بيئة تشريعية وبنية تحتية وتقنيات متطورة عززت من مكانة دول الخليج في الصناعة عالميا
المنطقة تصدر نحو 120 مليون طن سنويا من الكيماويات والبتروكيماويات ما يمثل 11% من إجمالي الإنتاج العالمي
افتتح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة مجموعة بابكو انرجيز، فعاليات المنتدى السنوي التاسع عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (GPCA) تحت شعار «تحفيز التنافسية من خلال الشراكات الاستراتيجية» الذي يقام تحت رعاية سموه ويستمر حتى 11 ديسمبر الجاري.
وشهد حفل الافتتاح حضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس مجلس الإدارة السابق للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وعدد من كبار المسؤولين، إلى جانب مشاركة واسعة من ممثلي الجهات الصناعية الإقليمية والدولية.
وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أن استضافة مملكة البحرين هذا الحدث الصناعي العالمي للمرة الأولى تمثل محطة مهمة في مسيرة التطور التي يشهدها قطاع الطاقة في المملكة، وترسخ مكانتها كمركزٍ إقليمي قادرٍ على احتضان الفعاليات الدولية الكبرى، مشيرًا إلى أن المنتدى يعكس التزام المملكة بدعم المبادرات التي تعزز الابتكار والاستدامة وتسهم في بناء منظومة صناعية أكثر قدرة على مواجهة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وقال سموه: «نؤمن في مملكة البحرين بأهمية بناء شراكات فاعلة تجمع بين قادة الصناعة وصنّاع السياسات والخبراء والشباب، بما يفتح آفاقًا جديدة أمام تطوير قطاعي البتروكيماويات والكيماويات ويدعم تبادل المعرفة والخبرات، حيث يُعد هذا المنتدى منصة رائدة تسهم في صياغة رؤى مبتكرة نحو مواصلة الدفع بعجلة التطوير الصناعي في المنطقة».
وأضاف سموه أن إقامة المعرض المتخصص بمشاركة أكثر من 300 شركة عالمية يعكس المكانة المتنامية لمملكة البحرين كوجهة رئيسية لعرض الابتكارات الصناعية والتقنيات المتقدمة في قطاعي البتروكيماويات والكيماويات، مؤكدًا أن المعرض يسهم في تنمية التواصل مع الشركات الرائدة وتبادل الخبرات وبناء شراكات نوعية بين المشاركين.
وشهد حفل الافتتاح كلمة للمهندس عبدالرحمن الفقيه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة (SABIC)، تلتها كلمة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ.
كما شهد الحفل إعلان الفائز بجائزة جيبكا للروّاد في نسختها السابعة، والتي نالها المغفور له بإذن الله الدكتور إبراهيم بن سلمة نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة (SABIC)، حيث تسلّم الجائزة أفراد أسرته نيابة عنه، وتم عرض فيلم قصير يستعرض مسيرته وإسهاماته، حيث ألقى السيد عبدالوهاب السعدون الأمين العام في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا» كلمة تطرق فيها إلى أهمية الجائزة ومكانتها المرموقة، وأشاد بمناقب الفقيد الدكتور إبراهيم بن سلمة وإسهاماته طوال مسيرته المهنية.
ويشارك في المنتدى نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم لبحث أبرز الاتجاهات والتحديات في قطاع الكيماويات، منها التحولات الرقمية والتطورات الجيوسياسية واستعراض الممارسات والمبادرات الداعمة للابتكار والاستدامة، إضافة إلى منتدى جيبكا للشباب الذي يوفر منصة للتواصل المباشر مع قادة الصناعة واستكشاف الفرص الواعدة في قطاعي الكيماويات والبتروكيماويات.
كما يتضمن المنتدى العديد من الفعاليات المصاحبة والمبادرات منها مبادرة «ستارت أب نيكسوس» المخصصة لدعم الشركات الناشئة، والدورة الثالثة من برنامج «تبادل حلول جيبكا»، وجناح جيبكا للاستدامة، والمعرض المصاحب الذي يشهد مشاركة أكثر من 300 شركة من مختلف دول العالم لعرض أحدث التقنيات والدراسات المتعلقة بالقطاع.
وأكد عبدالرحمن فقيه، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، أن استضافة البحرين للمنتدى السنوي التاسع عشر للاتحاد تمثّل محطة مفصلية تأتي في وقت يشهد فيه قطاع الكيماويات العالمي تحولات عميقة وسريعة تؤثر مباشرة في مستقبل الصناعة في دول مجلس التعاون.
وقال فقيه خلال كلمته الافتتاحية إن أسواق الطاقة والكيماويات تشهد تغيرات متسارعة وتحديات معقدة، إلا أنها في الوقت نفسه تفتح فرصًا كبيرة أمام دول الخليج التي أصبحت اليوم واحدة من أكثر المراكز تنافسية وتكاملاً في قطاع الكيماويات عالميًّا.
وأوضح فقيه أن قطاع الكيماويات يشكّل ركيزة أساسية للتنويع الاقتصادي في دول المجلس، إذ يسهم بما يقارب ثلث القيمة المضافة للصناعة ويمثل أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى دوره في خلق الوظائف وتطوير الصناعات التحويلية.
وأكد أن الصناعة الخليجية تمتلك القدرة على قيادة الحلول منخفضة الكربون في العالم، رغم إسهاماتها المحدودة في الانبعاثات مقارنة بدورها الحيوي في إنتاج منتجات تدخل في تصنيع الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمركبات الكهربائية، ومواد المستقبل. ولفت إلى أن الشركات الخليجية تستثمر بكثافة في الاستدامة والدائرية وإعادة التدوير والاحتجاز الكربوني والتقنيات الرقمية.
وشدد فقيه على أهمية تعزيز تبني التقنيات الحديثة، وتوفير سياسات تنظيمية داعمة وبيئة استثمارية محفزة، إضافة إلى تعزيز الشراكات على المستويين الإقليمي والدولي، معتبرًا أن التعاون أصبح «ضرورة لا غنى عنها» لدعم مرونة الصناعة وكفاءتها ونموها على المدى الطويل.
بدوره، استعرض وزير النفط والبيئة الدكتور محمد مبارك بن دينة بدايات البحرين في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن المملكة كانت أول دولة في المنطقة تكتشف النفط بكميات تجارية عام 1932، وأول من دشّن مصفاة حديثة في الخليج عام 1936، ما رسّخ مكانتها كدولة رائدة في قطاع الطاقة لعقود.
وأوضح الوزير أن البحرين استطاعت، بفضل رؤية قيادتها، أن تعيد ابتكار نفسها باستمرار، مستفيدة من صغر حجمها للتحرك بسرعة وكفاءة، ومستثمرة في كوادرها الوطنية، ومتجهة نحو الابتكار والاستدامة لضمان أن ينعكس التقدم على مستوى الخليج بأكمله.
وأشار إلى التطور المستمر في قطاع التكرير رغم التحديات، مؤكدًا أن البحرين حققت مؤخرًا رقماً قياسياً في مصفاة بابكو حيث بلغ الإنتاج 405 آلاف برميل يوميًا، وهو إنجاز جاء بفضل الدعم والمتابعة المباشرة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وأكد بن دينة أن الشراكات الخليجية في قطاعي النفط والكيماويات أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي، لافتًا إلى أن جيبكا يلعب دورًا محوريًا كصوت موحد لصناعة الكيماويات الخليجية في المحافل الدولية، خصوصًا في ملفات المناخ والتشريعات المرتبطة بالمواد البلاستيكية.
وفي ختام كلمته، رحّب الوزير بضيوف البحرين، معربًا عن تقديره لاختيار المنامة لاستضافة المنتدى، وداعيًا المشاركين لزيارة معالم المملكة واكتشاف تاريخها وثقافتها.
بدوره، قال صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله آل سعود، رئيس مجلس الإدارة السابق للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، في تصريح للصحفيين على هامش المنتدى السنوي التاسع عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، إن انعقاد المنتدى هذا العام في البحرين يشكّل محطة رئيسية تعكس أهمية الدور المتنامي الذي تلعبه صناعة الكيماويات الخليجية على مستوى الاقتصاد العالمي.
وأوضح سموه أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية تجمع قيادات حكومية وصناعية وخبراء من مختلف دول العالم، ما يتيح فرصة فريدة لمناقشة التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع، وبحث آليات تعزيز القدرة التنافسية للصناعة الخليجية في ظل بيئة اقتصادية وتقنية تتغير بوتيرة غير مسبوقة.
وأكد الأمير سعود أن «سابك» ترى في المنتدى فرصة لتبادل الخبرات وتسريع الابتكار، وتسليط الضوء على مبادرات الاستدامة والاقتصاد الدائري التي تقودها الشركات الخليجية، مشيرًا إلى أن التعاون الإقليمي والدولي بات عنصرًا أساسيًا لضمان استدامة النمو واستشراف مستقبل الصناعة.
وأضاف سموه: «إن صناعة الكيماويات في دول مجلس التعاون تمثل أحد الأعمدة الرئيسية للتنويع الاقتصادي، ودورها أصبح أكثر أهمية خلال مرحلة انتقال الطاقة عالميًا، ونحن في سابك نؤمن بأن الشراكات والتقنيات المتقدمة ستقود المرحلة المقبلة نحو صناعة أكثر كفاءة واستدامة».
من جانبه، كشف الدكتور عبدالوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، أن دول مجلس التعاون تُعد اليوم لاعبًا محوريًا في صناعة الكيماويات عالميًا، حيث تصدر المنطقة نحو 120 مليون طن سنويًا من الكيماويات والبتروكيماويات، ما يمثل 11% من إجمالي الإنتاج العالمي.
وأكّد السعدون أن هذا النمو اللافت لم يكن ليتحقق لولا البيئة التشريعية المتقدمة في دول الخليج، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية الصناعية، إلى جانب الاعتماد الواسع على التقنيات الحديثة التي أسهمت في رفع كفاءة الإنتاج وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع على المستوى الدولي. وأضاف قائلاً: «إن صناعة الكيماويات الخليجية باتت اليوم نموذجًا عالميًا في التكامل الصناعي، وقدرتها على مواكبة التغيرات التقنية والتنظيمية التي يشهدها القطاع عالميًا«.
وعن أهمية المنتدى، أوضح السعدون أن انعقاد منتدى جيبكا هذا العام في البحرين يشكل منصة استراتيجية تجمع صناع القرار وقادة الصناعة والخبراء من مختلف دول العالم، لبحث التحديات والفرص التي تواجه القطاع، خصوصًا في ظل التحول العالمي نحو الاستدامة وخفض الانبعاثات. وأشار إلى أن المنتدى يسهم في تعزيز التعاون بين الشركات الخليجية والعالمية، وتطوير الشراكات، وبناء رؤية مشتركة لمستقبل الصناعة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك