في محاضرة علمية، أضاءت الدكتورة أماني العالي الأستاذ المساعد بقسم التصميم الداخلي بالجامعة الأهلية عن الأبعاد الاستراتيجية لدمج المعرفة الأكاديمية بالممارسة العملية، معتبرةً أن هذا التمازج يشكّل حجر أساس لتطوير كفاءات مهنية وحياتية متقدمة. وجاءت هذه الرؤية خلال ندوة بعنوان «إتقان الحياة المزدوجة: النجاح في المجال الأكاديمي والحياة الواقعية» نظمتها كلية العلوم والآداب، بحضور نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلبة.
واستعرضت الدكتورة العالي، من خلال نموذجها كأكاديمية ورائدة أعمال، آليات تحويل التحديات إلى محفزات للإبداع، مؤكدة أن التكامل بين التجربة والخبرة يعظم المردودية في كلا المسارين. وأضافت أن خبراتها الميدانية أسهمت في صقل كفاءات عالية القيمة تشمل إدارة المشاريع، والاستراتيجيات المالية، وسلاسل التوريد، وفنون التواصل مع العملاء، وتقديم عروض واقعية مؤثرة، ما جعلها جزءاً أصيلاً من تجربتها الأكاديمية.
وأبرزت أن المسارات المزدوجة تمثل أداة فاعلة لصقل المهارات الشخصية المتقدمة، كالاستقلالية، والمثابرة، والمرونة المعرفية، والتعاون البنّاء، والتواصل الاستراتيجي، بما يهيئ الطلبة لمواجهة تعقيدات الحياة العملية بثقة وكفاءة عالية. كما أوضحت أن هذا النهج لا يقتصر على تعزيز المهارات، بل يفتح آفاقاً رحبة للإبداع والتفكير الابتكاري، ما يضفي على العملية التعليمية طابعاً ديناميكياً محفزاً للانخراط الفاعل في بناء المسار المهني.
وفي تحليلها للسياق المعاصر، بيّنت العالي أن المنظومة الأكاديمية التقليدية لم تعد كافية لمواكبة المتطلبات المتسارعة لسوق العمل، مؤكدةً أن إدراج الخبرة العملية ضمن التشكيلة المعرفية للطالب يمنحه رؤية بانورامية ويؤهله مباشرة للتحديات المستقبلية.
واختُتمت الندوة بتأكيد أن الربط بين العقلية الأكاديمية والممارسة العملية لم يعد ترفاً فكرياً، بل ضرورة لصناعة تعليم متطور يُخرّج أجيالاً قادرة على الابتكار والتطبيق، حيث تُجسّد تجربة الدكتورة العالي كيف يمكن للخبرة الميدانية أن تثري المعرفة الأكاديمية وتحوّلها إلى ممارسة حية متصلة بالواقع ومتطلباته.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك