العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

نيجيريا تنتخب رئيسها في أجواء غياب الأمن وأزمة اقتصادية

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ - 14:44

لاغوس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بدأ‭ ‬الناخبون‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬التصويت‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬نتائجها‭ ‬غير‭ ‬محسومة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الأكبر‭ ‬تعدادا‭ ‬سكانيا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والغارق‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأمنية‭. ‬ولم‭ ‬يترشح‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬محمد‭ ‬بخاري‭ (‬80‭ ‬عاما‭) ‬بعد‭ ‬ولايتين‭ ‬شهدتا‭ ‬تفاقما‭ ‬لانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬والفقر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬حيث‭ ‬60‭%‬‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬دون‭ ‬الـ25‭ ‬من‭ ‬العمر‭.‬

وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عودة‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬1999،‭ ‬قد‭ ‬تشهد‭ ‬نيجيريا‭ ‬دورتين‭ ‬انتخابيتين‭ ‬بعدما‭ ‬طعنت‭ ‬شعبية‭ ‬حاكم‭ ‬سابق‭ ‬لإحدى‭ ‬الولايات‭ ‬في‭ ‬هيمنة‭ ‬الحزبين‭ ‬الرئيسيين‭. ‬ودعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬87‭ ‬مليون‭ ‬ناخب‭ ‬إلى‭ ‬الإدلاء‭ ‬بأصواتهم‭ ‬في‭ ‬176‭ ‬ألف‭ ‬مركز‭ ‬تصويت‭ ‬لانتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬خلفا‭ ‬لبخاري‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬مرشحًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نواب‭ ‬وأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭. ‬ولم‭ ‬يسحب‭ ‬حوالي‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬ناخب‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬93‭ ‬مليونا‭ ‬مسجلين‭ ‬بطاقاتهم‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬يتوجهوا‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الاقتراع‭. ‬

وكان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬مراكز‭ ‬الاقتراع‭ ‬أبوابها‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬08‭,‬30‭ (‬07‭,‬30‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينتش‭). ‬لكن‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬مثل‭ ‬لاغوس‭ (‬جنوب‭ ‬غرب‭) ‬وبورت‭ ‬هاركور‭ (‬جنوب‭ ‬شرق‭) ‬وكانو‭ (‬شمال‭) ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المعدات‭ ‬جاهزة‭ ‬وأعداد‭ ‬الناخبين‭ ‬المتوافدين‭ ‬متفاوتة‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬صحفيون‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬التصويت‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬14‭,‬30‭ (‬13‭,‬30‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينتش‭)‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُسمح‭ ‬للناخبين‭ ‬الواقفين‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬الانتظار‭ ‬للإدلاء‭ ‬بأصواتهم،‭ ‬التصويت‭ ‬بعد‭ ‬الموعد‭ ‬النهائي‭. ‬

وهذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬حاسمة‭. ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬نيجيريا‭ ‬البالغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬216‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬في‭ ‬2050‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بينما‭ ‬تواجه‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬خطر‭ ‬تراجع‭ ‬حادّ‭ ‬للديمقراطية‭ ‬وانتشار‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الجهادية‭. ‬وأصبحت‭ ‬نيجيريا‭ ‬قوة‭ ‬ثقافية‭ ‬عالمية‭ ‬بفضل‭ ‬قطاع‭ ‬نوليوود،‭ ‬الصناعة‭ ‬السينمائية‭ ‬النيجيرية‭ ‬القوية‭ ‬جدًا،‭ ‬وموسيقى‭ ‬‮«‬أفروبيت‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬الكوكب‭ ‬مع‭ ‬فنانين‭ ‬مثل‭ ‬بورنا‭ ‬بوي‭ ‬وويز‭ ‬كيد‭. ‬

لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬المقبل‭ ‬لأكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬وأكبر‭ ‬دولة‭ ‬نفطية‭ ‬فيها‭ ‬سيرث‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المشاكل،‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الإجرامي‭ ‬والجهادي‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬والوسط‭ ‬إلى‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬والتضخم‭ ‬الجامح‭ ‬والفقر‭ ‬المستشري‭. ‬وكان‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الوقود‭ ‬والأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اضطرابات‭ ‬مؤخرا‭. ‬عشية‭ ‬الانتخابات،‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬لاغوس‭ ‬ويدعى‭ ‬عبدالله‭ ‬أودو‭ (‬31‭ ‬عامًا‭) ‬أنه‭ ‬سيدلي‭ ‬بصوته‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬البلد‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬وقود‭ ‬ولا‭ ‬طعام‭ ‬والجميع‭ ‬يتألم‮»‬‭.‬

ووعد‭ ‬المرشحون‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأوفر‭ ‬حظا‭ ‬للفوز‭ ‬في‭ ‬الاقتراع‭ ‬بالتغيير،‭ ‬وبينهم‭ ‬بولا‭ ‬تينوبو‭ (‬70‭ ‬عامًا‭) ‬مرشح‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬الشخص‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬إصلاح‭ ‬نيجيريا‭. ‬وينتمي‭ ‬الحاكم‭ ‬السابق‭ ‬للاغوس‭ (‬1999-2007‭)‬،‭ ‬الملقب‭ ‬بـ«العراب‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬نفوذه‭ ‬السياسي،‭ ‬إلى‭ ‬قبائل‭ ‬اليوروبا‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬البلاد‭ ‬وهو‭ ‬مسلم‭. ‬

وهو‭ ‬اتهم‭ ‬بالفساد‭ ‬ونفى‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬عتيق‭ ‬أبوبكر‭ (‬76‭ ‬عاما‭) ‬مرشح‭ ‬حزب‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسي‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬الديمقراطي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬1999‭ ‬إلى‭ ‬2015‭. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬السادسة‭ ‬التي‭ ‬يترشح‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬للرئيس‭ (‬1999-2007‭) ‬وهو‭ ‬مسلم‭ ‬ومتحدر‭ ‬من‭ ‬الشمال‭. ‬والتصويت‭ ‬الاتني‭ ‬والديني‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬مجموعة‭ ‬عرقية‭ ‬وتشهد‭ ‬استقطابا‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬بأغلبيته‭ ‬المسلمة‭ ‬والجنوب‭ ‬ذي‭ ‬الأكثرية‭ ‬المسيحية‭. ‬

لكن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذين‭ ‬المرشحين‭ ‬المخضرمين،‭ ‬ظهر‭ ‬مرشح‭ ‬ثالث‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭. ‬فالحاكم‭ ‬السابق‭ ‬لولاية‭ ‬أنامبرا‭ (‬جنوب‭ ‬شرق‭) ‬بيتر‭ ‬أوبي‭ (‬61‭ ‬عامًا‭) ‬مسيحي‭ ‬ومدعوم‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬العمالي‭. ‬وهو‭ ‬يستقطب‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬والناخبين‭ ‬في‭ ‬منطقته‭. ‬وشهدت‭ ‬الحملة‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬مرشحين‭ ‬محليين‭ ‬وناشطين‭ ‬ومراكز‭ ‬للشرطة‭ ‬ومكاتب‭ ‬لمفوضية‭ ‬الانتخابات‭. ‬وقال‭ ‬سعيد‭ ‬الحسيني‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتنمية‮»‬‭ ‬إن‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬العنف‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬حقيقي‮»‬‭.‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا