العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

محللون: التفكّك في مؤسسات الدولة يُهدّد بانهيار تام في لبنان

السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬انتهت‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬ولاية‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للأمن‭ ‬العام‭ ‬اللواء‭ ‬عباس‭ ‬إبراهيم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬تعيين‭ ‬بديل‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬التفكّك‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يغذّي‭ ‬مخاوف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬تام‭. ‬ويشهد‭ ‬لبنان‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬منذ‭ ‬خريف‭ ‬2019،‭ ‬شغوراً‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬الرئاسة‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬يترافق‭ ‬مع‭ ‬جمود‭ ‬تشريعي،‭ ‬بينما‭ ‬تقود‭ ‬البلاد‭ ‬حكومة‭ ‬تصريف‭ ‬أعمال‭ ‬محدودة‭ ‬الصلاحيات‭. ‬ويعطّل‭ ‬ذلك‭ ‬آليات‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭. ‬

ويقول‭ ‬الباحث‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬كريم‭ ‬بيطار‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬البلد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تفكك‭ ‬شبه‭ ‬مطلق‭. ‬نشهد‭ ‬انهيار‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تعمل‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الدولة‭ ‬قادرة‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬ضرائبها‮»‬‭ ‬وسط‭ ‬إضراب‭ ‬لموظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬يشلّ‭ ‬عمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تحقيقات‭ ‬قضائية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬فساد‭ ‬واتهامات‭ ‬بالتسييس‭ ‬والتشفّي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القضاء‭ ‬تعطّل‭ ‬عمل‭ ‬إدارات‭ ‬أخرى‭. ‬

في‭ ‬ظلّ‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬بات‭ ‬اللبنانيون‭ ‬عاجزين‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بأبسط‭ ‬المعاملات‭ ‬مثل‭ ‬تسجيل‭ ‬عقارات‭ ‬أو‭ ‬سيارات‭ ‬اشتروها‭ ‬أو‭ ‬إنجاز‭ ‬أوراق‭ ‬رسمية‭. ‬ومع‭ ‬انتهاء‭ ‬ولاية‭ ‬ابراهيم،‭ ‬رجل‭ ‬الأمن‭ ‬النافذ‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بمهمات‭ ‬وساطة‭ ‬سياسية‭ ‬متشعبة‭ ‬وأخرى‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬يصبح‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للأمن‭ ‬العام‭ ‬شاغراً،‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬مساعي‭ ‬التمديد‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شلل‭ ‬حكومي‭ ‬ونيابي،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬لتعيين‭ ‬بديل‭. ‬

ويرى‭ ‬بيطار‭ ‬أنّ‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬الأخطر‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬لبنان‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬حرباً‭ ‬أهلية‭ (‬1975-1990‭) ‬وجولات‭ ‬اقتتال‭ ‬وخضات‭ ‬عدّة‭ ‬خلال‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬وجوده‭. ‬وأعربت‭ ‬مجموعة‭ ‬الدعم‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬عن‭ ‬‮«‬بالغ‭ ‬قلقها‭ ‬إزاء‭ ‬تداعيات‭ ‬استمرار‭ ‬الفراغ‭ ‬الرئاسي‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للاستمرار،‭ ‬إذ‭ ‬يصيب‭ ‬الدولة‭ ‬بالشلل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‮»‬‭. ‬

وحثّت‭ ‬المجموعة‭ ‬‮«‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬وأعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬مسؤولياتهم‭ (...) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬دون‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التأخير‮»‬‭. ‬وتضمّ‭ ‬المجموعة‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وسبع‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬بينها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭. ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬ولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬ميشال‭ ‬عون‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر،‭ ‬فشل‭ ‬البرلمان‭ ‬خلال‭ ‬11‭ ‬جلسة‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس،‭ ‬وسط‭ ‬انقسام‭ ‬سياسي‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬مؤيد‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬القوة‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وآخر‭ ‬معارض‭ ‬له،‭ ‬وتباينات‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬فريق،‭ ‬ووجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستقلين‭. ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬أكثرية‭ ‬برلمانية‭ ‬تخوّله‭ ‬إيصال‭ ‬مرشح‭ ‬إلى‭ ‬سدّة‭ ‬الرئاسة‭. ‬

ومنذ‭ ‬19‭ ‬يناير،‭ ‬لم‭ ‬يحدّد‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬نبيه‭ ‬بري‭ ‬موعداً‭ ‬لجلسة‭ ‬انتخاب‭ ‬جديدة‭. ‬وبهدف‭ ‬مناقشة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬جمعت‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬فبراير‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬وقطر‭ ‬ومصر‭ ‬اتفقوا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬مصدر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬غربي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬المقبل‭ ‬شخصاً‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يثير‭ ‬انقساماً،‭ ‬صادقاً‭ ‬وقادراً‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬ثقة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وضمان‭ ‬وحدة‭ ‬البلاد‭ ‬وتماسكها‮»‬‭. ‬

ويتعيّن‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬المقبل،‭ ‬وفق‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬قادراً‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬وحكومة‭ ‬يحملان‭ ‬مشروعاً‭ ‬إصلاحياً‮»‬‭. ‬وتسبّبت‭ ‬التباينات‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬خلال‭ ‬عهده‭ ‬بأشهر‭ ‬من‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي‭. ‬وفشلت‭ ‬السلطات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬إصلاحات‭ ‬يشترطها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬النزف‭ ‬الحاصل‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا