العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

الرياضة

أربعة منتخبات إفريقية تحمل إرثا ثقيلا

الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

الرباط‭ ‬‭ (‬د‭ ‬ب‭ ‬أ‭): ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتجه‭ ‬فيه‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬صوب‭ ‬ملعب‭ ‬الأمير‭ ‬مولاي‭ ‬عبدالله‭ ‬بالرباط،‭ ‬حيث‭ ‬يقص‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬شريط‭ ‬افتتاح‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬2025‭ ‬بمواجهة‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد،‭ ‬تبرز‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬قصة‭ ‬مغايرة‭ ‬تماما‭ ‬لصراع‭ ‬العمالقة‭ ‬على‭ ‬اللقب،‭ ‬قصة‭ ‬أربعة‭ ‬منتخبات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وهي‭ ‬تحمل‭ ‬إرثا‭ ‬ثقيلا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الغياب‭ ‬عن‭ ‬الانتصارات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتذوق‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬طعم‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬النهائيات‭ ‬رغم‭ ‬مشاركاتهم‭ ‬السابقة‭.‬

بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬موزمبيق‭ ‬وبنين‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وبوتسوانا،‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬مجرد‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬سجلاتهم‭ ‬الكروية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬معركة‭ ‬حقيقية‭ ‬لغلق‭ ‬حلقات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬التاريخي،‭ ‬وتحويل‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬المشاركة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنجاز‮»‬‭ ‬يكسر‭ ‬عقدة‭ ‬السنوات‭.‬

تدخل‭ ‬موزمبيق‭ ‬غمار‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬مشاركتها‭ ‬السادسة،‭ ‬وهو‭ ‬سجل‭ ‬يضعها‭ ‬بين‭ ‬المنتخبات‭ ‬المعتادة‭ ‬على‭ ‬الأجواء‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لكن‭ ‬الأرقام‭ ‬تظل‭ ‬صادمة،‭ ‬فخلال‭ ‬15‭ ‬مباراة‭ ‬لعبتها‭ ‬‮«‬الأفاعي‮»‬‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬نسخ‭ ‬سابقة،‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬فوز،‭ ‬مكتفية‭ ‬بأربعة‭ ‬تعادلات‭ ‬و11‭ ‬هزيمة‭. ‬وتزداد‭ ‬المهمة‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬بوقوعها‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬السادسة‭ ‬الحديدية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حامل‭ ‬اللقب‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار،‭ ‬والكاميرون‭ ‬المتوج‭ ‬بخمسة‭ ‬ألقاب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجابون،‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬الموزمبيقيين‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬لإنهاء‭ ‬أطول‭ ‬سجل‭ ‬صيام‭ ‬عن‭ ‬الانتصارات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البطولة‭.‬

أما‭ ‬منتخب‭ ‬بنين،‭ ‬فقد‭ ‬عرفت‭ ‬مسيرته‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بالفرص‭ ‬الضائعة‭ ‬والهوامش‭ ‬الضيقة،‭ ‬ففي‭ ‬أربع‭ ‬مشاركات‭ ‬سابقة،‭ ‬خاضت‭ ‬‮«‬الفهود‮»‬‭ ‬14‭ ‬مباراة،‭ ‬تعادلت‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬وخسرت‭ ‬تسعا‭.‬

وفي‭ ‬نسخة‭ ‬المغرب‭ ‬2025،‭ ‬تضع‭ ‬القرعة‭ ‬بنين‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الرابعة‭ ‬رفقة‭ ‬السنغال‭ ‬القوية،‭ ‬والكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المتجددة،‭ ‬وبوتسوانا،‭ ‬ورغم‭ ‬صعوبة‭ ‬المواجهات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بنين‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬المتوازنة‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬بوتسوانا‭ ‬التي‭ ‬تشاركها‭ ‬نفس‭ ‬العقدة‭ ‬التاريخية،‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬احتمال‭ ‬تحقيق‭ ‬أول‭ ‬فوز‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭.‬

تنزانيا‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تعود‭ ‬للمرة‭ ‬الرابعة،‭ ‬حاملة‭ ‬معها‭ ‬سجل‭ ‬تسع‭ ‬مباريات‭ ‬سابقة‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬تعادلات‭ ‬وست‭ ‬هزائم،‭ ‬ويلعب‭ ‬الفريق‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬الثالثة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬نيجيريا‭ ‬وتونس،‭ ‬لكن‭ ‬الأنظار‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬مواجهتها‭ ‬مع‭ ‬أوغندا‭ ‬في‭ ‬‮«‬ديربي‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬التنزانيون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬فرصة‭ ‬واقعية‭ ‬لترجمة‭ ‬خبراتهم‭ ‬السابقة‭ ‬إلى‭ ‬انتصار‭ ‬تاريخي‭ ‬يحررهم‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬الماضي‭.‬

تبقى‭ ‬بوتسوانا‭ ‬صاحبة‭ ‬السجل‭ ‬الأقصر‭ ‬والأكثر‭ ‬قسوة‭ ‬بين‭ ‬الأربعة؛‭ ‬إذ‭ ‬تعود‭ ‬مشاركتها‭ ‬الوحيدة‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬حيث‭ ‬خاضت‭ ‬ثلاث‭ ‬مباريات‭ ‬وخسرتها‭ ‬جميعا،‭ ‬لكن‭ ‬تعود‭ ‬‮«‬الحمير‭ ‬الوحشية‮»‬‭ ‬اليوم‭ ‬الى‭ ‬المسرح‭ ‬القاري‭ ‬عبر‭ ‬المجموعة‭ ‬الرابعة،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬التوقعات‭ ‬تظل‭ ‬متواضعة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬فوز‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حصد‭ ‬النقطة‭ ‬الأولى‭ ‬سيمثل‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬وعلامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬البوتسوانية‭.‬

خلف‭ ‬الأرقام‭ ‬والسجلات،‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأربعة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬التكتيكية،‭ ‬إنهم‭ ‬يحملون‭ ‬آمال‭ ‬شعوب‭ ‬تحلم‭ ‬برؤية‭ ‬أعلامها‭ ‬ترفرف‭ ‬احتفالا‭ ‬بفوز‭ ‬أول،‭ ‬وفي‭ ‬بطولة‭ ‬اعتادت‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬مساحة‭ ‬للمفاجآت‭ ‬والبدايات‭ ‬الجديدة،‭ ‬تظل‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬‮«‬المشاركة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬انتصار‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الدافع‭ ‬الأقوى‭ ‬لموزمبيق‭ ‬وبنين‭ ‬وتنزانيا‭ ‬وبوتسوانا،‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬نسخة‭ ‬المغرب‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬ليس‭ ‬لما‭ ‬غاب‭ ‬عنها،‭ ‬بل‭ ‬لما‭ ‬أنجز‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الطموحات‭ ‬والأحلام‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا