لم تكتمل منافسات الجولة الأولى من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة للموسم 2025-2026، إذ حضرت فرق وغابت أخرى إما لارتباط لاعبيها بالمنتخب الوطني المشارك في كأس التحدي المقام في الأردن، وإما لتأجيل بعض المباريات، إذ اقتصرت الجولة على ثلاث مباريات، فاز فيها النجمة والنبيه صالح والنصر على التضامن والمعامير والبسيتين.. في هذه الوقفة نستطلع رأي مدربي الفرق الستة التي خاضت مبارياتها الافتتاحية.
فزنا والأداء متذبذب
قال الكابتن يوسف عبدالواحد مدرب طائرة نادي النجمة: صحيح بأن فريقه خرج فائزا من مباراته أمام فريق التضامن إلا أن الأداء جاء متذبذبا على مدار الأشواط الخمسة التي استغرقتها المباراة.
وأشاد الكابتن يوسف بأداء طائرة التضامن وقال: إن اللاعبين المستقطبين كانت بصمتهم واضحة، مؤكدا أن النجمة ناد كبير، والفريق قدم شوطا أوليا مثاليا، غير أن عدم استقرار الكرة الأولى أثر على المردود، واستثمر المنافس هذا الأمر، واضطررنا إلى إجراء بعض التغييرات التي من شأنها أن تعيد الاستقرار الى الكرة الأولى وهذا ما حدث لينعكس ذلك على الفعالية الهجومية.
ويتأمل مدرب النجمة أن تتحسن الأمور التي من شأنها أن تنعكس على الفريق ليتسنى له تقديم المستويات الأفضل خلال المباريات القادمة.
قدمنا شوطين مثاليين
وقال الكابتن يونس الهدار مدرب طائرة نادي التضامن: إن انطلاقة مباراة فريقه أمام النجمة شكلت ضغطا واضحا على لاعبي فريقه مع بداية الشوط الأول، ومع ذلك سعى لاعبوه إلى امتصاص حماس الخصم وقراءة أسلوب لعبه بدقة، وأسهم ذلك عن منح التضامن أفضلية فنية خلال الشوطين الثاني والثالث، إذ ظهر الفريق أكثر انسجاما وتنظيما داخل الميدان.
وتابع مدرب التضامن قائلا: إن مجريات الشوط الرابع حملت منعطفا مهما في اللقاء، إذ وقع لاعبوه في حالة استعجال واضحة، أوقعهم في سلسلة من الأخطاء الفنية المتتالية في لحظات حساسة، وأضاف بأن الأمور زادت صعوبة بعد إشراك فريق النجمة لعدد من لاعبيه أصحاب الخبرة، ما أعاد الضغط على لاعبي التضامن وأفقدهم التركيز في عدة محطات.
وتحدث الهدار عن الشوط الفاصل وقال: إن فريقه عانى مع نهاية الشوط من حدة الإرهاق وغياب الحلول الهجومية، والوقوع في أخطاء وصفها بالمباشرة .
وفي الشوط الخامس والحاسم، ومع اقتراب نهايته وارتفاع حدة الإرهاق وغياب الحلول الهجومية، ارتكب التضامن أخطاء وصفها بالمباشرة وكانت كفيلة بتبديد فرصة حسم المباراة لصالحه بحسب وصفه، ليخرج خاسرا على الرغم من الأداء القوي الذي قدمه في الشوطين الثاني والثالث.
ويرى مدرب التضامن بأنه رغم الخسارة التي مني بها فريقه، إلا أن الأداء يعد فاتحة إيجابية للفريق، إذ يعولون كجهاز فني على قدرة اللاعبين على تجاوز هذه المرحلة، والاستفادة من أحداث اللقاء لتصحيح الأخطاء ومعالجة جوانب القصور، استعدادا لتقديم مستويات أفضل في المباريات المقبلة.
مع الانسجام القادم أفضل
وعلق مدرب طائرة نادي النبيه صالح الكابتن فؤاد عبدالواحد على فوز فريقه على فريق المعامير وقال: إن الأداء في أول مباراة افتتاحية يعد جيدا، وإنه شخصيا توقع أن يقع لاعبوه في أخطاء كثيرة، على اعتبار أن الفريق اقتصر في إعداده على خوض ثلاث مباريات ودية.
ويرى مدرب النبيه صالح بأن فريقه يحتاج إلى متسع من الوقت ليكون أكثر تجانسا، متأملا أن يظهر لاعبوه بشكل أفضل في المباريات القادمة.
أمور تحتاج إلى التوقف عندها
وأبدى مدرب طائرة نادي النصر الكابتن حسن علي رضاه بشكل عام عن أداء فريقه أمام البسيتين وقال: نحن راضون عن الفريق في ظهوره الرسمي الأول.
ولفت مدرب النصر إلى وجود بعض الأمور وربما يقصد بها بعض الأخطاء والتي قال تحتاج منهم إلى التوقف عندها ومحاولة علاجها خلال الأيام القادمة.
ويرى الكابتن حسن علي بأن عودة لاعبه جاسم تركي تشكل إضافة مهمة لهم، لافتا إلى أن الفريق افتقد خدماته خلال الموسم الماضي، غير أنه حاليا بات جاهزا نظرا الى التزامه في الحصص التدريبية، وواضح أن لديه رغبة قوية لإثبات نفسه، وأن وجوده يعطي الفريق خيارات أكثر وتنافسا صحيا على مستوى المركز الذي يلعب فيه.
نسأل.. وننتظر
شهدت مواجهات الجولة الأولى من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة بعض اللقطات التحكيمية، كانت محل تحفظ واعتراض من قبل عدد من مدربي الفرق، في مشاهد أعادت إلى الواجهة سؤالا مشروعا بات يتكرر على ألسنة المتابعين: أين تقنية الفيديو (الجلنج)؟
وكأن لسان حال المتحفظين يقول بوضوح: لو كانت التقنية حاضرة، لقطعت الشك باليقين، ولحسمت الجدل في لحظته، من دون أن تترك مساحة للاجتهاد أو التأويل، ومن هنا ينبع تساؤلنا الصريح: هل غياب التقنية في هذه الجولة هو ظرف عابر ومؤقت بسبب انشغال معداتها في منافسات كأس التحدي العربي المقام حاليا في الأردن؟ أم أن هذا الغياب مرشح للاستمرار في بقية جولات الدوري؟
وإذا كانت تقنية الفيديو قد حضرت بنجاح لافت في منافسات الموسم المنصرم، وأسهمت في إنصاف العديد من الفرق، ورفعت من مستوى العدالة التحكيمية، فإن الموسم الحالي يبدو أكثر احتياجا إليها من أي وقت مضى، موسم استثنائي بكل المقاييس، تشهد فيه الفرق تنافسا محموما، وتتقارب فيه المستويات الفنية، ما يجعل أي قرار تحكيمي - مهما بدا صغيرا - قابلا لأن يكون فارقا في مسار مباراة أو حتى بطولة بأكملها.
نحن ندرك جيدا أن تكاليف تشغيل التقنية مرتفعة، وأن الأمر يتطلب تجهيزات فنية وكوادر متخصصة ومردودا ماديا مضاعفا جراء عدد المباريات 180 مباراة، لكن إذا كانت التقنية في المواسم السابقة «نعمة» أسهمت في تقليل الجدل وتعزيز الثقة بالقرارات التحكيمية، فإن وجودها في هذا الموسم بالذات هو «نعمتان»، لما له من دور في حماية سمعة البطولة، وصون العدالة التنافسية بين الفرق، واحتواء أي احتجاجات محتملة قبل أن تتفاقم.
وعليه، يبقى السؤال مفتوحا أمام المعنيين: هل سنشهد عودة قريبة لتقنية الفيديو في الجولات المقبلة، أم سنواصل متابعة الدوري في غياب أداة باتت اليوم جزءا لا يتجزأ من منظومة التحكيم الحديثة؟ نحن ننتظر الإجابة.
الاستغناء عن التسجيل الورقي
شهدت الجولة الافتتاحية الأولى من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة للموسم الرياضي 2025-2026 تطبيق نظام التسجيل الإلكتروني بشكل كامل، بعد الاستغناء نهائيا عن التسجيل الورقي الذي ظل حاضرا في المواسم السابقة جنبا إلى جنب مع النظام الإلكتروني.
وجاء هذا التحول في إطار توجه الاتحاد الى تطوير منظومة العمل التحكيمي والإداري، ومواكبة التحول الرقمي بما يضمن دقة البيانات وسرعة توثيق مجريات المباريات.
وقد أسهم التسجيل الإلكتروني في تسهيل عملية متابعة النقاط والإحصائيات وتوثيق المخالفات الفنية بشكل لحظي، إضافة إلى تقليل نسبة الأخطاء البشرية التي كانت واردة في التسجيل الورقي.
وينتظر أن تنعكس هذه الخطوة على مستوى التنظيم بالإيجاب في بقية جولات الدوري، لا سيما مع التوجه الى اعتماد أنظمة رقمية أكثر تطورا في الجوانب الفنية والإدارية، من شأنه يخدم اللعبة ويواكب تطورها المتسارع.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك