غزة - الوكالات: تسببت العاصفة والمنخفض الجوي العميق اللذان ضربا قطاع غزة خلال أقل من 24 ساعة، باستشهاد 14 فلسطينيا وإصابة آخرين، إثر انهيارات متتالية للمنازل متضررة بفعل العدوان الإسرائيلي وغرق الخيام على نطاق واسع في مناطق عدة بأنحاء القطاع.
وقالت مصادر محلية، إن ستة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون جراء انهيار منزل يؤوي نازحين في منطقة بئر النعجة ببيت لاهيا شمال القطاع، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وأضافت المصادر أن مواطنين اثنين استشهدا بعد سقوط حائط كبير فوق خيام نازحين بحي الرمال غرب مدينة غزة فجر أمس، وطفلة بسبب البرد القارس في مدينة غزة، ورضيع في مخيم الشاطئ، وكان مواطن آخر استشهد الخميس جراء انهيار جدار في مخيم الشاطئ.
وانتُشل جثمانا فلسطينيَيْن آخرَيْن من منزل بحي الشيخ رضوان بعد انهياره بالسكان الموجودين فيه، في حين انشغلت طواقم الدفاع المدني بمحاولة إنقاذ آخرين من تحت أنقاض المنزل الذي كان متضرراً، نتيجة غارة إسرائيلية سابقة طالت منازل مجاورة له خلال العدوان.
كما أصيب طفلان عقب سقوط خيمة في «مخيم أبو جبل» بمنطقة العمادي، فيما أدى البرد القارس إلى وفاة رضيعة داخل خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس أمس.
وانهار ما لا يقل عن 13 منزلاً، آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة. ولا تزال طواقم الدفاع المدني تستجيب لمئات النداءات والاستغاثات.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف على مدار 3 أيام، بانهيار أحد أبواب المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، والذي كان قد تعرَّض لقصف سابق. وأدى المنخفض أيضا إلى غرق مخيمات كاملة في منطقة المواصي بخان يونس، وتضرر مناطق واسعة في «البصة والبركة» بدير البلح، و«السوق المركزي» في النصيرات، فضلا عن منطقتي «اليرموك والميناء» في مدينة غزة.
وأكدت حركة حماس، أمس، أن سقوط شهداء فلسطينيين في قطاع غزة جراء المنخفض الجوي، دليل على استمرار الإبادة الإسرائيلية بأدوات مختلفة، وعجز المنظومة الدولية عن الإغاثة.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم أن «ما يجري في قطاع غزة نتيجة المنخفض الجوي وما تسببه من انهيارات للمنازل وسقوط شهداء، امتداد لكارثة حرب الإبادة (الإسرائيلية)».
كما وصفه بأنه «دليل صارخ على عجز المنظومة الدولية عن إغاثة غزة، وفشل المجتمع الدولي في كسر الحصار المفروض على أهل القطاع».
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أمس من أن مخاطر السيول الناتجة من هطول الأمطار الغزيرة في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض في غزة تهدد 795 ألف نازح يعيشون في خيام وملاجئ، في ظل منع دخول المواد المستخدمة في بناء أماكن إيواء وأكياس يمكن أن تعبأ برمل.
وقالت إيمي بوب، مديرة المنظمة: «منذ أن وصلت العاصفة أمس (الخميس)، تحاول العائلات حماية أطفالها بكل ما لديها».
وأوضحت المنظمة أن المواد اللازمة للمساعدة في دعم أماكن الإيواء، مثل الأخشاب والخشب الرقائقي وأكياس الرمل ومضخات رفع المياه، تأخر وصولها إلى غزة وسط استمرار فرض القيود، في حين لم تكفِ الإمدادات التي سبق أن أرسلت، ومنها خيام مقاومة للماء وبطانيات حرارية وأغطية بلاستيكية، لمواجهة السيول. كما أشارت إلى أن القطاع يواجه أيضاً مشاكل عدم توافر صرف صحي أو إدارة للنفايات، ما يزيد احتمالات تفشي الأمراض، علماً أن الحرب دمرت جزءاً كبيراً من البنى التحتية في غزة، والأوضاع المعيشية متردية فيها.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك