كتب: إسلام محفوظ
أكد مشاركون في ندوة أقيمت بمركز عائشة يتيم بالتعاون مع جمعية نهضة فتاة البحرين، ضرورة وضع ضوابط لحماية الأطفال من الفضاء الإلكتروني وفتح لغة حوار مع الأبناء لتوفير الحماية لهم من الأخطار التي تواجههم إلكترونيا وحماية خصوصيتهم، حيث نظمت الندوة تحت شعار «اتحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضد جميع النساء والفتيات». وقالت المقدم مريم الظاعن رئيس وحدة حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني أن الوحدة تستقبل بلاغاتها بسرية تامة وتقدم الدعم الفوري للطفل والأسرة عن طريق إيجاد لغة حوار بين الطفل وولي الأمر، بالإضافة إلى المحاضرات التوعوية التي تقدم للأطفال في المدارس من مختلف المستويات التعليمية.
وقالت إن برنامج نجوم أمان، كان مبادرة تستهدف تدريب الأطفال على تعزيز السلامة الإلكترونية، وتقديم نهج مبتكر لتدريب الأطفال وتنميتهم ليصبحوا قادة توعويين في مجال أمان الإنترنت، مما يسهم في نشر الوعي وتعزيز السلامة الإلكترونية بين أقرانهم، كما يتيح البرنامج للأطفال فرصة اكتساب مهارات القيادة والتوعية، مما يترك أثراً طويلاً في المجتمع، ويسهم في خلق جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات الإلكترونية، مؤكدة أن العمل جار على إطلاق نسخة جديدة من البرنامج مطلع العام القادم بالتعاون مع مؤسسة التاجر الصغير. وأشارت إلى أن التطور التكنولوجي أسهم في العنف الرقمي، خاصة «التنمر» بين طلبة المدارس وتعرض الأطفال للإساءة والضغط النفسي ما يتطلب دائما من الأسرة متابعة الطفل ورصد أي متغيرات يتعرض لها.
من جانبها أكدت المحامية زهراء حسن أن البحرين قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التحول الرقمي للعدالة، مؤكدة أن المملكة حققت تقدمًا لافتًا على المستويين المحلي والدولي، وذلك من خلال المركز الثالث عربيًا في تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية لعام 2024، وإطلاق سياسات وطنية متقدمة للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتشكيل لجان متخصصة لتعزيز الرقمنة في النيابة العامة، وأشارت إلى أن هذه الإنجازات تعكس التزام البحرين بتطوير المنظومة العدلية عبر التحول الرقمي وتهيئة بيئة تشريعية تواكب التطور التكنولوجي المتسارع.
وأضافت أن حماية المرأة تعد ركيزة أساسية في منظومة العدالة الرقمية في البحرين، مشيرة إلى أن التوعية القانونية للمرأة تمثل استثمارًا في رأس المال البشري وضرورة لبناء مجتمع عادل، وأن المرأة الواعية بحقوقها قادرة على حماية نفسها وأسرتها والمساهمة في تنمية المجتمع وتعزيز قيم العدالة والمساواة، وتربية جيل واعٍ بحقوقه وواجباته.
وأشارت حسن إلى أن العدالة الرقمية أصبحت اليوم ضرورة وليست خيارًا، نظرًا لسرعتها في التقاضي وشفافيتها وقدرتها على تبسيط الوصول إلى العدالة، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والمحاكم الافتراضية ونظم إدارة القضايا الإلكترونية، وأضافت أن الهدف الجوهري لهذا التحول هو الارتقاء بأداء المنظومة القضائية وتحقيق العدالة الناجزة والمتوافقة مع متطلبات المجتمعات الحديثة.
فيما أكدت أخصائية الإرشاد النفسي زهراء العلوي أن الخيانة الرقمية باتت أحد أبرز أنواع العنف النفسي والرقمي التي تتشكل منذ الطفولة، مشيرة إلى أن التنشئة الجافة غير الداعمة تُعد عاملًا رئيسيًا يدفع الأفراد إلى البحث عن إشباع احتياجاتهم النفسية بطرق غير سليمة عبر الفضاء الإلكتروني.
وأوضحت العلوي أن الشخص الذي ينشأ في بيئة دافئة توفر له الأمان والقبول والاحترام والرعاية، يصبح أكثر قدرة على بناء علاقات أسرية وزوجية صحية، وأكثر تحصينًا أمام المغريات الرقمية التي تهدد استقرار العلاقات. أما من يفتقد هذه الأسس، فيميل إلى تعويض نقص الاحتواء والاهتمام باللجوء إلى تفاعلات إلكترونية سرّية تُمهّد للخيانة الرقمية.
واستعرضت الأخصائية عددًا من الحالات التي تعاملت معها، حيث تكرّر فيها نمط واضح غالبًا ما يحملون تاريخًا من الحرمان العاطفي وضعف التواصل داخل الأسرة، ما يجعلهم أكثر عرضة للانخراط في علاقات افتراضية بحثًا عن شعور مفقود بالاطمئنان أو التقدير.
وشددت العلوي على ضرورة تعزيز الوعي الأسري بأهمية التنشئة المشبعة عاطفيًّا، وبناء مهارات التواصل داخل المنزل، باعتبارها خط الدفاع الأول للوقاية من الخيانة الرقمية وتداعياتها على استقرار الأسرة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك