الرباط – (د ب أ): في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم صوب ملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط، حيث يقص المنتخب المغربي شريط افتتاح كأس أمم إفريقيا 2025 بمواجهة جزر القمر اليوم الأحد، تبرز في الأفق قصة مغايرة تماما لصراع العمالقة على اللقب، قصة أربعة منتخبات تصل إلى المملكة المغربية وهي تحمل إرثا ثقيلا من «الغياب عن الانتصارات»، حيث لم يتذوق أي منها طعم الفوز في النهائيات رغم مشاركاتهم السابقة.
بالنسبة الى موزمبيق وبنين وتنزانيا وبوتسوانا، لا تعد هذه النسخة مجرد فصل جديد في سجلاتهم الكروية، بل هي معركة حقيقية لغلق حلقات طويلة من الإحباط التاريخي، وتحويل مجرد «المشاركة» إلى «إنجاز» يكسر عقدة السنوات.
تدخل موزمبيق غمار البطولة في مشاركتها السادسة، وهو سجل يضعها بين المنتخبات المعتادة على الأجواء الإفريقية، لكن الأرقام تظل صادمة، فخلال 15 مباراة لعبتها «الأفاعي» في خمس نسخ سابقة، لم تنجح في تحقيق أي فوز، مكتفية بأربعة تعادلات و11 هزيمة. وتزداد المهمة صعوبة في هذه النسخة بوقوعها في المجموعة السادسة الحديدية إلى جانب حامل اللقب كوت ديفوار، والكاميرون المتوج بخمسة ألقاب، بالإضافة إلى الجابون، ما يضع الموزمبيقيين أمام اختبار حقيقي لإنهاء أطول سجل صيام عن الانتصارات في تاريخ البطولة.
أما منتخب بنين، فقد عرفت مسيرته في كأس أمم إفريقيا، بالفرص الضائعة والهوامش الضيقة، ففي أربع مشاركات سابقة، خاضت «الفهود» 14 مباراة، تعادلت في خمس وخسرت تسعا.
وفي نسخة المغرب 2025، تضع القرعة بنين في المجموعة الرابعة رفقة السنغال القوية، والكونغو الديمقراطية المتجددة، وبوتسوانا، ورغم صعوبة المواجهات، إلا أن بنين قد تجد في هذه المجموعة المتوازنة فرصة ذهبية، وخاصة في ظل وجود بوتسوانا التي تشاركها نفس العقدة التاريخية، ما يفتح الباب أمام احتمال تحقيق أول فوز طال انتظاره.
تنزانيا هي الأخرى تعود للمرة الرابعة، حاملة معها سجل تسع مباريات سابقة أسفرت عن ثلاثة تعادلات وست هزائم، ويلعب الفريق ضمن المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم نيجيريا وتونس، لكن الأنظار تتجه نحو مواجهتها مع أوغندا في «ديربي شرق إفريقيا»، حيث يرى التنزانيون في هذا اللقاء فرصة واقعية لترجمة خبراتهم السابقة إلى انتصار تاريخي يحررهم من قيود الماضي.
تبقى بوتسوانا صاحبة السجل الأقصر والأكثر قسوة بين الأربعة؛ إذ تعود مشاركتها الوحيدة إلى عام 2012، حيث خاضت ثلاث مباريات وخسرتها جميعا، لكن تعود «الحمير الوحشية» اليوم الى المسرح القاري عبر المجموعة الرابعة، ومع أن التوقعات تظل متواضعة، إلا أن تحقيق فوز واحد أو حتى حصد النقطة الأولى سيمثل لحظة فارقة وعلامة فارقة في تاريخ كرة القدم البوتسوانية.
خلف الأرقام والسجلات، تحمل هذه المنتخبات الأربعة إلى المغرب ما هو أكثر من الخطط التكتيكية، إنهم يحملون آمال شعوب تحلم برؤية أعلامها ترفرف احتفالا بفوز أول، وفي بطولة اعتادت دائما أن تترك مساحة للمفاجآت والبدايات الجديدة، تظل الرغبة في تحويل «المشاركة» إلى «انتصار» هي الدافع الأقوى لموزمبيق وبنين وتنزانيا وبوتسوانا، لضمان أن تظل نسخة المغرب 2025 في الذاكرة ليس لما غاب عنها، بل لما أنجز فيها من تحقيق الطموحات والأحلام.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك