نحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة المشكلة.. وزيادة الوعي والتثقيف للمرضى وذويهم وأفراد المجتمع
حاورتها: لمياء إبراهيم
في 14 نوفمبر من كل عام تحتفل دول العالم باليوم العالمي للسكري، الذي يوحد جميع المجتمعات والمصابين بالسكري على مستوى العالم على صوت واحد ينادي برفع مستوى الوعي الصحي حول مرض السكري.
وبهذه المناسبة حاورت «أخبار الخليج» الدكتورة مريم إبراهيم الهاجري نائب رئيس جمعية السكري البحرينية للحديث عن مرض السكري.
ما أهداف اليوم العالمي للسكري؟
-يهدف اليوم العالمي للسكري إلى رفع مستوى الوعي ومعرفة عوامل الخطورة المسببة للسكري، رفع مستوى الوعي ومعرفة العوامل التحذيرية ودلائل السكري، التوعية والمعرفة بكيفية التعامل مع السكري والسيطرة عليه، والتوعية والمعرفة بكيفية علاج السكري والتحكم في هذه المرض.
لماذا اختير 14 نوفمبر للاحتفال باليوم العالمي للسكري؟
-بدأ الاحتفال بهذا اليوم منذ سنة 1991م لأن داء السكري آخذ في الازدياد لهذا فقد رأى الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية أنه من اللازم لفت انتباه عامة الناس وأصحاب القرار بداء السكري وتم تخصيص يوم للاحتفال بالسكري وهو الرابع عشر من شهر نوفمبر وقد اختير هذا اليوم لأنه يصادف يوم ميلاد البروفيسور فريدرخ بانتج مكتشف الأنسولين.
ما هو شعار اليوم العالمي للسكري هذا العام؟
-يركز شعار اليوم العالمي للسكري كل عام على أحد المواضيع المتعلقة بمرض السكري وشعار هذا العام هو السكري وجودة الحياة الذي يستهدف التركيز على السكري في مكان العمل، لأن داء السكري يعد في الوقت الحالي أحد أهم أمراض العصر المزمنة التي تصيب كل أفراد المجتمع. ويعد داء السكري أكبر مهدد للصحة العامة على مستوى العالم، وأكثر المصابين هم من البالغين ومن هم في سن العمل ومهدد للحياة، وأكبر مشكلة صحية ولا تزال في تزايد مستمر.
ما نسبة الإصابة بالسكري بالعالم؟
-بينت الإحصائيات العالمية أن نسبة الإصابة بالسكري تجاوزت 589 مليون مصاب ومن المحتمل أن تتضاعف هذه النسبة خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى تزايد نسبة معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكري (السكر المختبئ وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا)، كما بينت الإحصاءات العالمية أن أكثر المصابين بالسكري المختبئ لا يعلمون ولا يدركون إصابتهم بالسكري
ما نسبة الإصابة بالسكري بالبحرين؟
-على مستوى مملكة البحرين فإن انتشار مرض السكري في تزايد مستمر وهناك أكثر من 15% من سكان المملكة في سن 18 سنة وما فوق يعانون من السكري، مما يجعله مشكلة وطنية تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهتها كما تشكل هذه الزيادة تحديا بالغ الأهمية، ولا شك أن هذه النسبة العالية لها انعكاساتها على جميع المستويات، وتشكل خطرا كبيرا على المستوى الحكومي بسبب تكاليف علاج مرض السكري ومضاعفاته خصوصا على القلب والكلى والعين والقدمين.
ما رسالتكم للوقاية من السكري والحد من مخاطره؟؟
-لمواجهة هذه المخاطر فإننا بحاجة إلى إرسال رسالة مفادها: إن داء السكري يعد مشكلة تهدد مملكة البحرين حيث إنها تشكل عبئا صحيا واجتماعيا واقتصاديا على المجتمع بأكمله حكومة وشعبا، ويشكل تهديدا للتنمية المستدامة.
ولمواجهة هذا الداء نحتاج إلى زيادة الوعي والتثقيف للمرضى وذويهم وأفراد المجتمع من خلال الكشف المبكر عن عوامل الأخطار المؤدية للإصابة بداء السكري وتعزيز التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني
هل هناك من نصائح في أماكن العمل؟
-نعم يجب أن تكون بيئة العمل معززة للصحة تعمل على تعزيز أنماط الحياة الصحية بحيث تعزز من ممارسة النشاط البدني المنتظم والأكل الصحي للوقاية من السكري وتكون عونا لمرضى السكري بحيث يكون العامل المصاب بالسكري يعيش بأمان.
كما يجب على مرضى السكري في أماكن العمل إدارة حالتهم من خلال مراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام، وتناول وجبات صحية، وممارسة النشاط البدني، والتحكم في التوتر.
من المهم أيضًا حمل بطاقة تعريف، وحمل وجبات خفيفة وعصائر، وتجنب الأطعمة السكرية والمصنعة.
كما يجب على الجميع في العمل المعرفة بداء السكري وكيفية الوقاية منه والسيطرة عليه، مع توعية جميع العاملين والمسؤولين المعرفة بكيفية التعامل مع الهبوط والارتفاع وكيفية التصرف إذا لا سمح الله أصيب أي شخص بالعمل بهبوط أو ارتفاع بالسكر.
بشكل مبسط ما تعريف داء السكري وما أعراضه؟
حالة مرضية مزمنة تنتج عن نقص في إفراز الأنسولين أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة لهرمون الأنسولين على الخلايا مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم وعندها تظهر أعراض مرض السكر.
أما بالنسبة إلى الأعراض، كثرة التبول، العطش وجفاف الحلق، نقص الوزن بالرغم من الشهية، الإرهاق والتعب، الالتهابات الجلدية المتكررة، الحكة الجلدية، ضعف أو فقدان البصر.
ما أسباب كل نوع من مرض السكري؟
-ليست واضحة وهناك عوامل كثيرة، الوراثة – السمنة - أمراض البنكرياس المزمنة - أمراض الغدد الصماء.
والسمنة أخطر العوامل المسببة للإصابة بالسكري وخاصة النوع الثاني للسكري.
ما المضاعفات؟
-تصلب الشرايين خاصة الأوعية الدموية التي تغذي القلب والعين والكليتين والقدمين، اعتلال الأعصاب وهو تلف الأنسجة العصبية في الجسم وخاصة الموجودة بالأطراف ويشعر المريض بالخدر والألم والحرقة بالإضافة إلى صعوبة التئام الجروح، لأن ارتفاع نسبة السكر بالدم يعوق حركة أجهزة دفاع الجسم كما أن ضيق الشرايين يؤدي الى عدم كفاية الدم وخاصة القدمين ولهذه الحالة مضاعفات خطيرة.
كيف يمكن علاجه وهل يمكن الشفاء منه؟
-الوقاية من مرض السكري تتم من خلال التحكم والسيطرة على مستوى السكر بالدم، الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسمنة، والإقلال من تناول الدهن الحيواني، والامتناع عن التدخين، ممارسة الرياضة بانتظام، التغذية الصحية السليمة، واتباع الأنماط الصحية.
أما العلاج فيعتمد على نوع مرض السكري، النوع الأول العلاج بالأنسولين، غذاء متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام.
وبالنسبة إلى النوع الثاني فيكون عن طريق حمية غذائية، ممارسة الرياضة (قياس السكر قبل البدء بالنشاط الرياضي)، أدوية مخفضة للسكر.
هل هناك من علاجات جديدة؟
-للوقاية من السكري النوع الأول تم إنتاج لقاح لتكوين أجسام مضادة للأجسام المناعية المتلفة لخلايا بيتا (دراسات ما زالت مستمرة)، وإعطاء الأنسولين بواسطة الاستنشاق (البخاخ) (لا يزال في مراحله التجريبية)، زراعة البنكرياس (خلايا بيتا) (لا تزال في المراحل التجريبية)، وزراعة خلايا النخاع (مستمرة ومازالت تجريبية).
وأخيرا، للوقاية من هذا الداء والحد من مضاعفاته نحتاج إلى زيادة الوعي والتثقيف للمرضى وذويهم وأفراد المجتمع.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك