلاحها لنظام التقاعد وفتح مفاوضات بشكل اشمل مع النقابات. وقال لـ«ار تي ال»: «يجب أخذ مهلة ستة اشهر للبحث، في العمل ورواتب التقاعد، كيف يمكن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه».
في مواجهة خطر عرقلة تامة تنطوي على مخاطر كبرى، اقترح مفاوضات أوسع وهي طريقة تتيح للحكومة، المتمسكة بموقفها حتى الآن، الخروج من المأزق الذي يبدو أنها وضعت نفسها فيه. وقال: «الجميع قلقون هذا الصباح لأنه حصلت أعمال عنف غير مقبولة، يجب تهدئة الامور الآن قبل وقوع مأساة». وأوضح: «لقد تحدثت مع مستشار في الاليزيه، حان الوقت للقول (نتوقف ونقول لأنفسنا أن علينا أن نتريث ستة أشهر)، يجب إعطاء إشارة لأوساط الأعمال. هذا سيهدئ الأمور». ومن المرتقب تنظيم يوم عاشر من التحركات يوم الثلاثاء.
وأثار استخدام المادة 49.3 في الدستور الفرنسي من قبل الحكومة لتمرير إصلاح نظام التقاعد من دون تصويت وخطاب للرئيس ماكرون غضب المعارضين. وقالت ماري ليز ليون المسؤولة الثانية في CFDT: «نشعر أن ثمة زخما قويا جدا من جانب الشعب. رأي عام مقتنع إلى حد كبير بالتالي طالما هناك جدول زمني يسمح لنا بالتحرك، سنبقى في تعبئة». وحددت النقابات يوم الثلاثاء يوم تعبئة للمتظاهرين والمضربين فيما يرتقب حصول تجمعات في نهاية الاسبوع. ودخل العنف الذي كان متقطعا حتى الآن على خط المواجهة بين الحكومة والنقابيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك