العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

ليبيا تسعى إلى أن يكون الكسكسي مسجلا باسمها أيضا في اليونسكو

الثلاثاء ٢١ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

تسعى‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬طبق‭ ‬الكُسكُس‭ ‬الذي‭ ‬يشتهر‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬والمعروف‭ ‬محلياً‭ ‬بـ«الكسكسي‮»‬،‭ ‬يعنيها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬جيرانها‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬وتونس،‭ ‬إذ‭ ‬يطمح‭ ‬الليبيون‭ ‬إلى‭ ‬تقدير‭ ‬دولي‭ ‬لتراثهم‭ ‬المطبخيّ‭ ‬والثقافيّ‭ ‬الغنيّ‭ ‬بعدما‭ ‬مزقت‭ ‬الفوضى‭ ‬بلدهم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭. ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المسرح‭ ‬الروماني‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬صبراتة،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬70‭ ‬كيلومترًا‭ ‬غرب‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس،‭ ‬ينشغل‭ ‬عشرات‭ ‬الطهاة‭ ‬في‭ ‬التحضير‭: ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة،‭ ‬سيقدمون‭ ‬طبق‭ ‬الكسكس‭ ‬العملاق‭ ‬للجمهور‭. ‬

وقال‭ ‬أحد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الطهو‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬يرتاح‭ ‬بضعة‭ ‬دقائق‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬حديقة‭ ‬وقد‭ ‬بدت‭ ‬عليه‭ ‬ملامح‭ ‬التعب‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أنم‭ ‬طوال‭ ‬الليل‮»‬‭. ‬

في‭ ‬قدور‭ ‬ضخمة‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الفولاذ‭ ‬المقاوم،‭ ‬يواصل‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬تقليب‭ ‬السميد‭ ‬الذي‭ ‬حوّلت‭ ‬صلصة‭ ‬الطماطم‭ ‬لونه‭ ‬إلى‭ ‬أحمر،‭ ‬فيما‭ ‬وُضعَت‭ ‬المكونات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬تجهيزها‭ ‬في‭ ‬أطباق‭ ‬كبيرة‭ ‬مغطاة‭ ‬بورق‭ ‬الألمنيوم،‭ ‬ثم‭ ‬يصبّ‭ ‬الطهاة‭ ‬والمساعدون‭ ‬في‭ ‬طبق‭ ‬يبلغ‭ ‬قطره‭ ‬أربعة‭ ‬أمتار‭ ‬نحو‭ ‬2400‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬السميد،‭ ‬ولحم‭ ‬الضأن،‭ ‬واليقطين،‭ ‬وأهم‭ ‬شيء،‭ ‬اللمسة‭ ‬الليبية‭ ‬النموذجية‭: ‬‮«‬البصل‮»‬‭ ‬المحمص‭ ‬في‭ ‬الزبدة‭. ‬

تتجمع‭ ‬العائلات‭ ‬بسعادة‭ ‬حول‭ ‬الطبق‭ ‬العملاق،‭ ‬تحت‭ ‬حراسة‭ ‬الشرطة،‭ ‬بينما‭ ‬يصور‭ ‬الشباب‭ ‬المشهد‭ ‬بهواتفهم،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يبعث‭ ‬بمظاهر‭ ‬الاطمئنان‭ ‬المفقود‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬نسبياً‭. ‬بمعطفها‭ ‬الأسود‭ ‬وحجابها‭ ‬الأحمر،‭ ‬تُعرب‭ ‬أحلام‭ ‬فخري‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬برؤية‭ ‬الليبيين‭ ‬يجتمعون،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التوترات‭ ‬السياسية‭ ‬وبعد‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬الذي‭ ‬أعقب‭ ‬سقوط‭ ‬وموت‭ ‬الدكتاتور‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬

تقول‭ ‬هذه‭ ‬الطبيبة‭ ‬التي‭ ‬سافرت‭ ‬كثيرًا‭: ‬‮«‬أتيت‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬تشتهر‭ ‬بالكسكس‭ ‬الذي‭ ‬يمكنك‭ ‬شمه‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬أميال‭ ‬حوله‮»‬‭. ‬وتذكّر‭ ‬أحلام‭ ‬باعتزاز‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭ ‬كلها‭ ‬مشهورة‭ ‬بالكسكس‭ ‬الذي‭ ‬يميزنا‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬

وتضيف‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هويتنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬وتراثنا‭ ‬ونحن‭ ‬فخورون‭ ‬ونعتز‭ ‬به‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ليبيا‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬غير‭ ‬المسجلة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬معنية‭ ‬بتقاليد‭ ‬الكسكس‭ ‬المدرجة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬غير‭ ‬المادي‭. ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬انضمام‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬خضوعها‭ ‬لشروطها،‭ ‬وإلا‭ ‬لكان‭ ‬توسّعَ‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬على‭ ‬ملكية‭ ‬هذا‭ ‬الطبق‭ ‬وأصله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا