في حديث خاص لـ«خبار الخليج»، أكد رضا منفردي النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي للجوجيتسو رئيس الاتحاد البحريني للجوجيتسو، أن ما تشهده الرياضة البحرينية من طفرة وإنجازات هو ثمرة دعم واهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مشيدًا برؤيتهما في تطوير الرياضة البحرينية ورفع رايتها في مختلف المحافل الدولية.
وفي هذا الحوار يتحدث منفردي عن محطات مسيرته الرياضية، وتحدياته، وإنجازاته، ورؤيته لمستقبل الجوجيتسو في البحرين.
1- لو تستذكر لنا مسيرتك في سطور، وما وصلت إليه الآن كرئيس الاتحاد البحريني للجوجيتسو، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي؟
استذكر لك من بداية محطاتي والأحب إلى قلبي، اثنين لا ثالث لهما وهما الفنون القتالية والخيل، عشتهما ولم أعش شيئًا غيرهما.
منذ صغري كنت عاشقًا للفنون القتالية، وعلى الرغم من قلة الألعاب آنذاك، حيث كانت تقتصر على التايكوندو والكاراتيه، بدأت ممارسة الفنون القتالية في عمر الثالثة عشرة من خلال لعبة كورية تُدعى «هاب كيدو»، أحببتها من أول يوم انضممت لها، وعرفت حينها أن هذا هو الطريق الذي سأبدأ منه مسيرتي.
شاركت في أول بطولة خارجية مع المنتخب في فنلندا - هلسنكي عام 1995، وحصلت على ثلاث ميداليات ذهبية في عدة ألعاب تحت إشراف المدرب الكوري.
وفي العام ذاته تعرضت لحادث بليغ أدى إلى كسر في الرقبة تسبب في شلل كامل، وخضت فترة طويلة من العلاج، وبرحمة الله، تعافيت تمامًا وعدت لأكمل دراستي في أمريكا وواصلت مسيرتي الرياضية بكل شغف.
وأعتقد أن هذا الحادث كان نقطة التحول في حياتي، فلو لم يحدث ربما لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
في أمريكا اكتشفت لعبة الجوجيتسو، تدربت عليها واكتسبت خبرة كبيرة فيها، وبعد عودتي إلى البحرين نقلت خبراتي وأسست أول أكاديمية للتدريب، كوني أول من مارس ودرب هذه اللعبة محليًا.
وعلى الرغم من أن اللعبة كانت مجهولة حينها، إلا أن الأكاديمية لاقت إقبالًا، وضمت نخبة من المدربين البرازيليين المعتمدين، ولا تزال حتى اليوم قائمة وتخرج أبطالًا. كنت أشارك ولاعبو الأكاديمية في بطولات خارجية على حسابنا الخاص، نظرًا لعدم وجود منتخبات حينها، وحققنا إنجازات باسم البحرين.
وفي عام 2017 شرفني جلالة الملك المفدى بمنحي وسام الكفاءة، وهو وسام أعتز به كثيرًا، ثم تم اختياري من قبل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة رئيسًا للاتحاد البحريني للجوجيتسو، وهو دائمًا ما يقدر ويدعم الرياضيين الأكفاء في المملكة.
2- كيف تقيم مستوى لاعبي منتخبنا هذا الموسم في مختلف البطولات؟
هذا الموسم من أكثر المواسم التي أنجزنا فيها، وأعلم بحكم خبرتي كلاعب ومدرب سابق أن تحقيق كل هذه الإنجازات في موسم واحد أمر صعب، ولكن بفضل الله تمكنا من حصد العديد من الميداليات الملونة في مختلف البطولات الخارجية، من بينها أربع ميداليات في بطولة العالم.
وسبب هذا النجاح هو العمل الإيجابي والتعاوني داخل الاتحاد، فأنا دائمًا أعمل بجد وأمنح كل شخص مسؤولياته، ولا أدخل العاطفة في العمل، حيث الإدارة الصحيحة والعمل المنظم هما سر النجاح الحقيقي.
3- بعد المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب بالمملكة، ما تقييمك لأداء اللاعبين، وبالأخص بعد حصول بيدرو جيسوس على الميدالية البرونزية؟
شاركنا بثلاثة لاعبين فقط بسبب الفئات العمرية والأوزان، ولله الحمد حققنا ميدالية برونزية عن طريق اللاعب بيدرو، ولم نخرج خالين الوفاض.
كنت مرتاحًا وسعيدًا بالمستوى والنتيجة، ولكن بصراحة لم أكن راضيًا تمامًا، لأن طموحنا كان الذهب.
ورغم ذلك، فإن ما تحقق يعد خطوة مهمة للمستقبل ومؤشرًا لقدرة لاعبينا على المنافسة القوية في قادم البطولات.
4- كيف تقيمون أداء منتخبنا في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في البحرين، وما أبرز الإنجازات التي تحققت؟
حقق منتخبنا نتائج مميزة جدًا في البطولة التي أقيمت على أرض المملكة، وتمكن لاعبونا من حصد عدد من الميداليات الملونة، سواء في فئة الرجال أو السيدات، مما يعكس تطور المستوى الفني العام للعبة ونجاح برامج الإعداد التي اعتمدناها قبل البطولة.
5- لاحظنا تفوق العنصر النسائي وحصوله على عدة ميداليات ذهبية، كيف تقيمون هذا الأداء؟
بحكم أن اللعبة تتضمن احتكاكًا مباشرًا، كان من الصعب في السابق انخراط العنصر النسائي فيها، لكن بفضل وعي المجتمع البحريني وتفتح الفكر الرياضي، انضمت إلينا مجموعة من اللاعبات المتميزات اللواتي شاركن في بطولات خارجية وحققن إنجازات لافتة، مثل صغرى والآلاء وإيما.
وفي الآونة الأخيرة نلاحظ زيادة الإقبال النسائي على اللعبة، وهذا يبشر بالخير لمستقبلها.
6- ما الدور الذي يقوم به الاتحاد والمجلس لتطوير العنصر النسائي وضمان استمراريته في البطولات القادمة؟
بتوجيهات من سمو الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، رئيس المجلس البحريني للألعاب القتالية، يتم التركيز دائمًا على تطوير الألعاب القتالية، والاهتمام بالعنصر النسائي خصوصًا.
نحرص على أن نمنح اللاعبات نفس الاهتمام الذي يحظى به اللاعبون، سواء في التدريب أو المشاركات، ونهدف إلى الارتقاء بمستواهن في البطولات القادمة.
7- ما رأيك في إنجازات المنتخب في بطولة العالم للجوجيتسو التي أقيمت مؤخراً في تايلاند؟
كنت متأكدًا قبل البطولة أننا سنحقق ميداليات، وخصوصًا في فئة الأساتذة التي شارك فيها اللاعبون المتميزون بدر الدوسري، عيسى عبدالعزيز، ود. أحمد العرادي، وحقق كل منهم ميدالية برونزية.
كما حقق عبدالله الشيخ برونزية في فئة الكبار، وتمكنا من تحقيق أعظم إنجاز في البطولة عبر اللاعب بيدرو الذي أحرز الميدالية الذهبية، وهي الأولى لنا في بطولات العالم في هذه الفئة.
أنا فخور جدًا بهذا الإنجاز الكبير، وبالكم من الميداليات التي رفعت اسم البحرين عاليًا في هذا المحفل العالمي.
8- ما التحضيرات التي تم اتخاذها لضمان أفضل أداء للاعبينا في هذه المشاركة العالمية؟
نحرص دائمًا على وضع خطط مسبقة للمشاركات الخارجية، تتضمن برامج تدريبية مكثفة وتدريبات يومية، إلى جانب إقامة معسكرات داخلية لإعداد اللاعبين فنيًا وبدنيًا قبل خوض البطولات الدولية.
9- كيف يساهم المجلس في دعم الاتحادات والمنتخبات الوطنية، خصوصًا اتحاد الجوجيتسو؟
بتوجيهات من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، اصبحت جميع الألعاب القتالية تحت مظلة واحدة. وهي مظلة المجلس البحريني للألعاب القتالية. هذا التنظيم ساهم في توحيد الجهود، وتسهيل العمل، وتعزيز التعاون بين الاتحادات لتحقيق الأهداف المشتركة.
10- كيف انعكس التعاون بين الاتحاد والمجلس على رفع مستوى اللاعبين وتوفير بيئة احترافية؟
بتوجيهات من سمو الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، رئيس المجلس للألعاب القتالية واهتمامه الكبير، نعمل باستمرار على تطوير اللاعبين، وتوفير بيئة تدريبية احترافية تضم مدربين معتمدين وبرامج إعداد متقدمة. هذا الدعم انعكس بشكل مباشر على مستوى المنتخبات، وأثمر عن نتائج مشرفة في مختلف المحافل الدولية.
11- ما هي خطط الاتحاد لتطوير مستوى اللاعبين بشكل عام؟
لدينا خطط تطويرية حديثة كل موسم، فنحن نعمل بنظام ديناميكي متجدد، ونهدف إلى زيادة البطولات المحلية لاكتشاف مزيد من المواهب.
كلما زادت المنافسات، اكتشفنا وجوهًا جديدة يمكن ضمها إلى المنتخبات الوطنية، ومع كل إنجاز يتجدد الطموح للمزيد.
12- هل هناك خطط لضم لاعبين جدد هذا الموسم، وما المعايير المتبعة للاختيار؟
بالتأكيد كلما زادت البطولات التي ينظمها الاتحاد، انضم إلينا لاعبون جدد.
كما أن المدارس الخاصة التي تقدم برامج تدريبية في اللعبة تسهم بشكل كبير في رفد المنتخبات الوطنية بعناصر شابة متميزة، وهذا ما يجعل عملية التجديد مستمرة.
13- كلمة أخيرة
في ختام حديثي أشيد بالدور الريادي من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، اللذين يجسدان برؤيتهما الثاقبة وقيادتهما الملهمة نموذجًا في تطوير الرياضة البحرينية، ودفعها نحو آفاق من الإنجاز والنجاح غير المسبوق.
كما أتوجه بالشكر إلى سمو الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة على دعمه المستمر وتذليله لكل الصعوبات التي تواجه مسيرة العمل الرياضي.
وأخيرًا أتوجه بالشكر إلى صحيفة أخبار الخليج على هذا اللقاء، وعلى اهتمامها الدائم بتسليط الضوء على الرياضة البحرينية وإنجازاتها المتواصلة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك