دشّنت هيئة البحرين للثقافة والآثار كتاب «التراث الأثري لتقنيات الري وإدارة المياه في العالم الإسلامي»، وذلك خلال حفل أقيم في موقع قلعة البحرين، بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، وعدد من الباحثين والمتخصصين والمهتمين بالشأن الثقافي.
ويأتي هذا الكتاب كأحد أبرز المخرجات العلمية لمؤتمر «التراث الأثري لتقنيات الري وإدارة المياه في العالم الإسلامي» الذي نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة في شهر يناير من عام 2024. وقد أشرف على تحرير الكتاب نخبة من الباحثين في هذا المجال، هم: البروفيسور تيموثي إنسول، والدكتورة ريتشل ماكلين، والدكتور سلمان أحمد المحاري، حيث يضم الإصدار مجموعة واسعة من الدراسات والأوراق البحثية التي تسلط الضوء على الابتكارات التقنية والمنهجية في إدارة المياه عبر الحضارة الإسلامية.
ويُعد هذا الكتاب مرجعاً علمياً مهماً لما يتضمنه من تحليل معمّق للممارسات التقليدية في الري والمحافظة على المياه، التي أنتجتها المجتمعات الإسلامية على مدى قرون طويلة، وتمثّل نماذج متقدمة في الابتكار والتكيف مع الظروف البيئية القاسية ونُدرة الموارد. كما يشكل الإصدار إضافة نوعية للمكتبة العربية من خلال ربط المكتشفات الأثرية الحديثة في مملكة البحرين، وخصوصاً المنشآت المائية المنتشرة في عدد من المواقع التاريخية، بالتجارب الأوسع للعالم الإسلامي، بما يعزز فهم السياق الحضاري لهذه الأنظمة التقليدية.
وتشمل الدراسات الواردة في الكتاب تغطية جغرافية واسعة تمتد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصولًا إلى جنوب شرق ووسط آسيا، وجنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى استعراض أثر التقاليد المائية الإسلامية في مناطق النفوذ السابقة مثل الأندلس والبلقان. وتبرز هذه الأبحاث تشابه المبادئ التقنية المستخدمة في إدارة المياه عبر مناطق مختلفة، مع إبراز التنوع والابتكار المرتبطين بالبيئات المحلية لهذه المجتمعات.
وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار أنّ هذا الإصدار العلمي يمثّل ثمرة تعاون مثمر بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية، مشيدًا بما تضمّنه من أبحاث تشكل ثروة معرفية تعكس الخبرة والالتزام الكبيرين لدى العلماء والباحثين المشاركين. كما عبّر عن تقديره العميق للجهود التي بُذلت في اعداد الكتاب، موجهاً شكره الخاص لفريق العمل الذي سعى بكل دقة واهتمام إلى إبراز مخرجاته بالشكل الأمثل.
وأشار رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أنّ الحفاظ على التراث المتعلق بإدارة المياه يمثل مسؤولية مشتركة، وخاصة في ظل التحديات البيئية والمناخية التي يشهدها العالم اليوم، مؤكداً دور هذا النوع من الدراسات والأبحاث في تعزيز الوعي بأهمية تبني ممارسات مستدامة وتطوير حلول مستلهمة من التراث الإنساني.
وتؤكد هيئة البحرين للثقافة والآثار، من خلال هذا المشروع وغيره من المبادرات العلمية والثقافية، التزامها المستمر بتوثيق التراث الحضاري الغني لمملكة البحرين والمنطقة، وتقديمه للجمهور والباحثين بطريقة علمية رصينة تسهم في تعزيز فهم التاريخ الإنساني وإلهام الأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك