خبراء: الخلط بين النيكوتين وضرر الاحتراق يحرم الملايين من خيارات أقل خطورة
تكشف دراسات دولية حديثة عن انتشار مفاهيم طبية مغلوطة حول النيكوتين بين شريحة من الاطباء ومقدمي الرعاية الصحية الامر الذي يؤدي إلى اعاقة برامج الحد من اضرار التدخين ويؤخر انتقال المدخنين البالغين إلى بدائل اقل ضررا، وتشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من المهنيين الصحيين لا تميز بين النيكوتين وبين المواد السامة الناتجة عن احتراق التبغ وهو الخلط الذي يبقي الملايين رهائن للسجائر التقليدية رغم توافر خيارات حديثة ذات مخاطر أدنى بكثير. وتجمع الابحاث المتخصصة في مجال مكافحة التدخين على ان غياب الفهم الدقيق لطبيعة النيكوتين ما يزال يشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه الجهود الصحية للحد من انتشار التدخين فبرغم معرفة الاطباء بالتأثيرات العامة للتدخين تكشف الاحصاءات ان نسبة منهم ما تزال تعتقد وبشكل خاطئ ان النيكوتين هو المسبب الرئيسي للسرطان بينما تظهر الادلة العلمية الحديثة ان الضرر الاكبر يرتبط بعملية احتراق التبغ وما تنتجه من الاف المواد الكيميائية السامة.
النيكوتين ليس هو المشكلة..
الاحتراق هو الخطر الحقيقي
يشدد الباحثون على ضرورة التمييز بين النيكوتين واحتراق التبغ فالأول مادة منبهة تسبب الادمان لكنها ليست المصدر المباشر للأمراض اما الاحتراق فهو العملية التي تنتج عنها اغلبية المواد السامة وتحرق السجائر التبغ على درجات حرارة عالية ما يولد دخانا محملا بالقطران والمعادن الثقيلة والغازات السامة وهي العناصر التي ترتبط بأمراض القلب والرئة والسرطان.
وفي المقابل تعتمد المنتجات الحديثة مثل التبغ المسخن والسجائر الالكترونية وبدائل النيكوتين على توصيل النيكوتين من دون احتراق ما يجعل مستوى المخاطر فيها اقل بكثير وفق تقديرات علمية دولية.
فجوة معرفية تتطلب معالجة عاجلة
ترى دراسات منشورة في عدة دول ان اكثر من نصف مقدمي الرعاية الصحية يعتقدون خطأ ان النيكوتين مادة مسرطنة وهذا الاعتقاد يؤثر مباشرة على النصائح التي يقدمونها للمرضى الراغبين في التوقف عن التدخين او تقليل مخاطره، ويشير الخبراء الى ان هذا الفهم المغلوط يؤدي الى توجيه غير دقيق وقد يبقي المدخن على السجائر التقليدية بدلا من الانتقال الى بدائل اقل ضررا. وقد بينت البيانات العالمية ان نحو 120 مليون شخص تحولوا خلال السنوات الماضية الى منتجات خالية من الاحتراق او حلول بديلة ونجح كثير منهم في التقليل من المخاطر او الاقلاع تماما عن السجائر التقليدية.
انعكاسات على السياسات الصحية
يتزامن هذا النقاش مع اقتراب انعقاد مؤتمر الاطراف COP11 للاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث يتوقع ان يشهد نقاشات حول دور البدائل الجديدة في تقليل اضرار التدخين ويحذر محللون من ان استمرار هذه المفاهيم الخاطئة قد يؤدي الى تبني سياسات غير مستندة إلى أحدث الادلة ما يبطئ جهود الحد من الوفيات والامراض المرتبطة بالتدخين.
دعوة إلى تحديث التوجيهات الطبية والإعلامية
يؤكد الخبراء ان تصحيح هذه المفاهيم لا يقتصر على الاوساط الطبية فقط بل يشمل وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع عبر نشر معلومات دقيقة وتوعية الجمهور حول المخاطر الحقيقية للتدخين والفرق بين النيكوتين واحتراق التبغ، كما يدعون إلى تطوير برامج تدريبية للأطباء في منطقتنا العربية لتعزيز وعيهم بالبدائل الحديثة الاقل ضررا ومساعدتهم في تقديم نصائح أكثر فعالية للمدخنين.
طبيب وعالم أحياء جزيئية وشخصية بارزة في مناقشات السياسات العامة المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك