أعلنت الحكومة البريطانية خطة شاملة لتحديث المنهاج الوطني، تهدف إلى تخفيف الضغط الدراسي عن الطلاب وتعزيز مهاراتهم في مجالات العلوم والمواطنة والتكنولوجيا، في إطار إصلاح هو الأكبر منذ أكثر من عقد.
وتتضمن الخطة، التي جاءت بعد مراجعة موسّعة للمناهج والتقييمات التعليمية، خفض عدد امتحانات المرحلة الرابعة (Key Stage 4) بنسبة 10%، واستحداث اختبارات جديدة في الرياضيات واللغة الإنجليزية بالصف الثامن لاكتشاف الفجوات التعليمية مبكرًا. كما ألزمت المدارس الابتدائية بتدريس مادة «المواطنة»، وأعادت تصميم اختبار القواعد والإملاء ليقيس التطبيق العملي بدلاً من الحفظ النظري.
وأكدت وزارة التعليم أنها ستلغي مقياس الأداء المعروف بـ«البكالوريا الإنجليزية» (EBacc) الذي فُرض منذ عام 2010، معتبرة أنه حدّ من حرية الطلاب في اختيار المواد. كما أعلنت إدخال حق قانوني لجميع طلاب الثانوية العامة لدراسة العلوم الثلاثية، إلى جانب تقليص مدة الامتحانات بالتعاون مع هيئة التنظيم «أوفكوال» ومجالس الامتحانات، من دون المساس بمصداقية المؤهلات.
وقالت البروفيسورة بيكي فرانسيس، رئيسة لجنة المراجعة، إن بريطانيا «تُعد استثناءً عالميًا في عدد الامتحانات التي يخوضها طلاب سن 16 عامًا، ولا يقترب منا سوى سنغافورة»، مشيرة إلى أن الهدف هو تقليل العبء الأكاديمي دون خفض المعايير. وسيُنشر المنهاج الجديد في ربيع 2027 ويُطبق فعليًا اعتبارًا من سبتمبر 2028.
كما يشمل الإصلاح تحديث نظام Progress 8 الذي يقيس تقدم الطلاب، واستبدال شهادة الحاسوب ببرنامج جديد، وإمكانية إطلاق مؤهل في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي للفئة العمرية بين 16 و18 عامًا، إضافة إلى مؤهل جديد في اللغات. وستلزم المدارس بتوفير أنشطة إثرائية خاضعة لرقابة مفتشي أوفستد.
ورحّب اتحاد قادة المدارس والكليات (ASCL) بالإصلاحات وخاصة المتعلقة بتقليص زمن امتحانات GCSE وإلغاء البكالوريا الإنجليزية، فيما انتقدت وزيرة التعليم في حكومة الظل، لورا تروت، الخطة ووصفتها بأنها «تخريب تعليمي» يقلل من دراسة التاريخ واللغات بعد سن الرابعة عشرة. أما وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون فأكدت أن «تحديث المناهج ضرورة ملحّة لتجهيز الأجيال لمواجهة تحديات المستقبل».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك