العمل جار على المشروع الدفاعي الخليجي المشترك «القبة الصاروخية»
اعتماد استراتيجية خليجية للذكاء الاصطناعي خلال ديسمبر الحالي
مفاوضات التجارة الحرة مع بريطانيا بلغت 95% من مراحلها واتفاقيات الاتحاد الأوروبي أكثـر تعقيدا بسبب العديد من التحديات
كتب: إسلام محفوظ- أمل الحامد
تصوير: عبد الأمير السلاطنة - محمد عبد الله
أكد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن القمة الخليجية التي تستضيفها مملكة البحرين تأتي في توقيت مهم جداً ولها أبعاد كثيرة، موضحا أنه سيكون لها مساران من حيث مناقشة الموضوعات المطروحة أمام القادة؛ قائلا: إن المسار الأول يتعلق بالعمل الخليجي المشترك، ويتعلق المسار الثاني بالشراكات والعلاقات الخليجية الدولية وخاصة في ظل مكانة الخليج المرموقة إقليمياً ودوليا.
وأشار خلال جلسة حوارية عقدت أمس بمقر المركز الإعلامي للقمة الخليجية الـ46، الى أن أهمية هذه القمة تأتي بعد اعتداءين آثمين تعرضت لهما دولة قطر، وهو ما سينعكس على مخرجات القمة وسيكون واضحاً في البيان مدى الصلابة الخليجية وحرص دول مجلس التعاون على نصرة الأشقاء والوقوف معهم، قائلا: «سعداء أن تكون إدارة القمة تحت قيادة الملك وإدارة المجلس الوزاري للدكتور عبداللطيف الزياني صاحب الخبرة الواسعة في مجال العمل الخليجي».
وأوضح البديوي أن العمل الخليجي المشترك يشمل عددا كبيرا من القطاعات السياسية، الأمنية، العسكرية، الإعلامية، التشريعية، بالإضافة إلى المشاريع الخليجية المشتركة مثل خط السكك الحديد، الربط الكهربائي، ومشروع الاندماج الإلكتروني.
مشروعات مشتركة
وقال: إن المشاريع المشتركة بين دول المجلس، الهدف منها الوصول إلى المواطن الخليجي وأن يلمس نتائجها، مؤكدا ان هناك بالفعل مشروعات قائمة، مثل مشروع الربط الكهربائي ويعمل بنجاح، قائلاً: «يمكن الكهرباء إذا انقطعت في الكويت خمس ثوانٍ تأتي الكهرباء من مسقط، وهي أبعد عاصمة عن مدينة الكويت، فهذا مشروع منتهي.
كما كشف عن بدء دول المجلس في مشروع جديد لتزويد جنوب العراق بالكهرباء عن طريق دولة الكويت، مشيراً إلى أن المشروع قائم وسيكتمل مستقبلا، وهو ما سيفتح مجالات لتزويد دول عربية أخرى في المنطقة، مؤكدا أن المشروع مربح ويغطي أي عجز محتمل، وله مردود مالي.
وأشار إلى أهمية مشروعات السكك الحديدية، حيث ستجعل التنقل أسهل بكثير، بحيث يمكن الوصول من الرياض إلى الكويت خلال ساعتين ونصف عبر القطار، وهو ما سيجعل المشروع ناجحاً ويقرب دول الخليج من بعضها بعضاً، مشيراً إلى مشروع السكك الحديدية المشتركة سيكون نقلة نوعية في التنقل سواء على مستوى الأفراد أو على المستوى التجاري ويدفع بالتجارة البينية.
اندماج إلكتروني خليجي
وكشف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن مشروع للاندماج الإلكتروني المشترك والذكاء الاصطناعي، قائلا: إيماناً بأهمية الذكاء الاصطناعي ومبادرة من الأمانة العامة، وبعد موافقة اللجنة الوزارية للحكومة الرقمية بدول مجلس التعاون، تم تشكيل فريق للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لدول المجلس في يونيو 2021، حيث يعمل هذا الفريق على تعزيز البحث والتطوير بين دول المجلس في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، وتطوير الخدمات الرقمية الحكومية من خلال الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إيجاد بيئة تنظيمية وتشريعات مرنة بين دول المجلس تتماشى مع متطلبات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
وقال: «سعياً للعمل المشترك لمواجهة هذه الطفرة المتميزة التي يعيشها العالم، توصلنا إلى العديد من القوانين والنظم أبرزها اعتماد الدليل الاسترشادي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المجلس عام 2020، واعتمدنا الإطار العام لتطبيق استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة في أكتوبر الماضي 2025، وتم أيضاً اعتماد الإطار العام للتنبؤ بالمناخ وإدارة الكوارث باستخدام الذكاء الاصطناعي 2025، وكما سيتم اعتماد استراتيجية خليجية للذكاء الاصطناعي في ديسمبر الجاري، مؤكدا وجود تنسيق قريب جداً في موضوع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي».
مواقف سياسية موحدة
وحول وحدة المواقف الخليجية تجاه القضايا الخليجية والدولية أكد أن المواقف السياسية الخليجية تؤكد سياستنا الخارجية الواحدة والمكانة الإقليمية والدولية ثابتة التي وصل إليها مجلس التعاون، موضحا أن المجلس يتلقى العديد من الرسائل الخارجية التي تطلب التقارب من مجلس التعاون بفضل الصوت الخليجي الواحد الذي يقدم الوساطات والمساعدات، مشيرا الى أن اختلاف الآراء بين دول المجلس أمر صحي وطبيعي ولكن يبقى في إطار تبادل الرأي ويبقى الصوت الخليجي الواحد المتفق عليه هو المتفق عليه.
وتطرق إلى إسهامات دول المجلس في الوساطات الدولية مثل الأزمة الأوكرانية، ودور دولة الإمارات في تبادل الأسرى بين طرفي النزاع، ونجاح قطر بالعديد من الوساطات الناجحة، واستضافة السعودية لأول مؤتمر يسعى لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، قائلا: «نحن ولله الحمد لاعبون أساسيون إقليميا ودولياً وفخورون بهذا الإنجاز».
القبة الصاروخية المشتركة
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، خلال رده على أسئلة الحضور على أن دول مجلس التعاون الخليجي متسقة سياسياً وتمتلك وجهة نظر واحدة وواضحة، وتقف في كل المواقف وقفة رجل واحد، وأن سياستها الخارجية موحدة، مؤكدا ان إسرائيل دولة مارقة اعتدت على دولة خليجية شقيقة وكان موقف المجلس قويا وموحدا.
وأشار الى أنه على إثر الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر، عقد القادة قمة استثنائية، وعُقد مجلس الدفاع المشترك استثنائياً في الدوحة لمناقشة التحديات والمتطلبات وما يجب القيام به للارتقاء أكثر بالعمل العسكري المشترك، وأكد أن وزراء الدفاع تبنوا خمس نقاط من شأنها دعم الارتقاء بالتعاون العسكري المشترك بين دول المجلس، كاشفا عن مشروع مهم جداً يتعلق بالقبة الصاروخية المشتركة الخليجية، وأن العمل جارٍ فيه مع الحلفاء، مؤكدا أن به العديد من النقاط الفنية إلا أنه مأمول أن يحقق نتائج في المستقبل القريب.
اتحاد جمركي
وأشار البديوي الى أن دول مجلس التعاون قطعت شوطاً كبيراً في الاتحاد الجمركي الخليجي، وقال: نعمل بشكل رائع جداً في هذا الاتجاه، رغما عن بعض التحديات التي يجب تجاوزها، مضيفا أن السوق الخليجية المشتركة، رغم ما تحقق من إنجازات، لا تزال هناك بعض الملفات التي لم تُستكمل بعد، وذلك في إطار اتفاقية اقتصادية موقعة بين دول مجلس التعاون تضم العديد من النقاط المتميزة، بهدف الوصول إلى التكامل الاقتصادي المنشود.
وأكد أن اتفاقيات التجارة الحرة تُعد من أهم الملفات التي يحرص عليها القادة، وقد وجهوا الأمانة العامة والفريق الخليجي التفاوضي المكوّن من الوزارات الخليجية المعنية إلى الاستعجال في هذا الموضوع الحيوي، وأوضح أن هناك ثلاث اتفاقيات بلغ العمل فيها مرحلة قريبة جداً من التوقيع، وهي مع باكستان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، مبيناً أن الجانب الفني من المفاوضات قد اكتمل، وأن دخول الاتفاقيات حيز النفاذ يتطلب استكمال الوثائق اللازمة.
وأضاف أن المفاوضات مع المملكة المتحدة بلغت 95% من مراحلها، إلا أن الـ5 % المتبقية تتضمن نقاطاً صعبة قد تضر دول المجلس إذا تم القبول بها، مؤكداً أهمية الوصول إلى اتفاقية تجارة حرة مع بريطانيا بالنظر إلى الاستثمارات الخليجية الكبيرة هناك والتجارة المتبادلة، وخاصة في قطاع البتروكيماويات.
وأشار إلى أن ملف الاتحاد الأوروبي يظل مختلفاً وأكثر تعقيداً، نظراً الى كونه يضم 27 دولة و27 مصلحة مختلفة، مؤكداً أن التأخير في دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا حيز النفاذ رغم توقيعها منذ عام 2016، يعكس التحديات في هذا المجال.



هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك