انبهار الخليجيين والزوار بإنجازات البيت الخليجي
استخدام تقنية الـVR لمحاكاة تجربة مشروع ربط السكة الحديدية في الخليج
تغطية: مروة أحمد
تصوير – حسين عبدالله
ونحن على أعتاب القمة الخليجية الـ 46 التي تستضيفها مملكة البحرين، احتضن متحف البحرين الوطني جناحا خاصا بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يرصد مسيرة الإنجازات التي حققها مجلس التعاون منذ التأسيس إلى اليوم.
«أخبار الخليج» حرصت على زيارة جناح القمة الخليجية الذي جاء بتصميم تفاعلي ومعروضات متعددة الوسائط، يقدم للزوار تجربة معرفية شاملة تسرد تاريخ المجلس، وتوثق إنجازاته في مختلف المجالات، من التأسيس وحتى اللحظة الراهنة.
وحظي الجناح منذ افتتاحه في الثالث عشر من نوفمبر الجاري بإقبال كبير من الزوار من مختلف الفئات العمرية، الذين عاشوا رحلة فريدة للتعرف على مسيرة مجلس التعاون بداية من التأسيس والتعاون الخليجي المشترك إلى الوحدة والتكامل.
في البداية كشف وليد الحمود رئيس جنـاح مجلس التعاون المُصاحب للقمة الخليجية الـسادسة والأربعين في مملكة البحرين لـ«أخبار الخليج» أن الجنـاح يضم تسع مناطق عرض ويتحدث عن 40 موضوعا رئيسيا ويتضمن 120 عنوانًا فرعيًا، كما يتناول المشاريع المستقبلية المرتبطة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منها مشروع ربط سكة الحديد إلى جانب مشروع الربط الكهربائي. جاء ذلك خلال جولة قامت بها «أخبـار الخليج» للجناح في متحف البحرين الوطني.
وأضاف الحمود أن الجناح يقدم صورة كاملة عن مسيرة مجلس التعاون منذ تأسيسه ويستعرض مراحل ما قبل التأسيس حتى العهد الحاضر، ويقدم محتوى تعريفيا عن جهود المجلس فيما يخص المرأة والطفل والشباب، والبيئة ومواجهة آثار التغيّر المناخي، ويستعرض كذلك أهم الملفات منها ملف التعاون العسكري والأمني.
وحول الاستعدادات لاستضافة مملكة البحرين القمة الخليجية الـ46 التي من المقرر انعقادها في الثالث من ديسمبر المقبل أكد الحمود أن المنامة سهلّت كافّة الاجراءات من خلال وزارة الخارجية لإطلاق الجناح في متحف البحرين ضمن الاستعداد لأعمال القمة، وأكد أن البحرين ليس بغريب عليها أن تحتضن مثل هذه المناسبات والفعاليات الخليجية باعتبارها من الدول الأعضاء الداعمة لمسيرة العمل الخليجي المشترك منذ تأسيس المجلس حتى العهد الحاضـر.
حضور منقطع النظير
ويحظى الجنـاح بحضور منقطع النظير من المواطنين والزوار الخليجيين للاطلاع على مرافقه، حيث وصف عدد منهم الجناح عبر «أخبار الخليج» بالفكرة العبقرية وذلك لإسهامها في استعراض تاريخ البيت الخليجي الذي تمتد سنوات طويلة قبل تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي هذا السيـاق قالت لميس فهد من المملكة العربية السعودية الشقيقة التي حضرت الى الجناح رفقة عائلتها انه أسهم باطلاع مختلف الأجيال والزوار من مختلف العالم القادمين إلى المتحف على عراقة العلاقات المتينة بين دول الخليج العربي بالإضافة إلى استيضاح مستقبل العلاقات الذي ركز على توطيد الوحدة بين هذه الدول من خلال مشروع السكة الحديدية الذي يعتبر من أهم المشاريع بالنسبة لمواطني هذه الدول باعتبار أن القرب الجغرافي لعب دورًا مهمًا في كثرة التنقل بين دول الخليج العربي وأن هذا المشروع سيمثل عنصرًا مهمًا في توسيع شبكة التنقل فيما بينها.
كما أوضحت ندى تركي القادمة من السعودية أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمكن خلال الجنـاح من استعراض أهم النقاط التي أسهمت في تعزيز العلاقات بين دول الأعضاء والتي انطلقت منذ سنوات طويلة، وأضافت أن الجنـاح يسهم في استعراض مختلف قطاعات التعاون والتبادل التجاري والاتفاقيات الموّقعة بين الأعضاء باللغتين العربية والانجليزية، ما يسهم في عرض هذه المنجزات على مختلف الزائرين للجناح في المتحف.
ومن سلطنة عمان حضر يعقوب الخمبشي رفقة زوجته الى الجنـاح، وقد أبدى إعجابه به حيث قال إن الجناح ممتاز وفكرته جيّدة باعتباره يعطي فكرة عن العلاقات الخليجية قبل تأسيس مجلس التعاون والمراحل التي مرّ بها خلال التأسيس، وأن اللفتة طيبّة لاطلاع الأجيال الجديدة على عمق علاقات البيت الخليجي بالإضافة إلى ادراج التقنيات الجديدة مثل تقنية الـVR في مشروع السكة الحديدية لاطلاع المشاهد عبر محاكاة قمرة الزوار للقطار وهذه التقنيّة ستسهم في جذب الجيل الجديد والناس بشكل عام للاطلاع على التجربة قبل الخوض فيها على أرض الواقع.
ومن مملكة البحرين أكدت نور عبدالله أن الجنـاح يحتوي على مختلف المعلومات حول أوجه التعاون التي ربطت دول الخليج ضمن مختلف القطاعات منها الصحية والبلدية والأثرية بالإضافة إلى ادراج وثيقة محتوى جناح مجلس التعاون المصاحب للقمة الخليجية الـ46 باللغتين العربية والانجليزية التي احتوت على تفاصيل اضافية حول الأقسام الموجودة في الجناح لتبيّن تفاصيل العلاقات الخليجية بتفاصيلها.
محطات الجناح
الجدير بالذكر أن الجناح تم إعداده لتعريف مواطني دول مجلس التعاون الخليج بإنجازات المجلس، والخطوات التي وصل إليها المجلس في تحقيق التكامل بين دول الأعضاء، وقرارات العمل المشترك التي أسهمت في تحقيق تلك الإنجازات خلال مسيرة المجلس.
وينطلق الجنـاح في أولى محطاته نحو الحدث الأهم في عام 1981 عندما جرى تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصولًا إلى ما تحقق من انجازات ومشروعات مشتركة، وتضم المنطقة الأولى من الجناح «مرحلة التأسيس» التي تستعرض اللمحة التعريفية بالدول الأعضاء في مجلس التعاون، وتعرض بشعار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومرحلة ما قبل التأسيس التي تستعرض المنظمات التي أنشـئت قبل تأسيس مجلس التعاون وصولًا إلى التأسيس وإعلان الاتفاقية الاقتصادية بالإضافة إلى أقوال القادة المؤسسين وأقوال القادة الحاليين والتعريف بالمنظمات والهيئات والمكاتب التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتستعرض المنطقة الثانية في الجنـاح الإنجازات والمشروعات الخليجية المشتركة منها السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي وشروع الربط الكهربائي ومشروع ربط سكة الحديد بين دول مجلس التعاون والوحدة الاقتصادية لدول المجلس، وبالنسبة للمنطقة الثالثة فقد تناولت مسارات العمل الخليجي المشترك في المجال الاجتماعي والتنموي ومنها التعاون في مجال الصحة والتعليم والثقافة والسياحة والآثـار والشباب بالإضافة إلى المرأة في دول مجلس التعاون والعمل البلدي والإسكان وحماية البيئة والتغيّر المناخي والعمل الرياضي المشترك.
وفي سياق السوق الخليجية المشتركة تم الإشارة إلى أبرز ما تم تحقيقه من خلاله، ففي التنقل والإقامة أظهرت الاحصائيات الموجودة في الجناح تسجيل حوالي 36.5 مليون مواطن خليجي تنقلوا بين دول المجلس حتى نهاية عام 2023، وبلغت نسبة الزيادة 154% مقارنة بعام 2007، وفي مجال العمل في القطاع الحكومي فقد اظهرت الاحصائيات وجود حوالي 11.2 ألف مواطن خليجي يعملون بالقطاع الحكومي بالدول الأعضاء الأخرى، وذلك حتى نهاية عام 2023.
وفي مجال العمل الأهلي فبيّنت الاحصائيات تسجيل 21.2 ألف مواطن خليجي يعملون في القطاع الأهلي بالدول الأعضاء الأخرى، وذلك حتى نهاية العام 2023، وفي مسألة التأمين الاجتماعي والتقاعد تم تسجيل ما يقارب 16.8 ألف مواطن من مواطني المجلس ضمن نظام التقاعد بالدول الأخرى، وبلغت نسبة الزيادة 311.4% مقارنة بعام 2007، وحوالي 17.2 ألف مواطن من مواطني دول المجلس مشمولين في نظام التأمينات الاجتماعية بالدول الأعضاء الأخرى حتى نهاية 2023 حيث بلغت نسبة الزيادة 347.9% من عام 2007.
وبالنسبة إلى مجال التعاون في القطاع الصحي فقد أظهرت الوثيقة الخاصة بالجنـاح رصد 562 مستشفى حكوميا في دول المجلس بينما بلغ عدد المراكز الصحية للرعاية الأولية ما يزيد على 3553 مركزا صحيا، كما شهد قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون نموًا سنويا بنسبة مركبة تبلغ 12.5% حتى عام 2020.
أما المنطقة الرابعة في جناح مجلس التعاون المُصاحب للقمة الخليجية الـ46 يركز على التعاون السياسي والحوار الاستراتيجي من حيث العلاقات الخارجية والحوارات الاستراتيجية والتعاون المشترك مع المجموعات الإقليمية والدولية، واتفاقيات ومفوضات التجارة الحرة والمساعدات الإنسانية والتنموية، وفي المنطقة الخامسة يتم الإشارة إلى مسارات العمل الخليجي المشترك في المجال الاقتصادي من ناحية التعاون التجاري والصناعي والزراعة والأمن الغذائي والتعاون في مجال الطاقة والنقل المواصلات والحكومة الإلكترونية.
وفي المنطقة السادسة تم استعراض الارقام والمؤشرات الإحصائية منها منصة بوابة البيانات الاحصائية لدول مجلس التعاون، والمنصة المكانية للطاقة المتجددة في دول المجلس، ومنصة احصاءات السياحة والثقافة والآثار في دول مجلس التعاون، ومنصة السوق الخليجية المشتركة، ومنصة الأداء التنفسية لدول المجلس بالإضافة إلى منصة مؤشرات التنمية المستدامة لدول المجلس.
إلى جانب المحطة السابعة التي تتناول العمل الخليجي المشترك في المجال الأمني والعسكري من خلال التعاون العسكري المشترك بين دول مجلس التعاون والتعاون الأمني، وفي المنطقة الثامنة فقد تم الإشارة إلى الإنجازات والمشاريع والقرارات والقوانين في إطار العمل التشريعي والقانوني أما المحطة الخيرة في الجنـاح فقد تم تخصيصها كركن للصور الفوتوغرافية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك