وزير الصناعة: تبسيط الإجراءات وتحديث الأطر التنظيمية وجعل عمليات الاستثمار أكثر وضوحا
أبوابنا مفتوحة للمستثمرين ورواد الأعمال للاستماع لفرصهم وتحدياتهم
دشنت المجموعة الإعلامية العالمية «The Business Year» -وهي مجموعة تعمل على تزويد المستثمرين والشركات والحكومات برؤى مباشرة حول الأسواق الاكثر ديناميكية في العالم- التقرير الاقتصادي الدولي «البحرين 2025-2026: بوابة استراتيجية إلى الأسواق العالمية»، في أول إصدار تخصصه المجموعة للمملكة، وذلك بحضور عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، ومشاركة نخبة من كبار المسؤولين وصناع القرار والرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال.
ويعد هذا الإصدار ثمرة 8 أشهر من البحث الميداني، شمل أكثر من 160 مقابلة حصرية مع وزراء وصنّاع سياسات وقادة القطاعات الاقتصادية في المملكة، ليسلط الضوء على التوجهات الاقتصادية للبحرين، ومكانتها المتنامية كبوابة استراتيجية تربط الأسواق الإقليمية والعالمية ببيئة أعمال مرنة وجاذبة.
وأكد وزير الصناعة والتجارة عبدالله بن عادل فخرو في كلمته خلال الحفل أن إطلاق هذا الإصدار يعكس تزايد الاهتمام العالمي بالاقتصاد الوطني، والمزايا التنافسية التي تقدمها البحرين للمستثمرين، مشيدًا باختيار المملكة إصدار أول نسخة مخصصة من قبل ذا بزنس يير.
وقال فخرو: «هذا الإصدار الأول الخاص بالبحرين يسلّط الضوء على أمر مهم: تنامي الاهتمام العالمي باقتصادنا والمزايا الفريدة التي نقدمها للشركات. وقد عملت وزارة الصناعة والتجارة كشريك حكومي لضمان أن البيانات والرؤى المقدّمة تعكس الواقع الاقتصادي الحقيقي وديناميكيات بيئة الأعمال، والأهم من ذلك أولويات المملكة للمستقبل، والجهود التي تُبذل لضمان استمرار تقدم الاقتصاد بشكل إيجابي».
وأضاف الوزير: «الشعار المختار لهذا العام -البوابة الاستراتيجية للأعمال العالمية- يمثل ما أصبحت عليه البحرين اليوم: بيئة تمكن الشركات من الوصول إلى الأسواق العالمية بوضوح ومرونة وسرعة، وتوفر خدمات عالمية المستوى بأسعار تنافسية، وتمنح الفرصة للاستفادة من أهم أصول المملكة، وهي كوادرنا الوطنية، التي لا مثيل لها في المنطقة من حيث المهارات والخبرة والمعرفة».
وأوضح فخرو أن المملكة نفذت خلال السنوات الماضية سلسلة من الإصلاحات الداعمة للتنافسية؛ حيث عملنا على تبسيط الإجراءات، وتحديث الأطر التنظيمية، وجعل عمليات الاستثمار أكثر وضوحًا وقابلية للتنبؤ، وهذه التغييرات ملموسة في تجربة الشركات التي تتأسس هنا وتكبر هنا وتصدّر من هنا.
واختتم: أبوابنا مفتوحة للمستثمرين ورواد الأعمال، للاستماع لفرصهم وتحدياتهم وضمان دور أكبر للقطاع الخاص في المرحلة المقبلة من التنمية الاقتصادية. سنواصل العمل مع الجميع لبناء اقتصاد متصل بالعالم وجاهز للمستقبل.
من جانبه، ألقى زايد الزياني وزير الصناعة والتجارة الأسبق رئيس مجلس إدارة «استثمارات الزياني» كلمة تناول فيها مستقبل بيئة الاستثمار في البحرين، مشيرًا إلى أهمية التفكير فيما يمكن فعله لتحسين المشهد المحلي وتعزيز مرونته أمام التحولات العالمية.
وقال الزياني: «بينما نمتلك العديد من المزايا التنافسية، أطرح سؤالًا أساسيًا: ما الذي يمكننا القيام به في البحرين لنصبح أفضل؟ العالم يتجه نحو حماية أكبر، ومجتمع الأعمال يركز على التحولات العالمية، لكنني أرى أن تأثير البحرين المباشر من هذه التحولات محدود. ما يمكننا التأثير فيه حقًا هو مشهدنا المحلي».
وأضاف: «علينا الاستفادة من حجمنا المرن وقدرتنا على التحرك بخفة لنتمكن من الإبحار تحت الرادار، والخروج من دون أذى من التقلبات العالمية. يجب أن نركز على جعل بيئة الاستثمار أكثر مرونة وصلابة لمواجهة التحديات».
واسترسل الزياني في كلمته مشدداً على أن عام 2026 عام استثنائي لمستقبلنا الاقتصادي، لافتاً أن هناك انتخابين مهمين سيكون لهما تأثير مباشر على كل من يمارس الأعمال في هذا البلد. وقال: «أعتقد أننا نتفق جميعًا على أننا بحاجة إلى العمل بوضوح، وبحاجة إلى التزام جاد ومشاركة من جميع الأطراف لدفع عجلة التغيير الاقتصادي.
وقال: أنا مؤمن بأن الفرص تولد من رحم الأزمات، وأن بناء المرونة داخل مجتمع الأعمال هو ما سيجعل الشركات قادرة على تجاوز الرياح المعاكسة».
واختتم: «بعد تجربتنا في الاستثمار داخل البحرين وخارجها أؤكد بدون أي تردد أن البحرين تبقى من أفضل الوجهات الاستثمارية في العالم، بفضل المواهب، ورأس المال، والخدمات اللوجستية، وتكاليف التشغيل المعقولة. وعلى الأعمال المبنية على أسس قوية. ستبقى البحرين أرضًا خصبة للازدهار».
بدورها، أعربت صفاء عبدالخالق الرئيس التنفيذي لصادرات البحرين، عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الذي يسلط الضوء على البيئة الريادية في المملكة، مؤكدة دور صادرات البحرين في دعم الشركات البحرينية وتوسّعها عالميًا.
وقالت عبدالخالق: «وجود صادرات البحرين في هذا الحدث يأتي تأكيدًا لدورها المحوري في دعم ريادة الأعمال، وتمكين الشركات البحرينية من النمو والتوسع في الأسواق العالمية. نحن نؤمن بأن بيئة الأعمال في البحرين تمتلك مقومات تنافسية استثنائية، ومن واجبنا أن نكون شريكًا داعمًا لكل رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني».
وأضافت: «نسعى عبر برامجنا إلى تسهيل وصول المنتجات البحرينية إلى أسواق جديدة، وتوفير الأدوات التي تساعد الشركات على المنافسة عالميًا. وإبراز هذه القصص في منصات دولية مثل ذا بزنس يير يعزز حضور البحرين ويعكس نجاح منظومتها الريادية».
كما أكد الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية أن تجربة البحرين مع استضافة سباق الفورمولا وان تمثل نموذجًا عالميًا في كيفية توظيف الفعاليات الرياضية الكبرى في تحفيز الاقتصاد الوطني.
وقال: «استضافة الفورمولا وان ليست مجرد سباق، بل منظومة اقتصادية متكاملة أثبتت قدرتها على تنشيط مختلف القطاعات مثل السياحة، والضيافة، والنقل، وتجارة التجزئة، والخدمات اللوجستية. هذا الحدث وضع البحرين على خارطة الفعاليات الكبرى في العالم، ورسخ مكانتها كوجهة دولية تستقطب الاستثمارات والزوّار».
وأضاف: «الأثر الاقتصادي للفورمولا وان ليس لحظيًا، بل يمتد طوال العام، ويصنع فرصًا متجددة للشركات الصغيرة والمتوسطة. وهذه التجربة تؤكد أهمية الابتكار والاستثمار في الفعاليات ذات القيمة العالمية».
ويبرز الإصدار الاقتصادي الجديد مكانة البحرين باعتبارها اقتصادًا يتمتع بمرونة وتنافسية، ويمتلك مقومات جذب استثماري واضحة تشمل البيئة التنظيمية، والمواهب الوطنية، والبنية التحتية، والاتصال الإقليمي والدولي.
وأكدت كلارا كوروميناس رومب مديرة مكتب مجموعة «ذا بزنس يير» في البحرين أن إطلاق هذا الإصدار يجسّد مستوى الثقة المتنامي بين المجموعة والقطاعين العام والخاص في مملكة البحرين. وأشارت إلى أن المشاركة الواسعة وجودة الحوار تعكسان طموح المملكة وجاهزيتها، مؤكدة تطلع المجموعة إلى نقل هذه التجارب الوطنية إلى منصة عالمية.
وشهدت الفعالية جلسة حوارية مع خالد عبدالرحمن الماجد الرئيس التنفيذي لشركة «إدامة»، استعرض خلالها استراتيجية الشركة الاستثمارية ومحفظتها المتنوعة ومشاريعها ذات البعد المجتمعي، ودورها في دعم الأهداف الاقتصادية لمملكة البحرين. كما تضمن البرنامج حلقة نقاشية متعددة القطاعات بعنوان «دور القطاعات الرئيسية في تعزيز مكانة البحرين كبوابة عالمية»، شارك فيها كل من الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية، ومريم حسن مصطفى الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب، وصفاء عبدالخالق الرئيس التنفيذي لصادرات البحرين، وعثمان أحمد الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك البحرين الوطني، حيث تناول المتحدثون فرص التطوير في قطاعاتهم ودورها في تعزيز تنافسية المملكة وجاذبيتها الاقتصادية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك