في حادثة مرعبة هزّت المجتمع الأمريكي كشفت السلطات عن جريمة تعذيب مروّعة ارتكبتها عائلة «شديدة البدانة» ضد مراهقة لم يتجاوز وزنها 15.8 كيلوجراماً، بعد احتجازها داخل منزل مقطورة سنوات وحرمانها من الطعام والماء. وبدأت القضية حين اتصل الأب والتر غودمان بالطوارئ مدّعياً أن ابنته المصابة بالتوحد «ترفض الطعام»، لكن فرق الإنقاذ وجدت فتاة على وشك الموت، تبدو كهيكل عظمي، وتعاني فشلاً عضوياً ومضاعفات خطرة.
التحقيقات كشفت أن المراهقة لم تكن ترفض الطعام كما زعم والدها، بل كانت تُعاقَب بالحرمان المتعمّد، وتُحبس في غرفة بلا فراش وتُراقب بكاميرا. واعترف الأب سابقاً لصديق بأنه يحرمها من الأكل «إذا أساءت التصرف»، بينما أظهرت الرسائل المتبادلة بين زوجته ميليسا وابنتيها بالتبنّي وجود نمط من العنف الممنهج، إذ كانت سافانا وكايلا تضربانها بالحزام وتبرر زوجة الأب ذلك بكلمة «حسنًا».
كما أظهرت الرسائل مستوى مرعباً من الكراهية، إذ كتبت زوجة الأب: «أتمنى لو أنها ترحل»، بينما ردت ليفيفير: «أريد ضرب رأسها ضربة كاراتيه»، فيما قال الأب إنه «يتمنى قتلها» أو «تركها في الغابة». وتشير وثائق المحكمة إلى أن الفتاة كانت تُجبر على العيش سنوات في غرفة مغلقة بلا ألعاب، وتُمنع من الماء والطعام كعقوبات مستمرة.
وبحسب المدعية العامة جولي دوكوين، تُعد هذه القضية «الأكثر فظاعة» خلال 25 سنة من عملها، مؤكدة أن الفتاة كانت «جلداً وعظاماً» عند العثور عليها. وبعد دخولها المستشفى تعافت بشكل ملحوظ، وأكدت الممرضات أنها أبدت شهية طبيعية للطعام، ما يناقض ادعاءات العائلة تماماً.
وقامت السلطات بتوجيه تهمة «الإهمال المزمن للأطفال» لكل من والتر غودمان، وميليسا غودمان، وسافانا ليفيفير، وكايلا ستيملر، وهم الآن خلف القضبان بكفالات تزيد على 100 ألف دولار لكل منهم، فيما وُضعت الفتاة تحت رعاية أسرة جديدة لتبدأ رحلة تعافٍ جديدة بعيداً عن سنوات الرعب.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك