العدد : ١٦٨٣٥ - الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٥ - الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

الإلحاد والكفر والطغيان

الجمعة ١٠ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

السفير‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬الأشعل

الإلحاد‭ ‬هو‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وبكل‭ ‬الأنبياء‭ ‬وبأي‭ ‬مظاهر‭ ‬تثبت‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬وكذلك‭ ‬الكفر‭ ‬والكفر‭ ‬هو‭ ‬تغطية‭ ‬العقل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬يدركه‭ ‬ولذلك‭ ‬أكد‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضله‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: ( ‬لَا‭ ‬تُطِعْ‭ ‬مَنْ‭ ‬أَغْفَلْنَا‭ ‬قَلْبَهُ‭ ‬عَن‭ ‬ذِكْرِنَا‭ ‬وَاتَّبَعَ‭ ‬هَوَاهُ‭ ‬وَكَانَ‭ ‬أَمْرُهُ‭ ‬فُرُطًا‭ (‬28‭)‬ومن‭ ‬باب‭ ‬أولى‭ ‬فإن‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬للملحد‭ ‬وللكافر‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ورغم‭ ‬إنكارهما‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬فإن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أخبرنا‭ ‬أنهم‭ ‬يعترفون‭ ‬بوجود‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬آيات‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬ولئن‭ ‬سألتهم‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬ليقولن‭ ‬الله‭) ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬الإلحاد‭ ‬والكفر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الكفر‭ ‬كفر‭ ‬بالرسالات‭ ‬ومخاصمة‭ ‬الأنبياء‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الأنبياء‭ ‬كفارا‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأشهر‭ ‬فيهم‭ ‬هم‭ ‬كفار‭ ‬قريش‭ ‬أما‭ ‬الملحد‭ ‬فقد‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬شريعة‭ ‬من‭ ‬الشرائع‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ارتد‭ ‬إلى‭ ‬الكفر‭ ‬فالقاعدة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الكفر‭ ‬والإلحاد‭ ‬هو‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الإلحاد‭ ‬درجات‭ ‬فإن‭ ‬الكفر‭ ‬درجة‭ ‬واحدة‭ ‬وفي‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬حكمة‭ ‬بالغة‭: (‬إن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يغفر‭ ‬أن‭ ‬يشرك‭ ‬به‭ ‬ويغفر‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭). ‬

أما‭ ‬الشرك‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬يشرك‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬إلها‭ ‬آخر‭ ‬فعبدة‭ ‬الأصنام‭ ‬يستبدلون‭ ‬الله‭ ‬بالصنم‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬العقاد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الله‭ (‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬مفطور‭ ‬على‭ ‬عبادة‭ ‬أحد‭ ‬أيا‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬الأصنام‭ ‬فالإنسان‭ ‬يختزن‭ ‬طاقة‭ ‬العبادة‭ ‬وعندما‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬رسالات‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل‭ ‬استجاب‭ ‬القلة‭ ‬منهم‭ ‬كما‭ ‬تردد‭ ‬آخرون‭ ‬وأما‭ ‬الكثرة‭ ‬الباقية‭ ‬فقد‭ ‬جاهرت‭ ‬بالكفر‭).‬

وهناك‭ ‬مصطلح‭ ‬الطغيان‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬دقيقة‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬فرعون‭ ‬لم‭ ‬يكفر‭ ‬وإنما‭ ‬ادعى‭ ‬الألوهية‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬بينما‭ ‬اعتبر‭ ‬المصريون‭ ‬الفرعون‭ ‬إلها‭ ‬وعبدوه‭ ‬بهذه‭ ‬الصفة‭ ‬ولذلك‭ ‬قال‭ ‬القرآن‭ ‬فيهم‭: (‬إنهم‭ ‬كانوا‭ ‬قوما‭ ‬فاسقين‭) ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬عبدت‭ ‬الأصنام‭ ‬والأوثان‭ ‬والظواهر‭ ‬الطبيعية‭ ‬أما‭ ‬المصريون‭ ‬فقد‭ ‬عبدوا‭ ‬شخصا‭ ‬هو‭ ‬الفرعون‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الفسوق‭ ‬أشد‭ ‬من‭ ‬الكفر‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬مجاهرة‭ ‬بالكفر‭.‬

وقد‭ ‬حاول‭ ‬فرعون‭ ‬أن‭ ‬ينجو‭ ‬من‭ ‬الغرق‭ ‬عندما‭ ‬تعقب‭ ‬موسى‭ ‬فكان‭ ‬كبره‭ ‬وحرجه‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬آمن‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬ذلك‭ ‬صراحة‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬آمنت‭ ‬يما‭ ‬آمنت‭ ‬به‭ ‬بنو‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬أبلغه‭ ‬بأنه‭ ‬تأخر‭ ‬ثم‭ ‬إنها‭ ‬حيلة‭ ‬ماكرة‭ ‬فجعل‭ ‬الله‭ ‬غرقه‭ ‬درسا‭ ‬لمن‭ ‬بعده‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا