العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤١ - الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ رجب ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

بالتزامن مع انطلاق فعاليات منتدى «دراسات» السابع:
تدشين كتاب يوثق مسيرة البحرين مع جامعة الدول العربية

الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

الشيخ عبدالله بن أحمد: المنتدى منصة استراتيجية لتأسيس منظومة فكرية عربية


كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات

تصوير‭ - ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

انطلقت‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬أعمال‭ ‬المنتدى‭ ‬السنوي‭ ‬السابع‭ ‬لمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مَجْمَع‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬العربية‭ ‬للاستدامة‭ ‬والتنمية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُعقد‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بحضور‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ورؤساء‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬والخبراء‭.‬

بدأ‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬بكلمة‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬اعتزاز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باستضافة‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬الفكري،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬تحقيقًا‭ ‬للرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬مثمنًا‭ ‬بأسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬الرعاية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬الشاملة‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬كمنظومة‭ ‬متكاملة،‭ ‬والتوجيهات‭ ‬الكريمة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدعم‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬بيئة‭ ‬محفّزة‭ ‬للابتكار‭ ‬المؤسسي،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬احتضان‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬للتوصية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬بخصوص‭ ‬‮«‬إنشاء‭ ‬حاوية‭ ‬فكرية‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬في‭ ‬الاستدامة‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬يشكل‭ ‬ترجمةً‭ ‬فعلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رسم‭ ‬مسار‭ ‬جديد‭ ‬للعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬منوهًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بالمواقف‭ ‬المشهودة،‭ ‬والاسهامات‭ ‬البناءة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬صوت‭ ‬الحكمة‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وصاحبة‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭.‬

وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬يمثل‭ ‬منصة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬لتأسيس‭ ‬منظومة‭ ‬فكرية‭ ‬عربية،‭ ‬‮«‬قادرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لحاضر‭ ‬ناهض‭ ‬تصونه‭ ‬هويتنا،‭ ‬ومستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬تحميه‭ ‬ثوابتنا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الفكر‭ ‬وصناعة‭ ‬القرار،‭ ‬لإنتاج‭ ‬رؤى‭ ‬مبتكرة‭ ‬وواقعية‭ ‬لخدمة‭ ‬الأجندات‭ ‬التنموية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬المعرفة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬تُحدث‭ ‬فرقًا‭ ‬حقيقيا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تُواجهه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬صعبة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬مشيراً‭ ‬الى‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬كمختبرات‭ ‬للأفكار،‭ ‬ومنابر‭ ‬للحوار،‭ ‬ومنارات‭ ‬للتنوير‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬إلى‭ ‬دلالات‭ ‬تدشين‭ ‬الكتاب‭ ‬التوثيقي‭ (‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭: ‬19712025‭) ‬والذي‭ ‬يُعد‭ ‬وثيقة‭ ‬للتاريخ‭ ‬وشهادة‭ ‬فكرية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والمصير،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬المتميزة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اكتسبت‭ ‬زخمًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬بأن‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬بيت‭ ‬العرب‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولا‭ ‬ينضب‭ ‬جهدها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الشامل،‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬تأثيرها‭ ‬كأداة‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يسوده‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭. ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬انخراط‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬يعد‭ ‬برهانًا‭ ‬ساطعًا‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬راسخة‭ ‬وحضور‭ ‬فاعل‭ ‬لجمع‭ ‬الصف‭ ‬والكلمة‭. ‬مضيفًا‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬القيم‭ ‬يقدم‭ ‬مرجعًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬للمكتبة‭ ‬العربية‭ ‬يتخطى‭ ‬حدود‭ ‬الرصد‭ ‬والمتابعة،‭ ‬ليجسد‭ ‬رسالة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬رباط‭ ‬العروبة‭ ‬سيظل‭ ‬قائمًا‭ ‬ومستمرًا‭ ‬نتوارثه‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬كلمته،‭ ‬أشاد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬بالمساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬بقيادة‭ ‬الأمين‭ ‬العام،‭ ‬وكذلك‭ ‬جهود‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬،‭ ‬داعيًا‭ ‬المثقفين‭ ‬والباحثين‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى،‭ ‬ومتابعة‭ ‬ما‭ ‬يتمخض‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬وتوصيات‭ ‬متميزة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬غد‭ ‬أفضل‭ ‬للجميع‭.‬

وألقى‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬كلمةً‭ ‬ثمن‭ ‬فيها‭ ‬احتضان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الفكري‭ ‬المرموق،‭ ‬ومشيدًا‭ ‬بالرؤية‭ ‬السديدة‭ ‬لقيادتها‭ ‬الحكيمة،‭ ‬والمسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬للمملكة‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬الجامعة،‭ ‬إذ‭ ‬يعد‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقادتها‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمن‭ ‬مثالاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬للإخلاص‭ ‬لوحدة‭ ‬الكلمة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬العليا،‭ ‬كما‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬تفاؤله‭ ‬بمستقبل‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عصرية‭ ‬وأهداف‭ ‬تنموية‭.‬

جرى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تدشين‭ ‬الكتاب‭ ‬بفيلم‭ ‬قصير‭ ‬يقدم‭ ‬لمحة‭ ‬عن‭ ‬الجهد‭ ‬التوثيقي‭ ‬المبذول‭ ‬لرصد‭ ‬مسيرة‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والذي‭ ‬يُعدّ‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الإصدارات‭ ‬البحثية‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬بما‭ ‬يتضمنه‭ ‬من‭ ‬توثيق‭ ‬مسار‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬وتحليل‭ ‬مواقف‭ ‬ومبادرات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬واستعراض‭ ‬خطابات‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬مركزية‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬كما‭ ‬يغطّي‭ ‬الكتاب‭ ‬أبرز‭ ‬المحطات‭ ‬الحديثة،‭ ‬ومنها‭: ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬2024،‭ ‬والقمة‭ ‬العربية‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬2025،‭ ‬مرفقًا‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬والصور‭ ‬النادرة‭. ‬وتلا‭ ‬ذلك‭ ‬تكريم‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مسؤولي‭ ‬وباحثي‭ ‬المراكز‭ ‬الفكرية‭ ‬العربية‭ ‬المرموقة‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭.‬

وتشهد‭ ‬جلسات‭ ‬المنتدى‭ ‬مناقشات‭ ‬رصينة‭ ‬تستعرض‭ ‬الدور‭ ‬المتنامي‭ ‬لمراكز‭ ‬الفكر‭ ‬والبحوث‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وكيفية‭ ‬إدماج‭ ‬الحلول‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الأجندة‭ ‬العالمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استعراض‭ ‬أدوات‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬السياسات،‭ ‬مثل‭: ‬البيانات‭ ‬الكبرى،‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والاستشراف‭ ‬الاستراتيجي‭.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬توصيات‭ ‬المنتدى‭ ‬عن‭ ‬إعلان‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬تمهّد‭ ‬لإطلاق‭ ‬‮«‬حاضنة‭ ‬عربية‭ ‬فكرية‭ ‬‭ ‬تنموية‮»‬‭ ‬بمبادرة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬البحثي‭ ‬بين‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬العربية،‭ ‬ودعم‭ ‬بناء‭ ‬سياسات‭ ‬تنموية‭ ‬واقعية‭ ‬تستجيب‭ ‬للتحديات‭ ‬المستقبلية‭.‬

 

تحولات‭ ‬إقليمية‭ ‬متسارعة‭ ‬تبرز

‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬بحثية‭ ‬عرفية‭ ‬فاعلة‭ ‬

أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بن‭ ‬عثمان‭ ‬بن‭ ‬صقر،‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الخليج‭ ‬للأبحاث،‭ ‬أن‭ ‬اللقاء‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬مفصلية‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬تحول‭ ‬نوعي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والمعرفة‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬مجمع‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬للاستدامة‭ ‬والتنمية،‭ ‬وهو‭ ‬تحول‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬عربي‭ ‬واضح‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬جدة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬البند‭ ‬11‭ ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬حاوية‭ ‬فكرية‭ ‬عربية‭ ‬تعنى‭ ‬بتوجيهات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتفعيل‭ ‬التعاون‭ ‬البحثي‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إجراء‭ ‬شكليا،‭ ‬بل‭ ‬اعترافا‭ ‬صريحا‭ ‬بأن‭ ‬التحدي‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بندرة‭ ‬الموارد‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬السياسات‭ ‬وبناء‭ ‬الروابط‭ ‬المعرفية‭ ‬وتحويل‭ ‬البحث‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬فاعلة‭ ‬لصنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬رفاهية‭ ‬واستدامة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحديات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قطاعية‭ ‬أو‭ ‬ظرفية،‭ ‬بل‭ ‬باتت‭ ‬هيكلية‭ ‬مركبة‭ ‬ومتشابكة،‭ ‬وتشمل‭ ‬متطلبات‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الطاقة،‭ ‬ومهددات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والمائي،‭ ‬وتسارع‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬الأطر‭ ‬التنظيمية‭ ‬والمؤسسية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التساؤلات‭ ‬المتزايدة‭ ‬حول‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وجودة‭ ‬التعليم‭ ‬واستدامة‭ ‬مسارات‭ ‬التنمية‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالله‭ ‬زايد‭ ‬حجاب،‭ ‬مدير‭ ‬مكتبة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬دخل‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭ ‬مرحلة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬التحولات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تحولات‭ ‬اقتصادية‭ ‬عميقة‭ ‬تعيق‭ ‬تشكيل‭ ‬أجندات‭ ‬وتجارة‭ ‬عالمية،‭ ‬وتحولات‭ ‬بيئية‭ ‬تتطلب‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والطاقي‭ ‬والمائي،‭ ‬وتحولات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬مراجعة‭ ‬نماذج‭ ‬التنمية‭ ‬وصقل‭ ‬قدرات‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬وربط‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬المعرفي‭ ‬المرن‭ ‬القابل‭ ‬للتكيف‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يشهد‭ ‬أيضا‭ ‬تحولات‭ ‬بيولوجية‭ ‬تنقل‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬مختلفة‭ ‬وتضع‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬أخلاقية‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬من‭ ‬تفكك‭ ‬المجتمعات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحولات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬المصير‭ ‬والهوية‭ ‬وتحديات‭ ‬متعددة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتفكك‭ ‬الأسري‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬تتزايد،‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬التحولات،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬بحثية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬معرفة‭ ‬موثوقة،‭ ‬وتحليل‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬وتقديم‭ ‬نماذج‭ ‬سياسات‭ ‬واقعية‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬وأدوات‭ ‬استشراف‭ ‬متقدمة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا