وزير الداخلية: نقلة نوعية وإنجاز يرفع تصنيف جواز البحرين عالميا
يحمل شريحة إلكترونية لا يمكن اختراقها أو التلاعب في محتواها ويصعب تزويره
الجواز يدخل حيز التنفيذ 20 مارس.. ويسهل إجراءات السفر والتنقل للمواطنين
انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بالعمل على تقديم خدمات عصرية متكاملة للمواطنين، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قام الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، صباح أمس، بتدشين جواز السفر الإلكتروني لمملكة البحرين، وذلك بحضور الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد البحريني، السيد محمد بن ثامر الكعبي وزير المواصلات والاتصالات، والفريق طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام والمحافظين ووكيل وزارة الداخلية وعدد من المسؤولين.
وأعرب الوزير عن اعتزازه بإنجاز هذا المشروع، الذي يعكس ما تتمتع به مملكة البحرين من كفاءات وطنية، قادرة على التحدي والإنجاز، بما يسهم في تطوير الأداء ومواصلة التميز في تقديم الخدمات، لافتا إلى أن تدشين جواز السفر الإلكتروني، نقلة نوعية في تسهيل إجراءات السفر والتنقل للمواطنين.
وأوضح أن الخط الزمني لتنفيذ مبادرات تطوير خدمات شؤون الجنسية والجوازات والإقامة، والتي أطلقها مجلس الوزراء، ضمن خطة التعافي الاقتصادي، ويعتبر جواز السفر الإلكتروني إحداها، إذ يؤكد أن عملية التنفيذ ماضية للأمام وبخطى ثابتة.
وعبر الوزير عن شكره وتقديره لوكيل وزارة الداخلية وفريق عمل شؤون الجنسية والجوازات والإقامة، وأعضاء لجنة دراسة تنفيذ المشروع، على دورهم وجهودهم الدؤوبة لتحقيق هذا الإنجاز، حتى أصبح واقعا وخدمة متقدمة، تسهم في تسهيل حياة المواطنين وتنقلاتهم، موضحا أن الجواز الإلكتروني، يعد إنجازا من شأنه رفع تصنيف جواز مملكة البحرين عالميا، بسبب جودته العالية وخصائصه ومواصفاته الأمنية، التي تلتزم بالدقة وكافة المعايير الدولية في هذا الشأن، فضلا عن أنه يساعد على الحصول على التأشيرات والإعفاء منها من مختلف دول العالم.
من جهته، أشاد الشيخ هشام بن عبد الرحمن آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة، بدعم ومتابعة وزير الداخلية، فمنذ اليوم الأول، كان حريصا على وضع هذا المشروع من أولويات شؤون الجنسية والجوازات والإقامة، مع متابعته بشكل شخصي لمراحل التقدم والإنجاز فيه، والاطلاع على التفاصيل كافة، وتقديمه للتوجيهات والملاحظات الدقيقة، التي أسهمت في تدشين جواز سفر مميز من جميع النواحي.
وأوضح أن هدف هذا الجواز تسهيل تجربة السفر للمواطنين، من خلال تسهيل عملية الانتقال والعبور في المطارات، لاحتوائه على شريحة الكترونية تتضمن كافة بيانات حامله الحيوية، لافتا إلى أنه مع توجيهات وزير الداخلية بالبدء في تنفيذ المشروع، تم وضع العديد من التصورات والأفكار، التي تبلورت في النهاية في أهمية إصدار جواز يعكس الحضارة البحرينية العريقة، ويبرز مدى التطور الحاضر ورؤية قيادتها المستقبلية، مع أهمية أن يحتوي الجواز على أبرز التقنيات الأمنية الحديثة في هذا المجال.
وتضمن الحفل، تقديم فيلم عن مراحل إنجاز المشروع، منذ بدايته وحتى الوصول إلى التصميم النهائي لجواز السفر الالكتروني، بالإضافة إلى عرض حول السمات الأمنية التي يتميز بها الجواز والمواصفات التقنية والجمالية التي تعكس تاريخ البحرين من خلال لوحات فنية، تحكي عن ماضيها العريق وحاضرها المزدهر ومستقبلها المشرق.
بعد ذلك، كرّم وزير الداخلية، أعضاء لجنة دراسة تنفيذ المشروع والتي ضمت ممثلين من وزارةِ الخارجية، وزارةِ المواصلات والاتصالات، هيئةِ المعلومات والحكومةِ الالكترونية، وشؤونِ الجنسيةِ والجوازاتِ والإقامة، معربا عن شكره وتقديره لجهودهم في مراحل تنفيذِ المشروع، ومتمنيا التوفيق والسداد للجميع في خدمة الوطن.
في سياق متصل، قام وزير الداخلية بجولة في المعرض، الذي أقامته شؤون الجنسية والجوازات والإقامة بهذه المناسبة، والذي يضم عددا من الوثائق التاريخية والصور واللوحات المتعلقة بمراحل إنجاز المشروع، وكيفية استخدام التقنيات الحديثة في إنجازه، مشيدا بما يتضمنه المعرض من تقنيات متطورة وتصميمات أمنية حديثة، أسهمت في الوصول إلى هذا النموذج المتطور من جواز السفر الإلكتروني.
خاصية فريدة
وعقب حفل التدشين عقد الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة مؤتمرا صحفيا أكد فيه حرص شؤون الجنسية والجوازات والإقامة على أن يتسم جواز السفر الإلكتروني الجديد بالعديد من السمات الأمنية التي لا تملك أي شركة أخرى الحق في تصنيعها مثل رؤية صورتين مختلفتين وهما الصورة الشخصية وصورة زهرة الخلود وهي خاصية (الميراج)، وتعد هذه من السمات الأمنية الفريدة من نوعها.
وقال إنه منذ بداية التصميم ركزت شؤون الجنسية والجوازات والإقامة على أن يكون جواز السفر ذا طابع فريد من نوعه، حيث تم الاستعانة بالخبراء والمختصين والفنانين، كل في مجاله، لإظهار الجواز الجديد بهذا المستوى.
أما عن المواصفات الجمالية فقد حرصت شؤون الجنسية والجوازات والإقامة على أن يتم تزيين صفحات الجواز بصور من مواقع تاريخية ومعالم وطنية مهمة في مملكة البحرين تعكس الماضي والحاضر، ورموز من التراث البحريني الأصيل، كما أن الجواز الالكتروني الجديد يتميز بسمة أمنية مهمة يطلق عليها اسم (MLI) التي يمكن من خلالها رؤية صورة حامل الجواز وتاريخ ميلاده فيها.
تصنيف جواز السفر البحريني
وأضاف أن الجواز الجديد من شأنه ان يرفع تصنيف جواز السفر إذا كان يحمل الشريحة الإلكترونية (الجواز الإلكتروني) التي لا يمكن اختراقها والتلاعب في محتواها وبالتالي يصعب تزوير الجواز، كما يرفع تصنيف الجواز دوليا بناءً على عدد الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة مسبقة، علما بأن الجواز الإلكتروني هو أحد شروط بعض الدول للحصول على تأشيرة في منافذ الدول الأخرى مثل تأشيرة الـــ(Schengen).
وعن رسوم اصدار جواز السفر الالكتروني قال إنها ستكون 12 دينارا بحرينيا، أما رسوم استبدال الجواز فهي 15 دينارا، فيما ستكون رسوم اصدار جواز السفر العادي بدل فاقد 50 دينارا، واصدار بدل تالف هي 15 دينارا، مضيفا أن تلك الرسوم مناسبة جداً، ومقاربة لرسوم جوازات السفر لدول مجلس التعاون، وتتناسب مع كلفة طباعة الجواز ومميزاته الحديثة التي تتمثل في شريحة الكترونية مدعمة ببيانات حامل الجواز.
وقال إن مدة إنجاز جواز السفر الإلكتروني لن تختلف عن مدة إصدار جواز السفر السابق، حيث إن هذا يعتمد على حجم العمل وأعداد الجوازات المسلمة إلى الإدارة، وعادةً يتراوح ما بين مدة يومين لخدمة استبدال جواز السفر العادي، وخمسة أيام عمل لخدمة إصدار جواز السفر أول مرة، مشددا على ضرورة تقديم الطلبات عند قرب انتهاء فترة صلاحية جوازات السفر بمدة ستة أشهر، قائلا: هذا أمر ضروري يجب التنبيه عليه، بالإضافة إلى الالتزام بالشروط المطلوبة أثناء تقديم طلب استبدال الجواز إلى الإدارة، ومن أبرزها الصورة الشخصية لصاحب الطلب على أن تكون وفقاً للشروط المعتمدة.
وعن آلية استخدام الجواز في مطار البحرين والمطارات الأخرى، قال: لا يوجد أي إجراءات إضافية لحامل جواز السفر الإلكتروني(المسافر)، حيث إن هذا النوع من الجوازات سوف يساعد ضباط المنافذ الحدودية في التحقق من هوية حامل الجواز، والتأكد من أن الجواز أصلي وليس مزورا من خلال مقارنة البيانات المطبوعة في صفحة بيانات الجواز مع البيانات المحملة في الشريحة الإلكترونية، بالإضافة إلى الصورة للتأكد بأنها صحيحة.
وعن اختيار الشركة العالمية المشاركة في تصميم وتنفيذ الجواز قال الشيخ هشام إنه تم اختيار الشركة بعد مراجعة عدة عطاءات من 3 شركات تنافست في مناقصة مشروع الجواز الإلكتروني، علما بأن جميع الشركات التي تنافست في المناقصة لها باع طويل في مجال اصدار الجواز الإلكتروني عالمياً وفي المنطقة، وأضاف أن الشركة المزودة لديها خبرة وتجربة مشهودة في تنفيذ مشاريع الجواز الإلكتروني في عدة دول خليجية وعالمية، وتمتلك سمعة مرموقة كما أن انجازاتها في مجال تصميم وطباعة الجوازات الالكترونية معروفة عالميا، وقد فازت بجوائز عالمية، من بينها جواز السفر الالكتروني لدولة أستونيا.
وقال إن مدة صلاحية جواز السفر ستكون خمس سنوات لمن هم دون سن الحادية والعشرين سنة، وما فوق ذلك سوف تكون مدة صلاحية الجواز عشر سنوات، وهذا طبقاً لنصوص قانون الجوازات على أن تقبل طلبات استبدال جوازات السفر القديمة بالجواز الالكتروني قبل انتهاء مدة الجواز بستة أشهر فقط، أما إذا كان الجواز صالحا مدة عام أو أكثر فلن يتم استبداله، ولكن إدارة الجوازات سوف تراعي بعض الحالات الخاصة التي تستوجب استبدال الجواز للضرورة، مشيرا إلى أن الجواز الجديد يدخل حيز التنفيذ 20 مارس القادم.
تحول إلكتروني
وفيما يتعلق بحرص شؤون الجنسية والجوازات والإقامة على مواكبة العصر الحديث، وأن تكون مملكة البحرين في مقدمة الركب بما يتماشى مع مكانتها الدولية الرفيعة قال: إنه لا بد من التوجه إلى إصدار جواز السفر الالكتروني، وخاصة أن منظمة الطيران المدني الدولي(الإيكاو) أوصت في سنوات سابقة جميع دول العالم بالعمل على اصدار جوازات سفر مقروءة آليا، حتى يسهل التعامل معها عبر المنافذ الحدودية الدولية. وهو ما اعتمدته مملكة البحرين في عام 2001م، حيث قامت شؤون الجنسية والجوازات والإقامة في عام 2010م، بالتحديث البسيط على الجواز المقروء آليا (الجواز الحالي) مع شركة الــ(الديلارو) التي تعتبر الآن تحت مجموعة شركة الــ(HID) العالمية.
وأضاف أنه في السنوات الماضية اعتمدت منظمة الإيكاو جواز السفر الالكتروني وحرصت على التحول إلى الجواز الإلكتروني بما فيه من مزايا تقنية آمنة تعزز من حصانة الوثيقة من التلاعب والتزوير، ولذلك توجهت المملكة إلى تنفيذ مشروع الجواز الالكتروني الذي يمثل خطوة مهمة سوف تسهم في الحد من عمليات تزوير جوازات السفر، حيث بلغ عدد الدول التي تتعامل بالجواز الالكتروني أكثر من 150 دولة.
وأضاف إن منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) هي الجهة المسؤولة عن تولي كل الأمور الفنية المتعلقة بجوازات السفر، فهي من تضع الشروط والضوابط المناسبة واستحداث التقنيات الآمنة والحديثة في جوازات السفر، قائلا: أؤكد في هذه المناسبة أن شؤون الجنسية والجوازات والإقامة قامت بالمشاركة في دليل المفاتيح العامة (Public Key Directory) الذي يقع تحت مسؤولية وإشراف وإدارة المنظمة، وهو الدليل التقني الخاص بالجواز الإلكتروني والذي تدعو المنظمة الدول الأعضاء دائما إلى الانضمام في دليل المفاتيح العامة (PKD) ، والذي يمكن من خلاله التحقق من صحة جوازات السفر الالكترونية الصادرة عن مملكة البحرين. وتعتبر عملية التحقق من صحة دليل المفاتيح العامة عنصراً ضرورياً في مكافحة العمليات الإرهابية وغيرها من أشكال الجريمة الدولية وتُعزّز من منافع تكنولوجيا جوازات السفر الالكترونية.
كما نؤكد أن شؤون الجنسية والجوازات والإقامة عملت على التحول إلى جواز السفر الإلكتروني وفقاً لأعلى معايير الجودة والكفاءة والدقة التي تتوفر في صناعة جوازات السفر، وبعد دراسة شاملة استفادت من كل السمات الأمنية الجديدة التي تعزز من عملية رفع المستوى الأمني لهذه الوثيقة المهمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك