العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٦ - الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ رجب ١٤٤٧هـ

الرياضة

تنزانيا تبحث عن لقبها الأول

الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

الرباط‭ - (‬د‭ ‬ب‭ ‬أ‭): ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬ظل‭ ‬اسم‭ ‬منتخب‭ ‬تنزانيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬بوصفه‭ ‬أحد‭ ‬المنتخبات‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬شغفا‭ ‬لا‭ ‬ينطفئ‭ ‬رغم‭ ‬الندرة‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى،‭ ‬فريق‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬الظل،‭ ‬لكن‭ ‬ظله‭ ‬كان‭ ‬ممتدا‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬جماهيره‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬تنتظر‭ ‬لحظة‭ ‬الانفجار،‭ ‬لحظة‭ ‬تستعيد‭ ‬فيها‭ ‬البلاد‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الكروي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانتظار‭ ‬كان‭ ‬عبثيا،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬صورة‭ ‬هذا‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وتفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الأمل‭ ‬أمام‭ ‬جيل‭ ‬مختلف‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وسيلة‭ ‬لكسر‭ ‬الجمود‭ ‬التاريخي‭.‬

يسعى‭ ‬منتخب‭ ‬تنزانيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬المعروف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬تيفا‭ ‬ستارز‮»‬،‭ ‬دائما‭ ‬لتحقيق‭ ‬حضور‭ ‬مميز‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الإفريقية‭ ‬رغم‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬المخيبة،‭ ‬وكان‭ ‬التأهل‭ ‬لنسخة‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬2023‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬مثالا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬الفريق،‭ ‬فقد‭ ‬وقع‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬السادسة‭ ‬ضمن‭ ‬التصفيات‭ ‬التي‭ ‬ضمت‭ ‬الجزائر‭ ‬وأوغندا‭ ‬والنيجر،‭ ‬وواجه‭ ‬خلالها‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬نظرا‭ ‬لقوة‭ ‬المنافسين،‭ ‬لكنه‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يحصد‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬ويضمن‭ ‬تأهله‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬إلى‭ ‬البطولة‭ ‬القارية‭.‬

يعتمد‭ ‬المنتخب‭ ‬التنزاني‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬مثل‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬المخضرم‭ ‬مبوانا‭ ‬ساماتا،‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬الهجوم‭ ‬بخبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬مسيرته‭ ‬الدولية،‭ ‬ونوفاتوس‭ ‬ميروشي‭ ‬مدافع‭ ‬جوزتيبي‭ ‬التركي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الفريق‭ ‬توازنا‭ ‬بين‭ ‬الخبرة‭ ‬الدفاعية‭ ‬والهجومية‭. ‬ويقود‭ ‬الفريق‭ ‬المدرب‭ ‬حميد‭ ‬سليمان،‭ ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الانضباط‭ ‬الدفاعي‭ ‬للمنتخب‭ ‬ومنحه‭ ‬شخصية‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬الجماعي‭.‬

تاريخيا،‭ ‬يعكس‭ ‬مشوار‭ ‬تنزانيا‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الكبرى‭ ‬تحديا‭ ‬مستمرا،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬الفريق‭ ‬أي‭ ‬فوز‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مشاركات‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬لكن‭ ‬الروح‭ ‬القتالية‭ ‬والانضباط‭ ‬الدفاعي‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬سماته‭ ‬المميزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ .‬2023‭ ‬ومع‭ ‬الدعم‭ ‬الجماهيري‭ ‬الكبير‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬لاعبين‭ ‬متميزين‭ ‬محليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬يبقى‭ ‬حلم‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬واقعيا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬الهجوم‭ ‬وتحسين‭ ‬القدرات‭ ‬البدنية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬الفريق‭ ‬خلال‭ ‬المباريات‭ ‬الحاسمة‭.‬

وفي‭ ‬19‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬كتب‭ ‬المنتخب‭ ‬التنزاني‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬حين‭ ‬تغلب‭ ‬على‭ ‬غينيا‭ ‬بهدف‭ ‬حمل‭ ‬توقيع‭ ‬سيمون‭ ‬موسوفا،‭ ‬ليضمن‭ ‬تأهله‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ .‬2025

وهكذا،‭ ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬البطولة‭ ‬الإفريقية‭ ‬المقبلة،‭ ‬تبدو‭ ‬تنزانيا‭ ‬وكأنها‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬منعطف‭ ‬كبير،‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬وتكتب‭ ‬أول‭ ‬سطر‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬جديد،‭ ‬أو‭ ‬تعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬الانتظار‭ ‬الطويل،‭ ‬لكن‭ ‬الجمهور،‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬عقودا‭ ‬من‭ ‬الصبر،‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنتخب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬الظهور‭ ‬المشرف،‭ ‬بل‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬يترك‭ ‬بصمة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬لأن‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬القمة‭ ‬يبدأ‭ ‬دائما‭ ‬بخطوة‭ ‬واحدة،‭ ‬والخطوة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هدفا‭ ‬واحدا‭. ‬مثل‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬سجله‭ ‬موسوفا‭ ‬وأعاد‭ ‬تنزانيا‭ ‬إلى‭ ‬خريطة‭ ‬القارة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا