كتبت: زينب علي
مع دخول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تصبح الصحراء الجنوبية في البحرين واحدة من أبرز الوجهات السياحية لمحبي الطبيعة والمغامرات المنظمة. وتمتاز هذه المناطق بامتداد كثبانها الرملية وتنوع تضاريسها، حيث يمكن للزائر استكشاف مناطق الصخير وجبل الدخان ومواقع شجرة الحياة الشهيرة، والاستمتاع بالمشهد الطبيعي الذي يعكس الجمال الفريد للصحراء. وتوفر هذه الوجهة تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الاسترخاء والاستجمام في الهواء الطلق، والمغامرات البيئية ضمن أطر آمنة ومستدامة، ما يجعلها خيارًا مفضلًا للعائلات والمجموعات الباحثة عن تجربة خارج حدود المدينة ووسط بيئة طبيعية هادئة.
وتشكل الصحراء في جنوب البحرين وجهًا مغايرًا لجمال المملكة، فهي ليست مجرد مساحات قاحلة، بل بيئة نابضة بالحياة تجذب الزوار خلال فصل الشتاء للاستمتاع بتجربة التخييم والأنشطة الصحراوية المختلفة.
وتعد منطقة الصخير من أبرز المواقع التي يقصدها الزوار والمقيمون، لما توفره من مساحات واسعة للتخييم وقيادة الدراجات الصحراوية، إلى جانب توافر الخدمات الأساسية والبنية التحتية التي تضمن راحة الزوار وسلامتهم. وتتحول عطلات نهاية الأسبوع إلى موسم مصغر من الفعاليات، تتنوع بين سباقات الدفع الرباعي، والرحلات التصويرية، والأنشطة العائلية في أجواء صحراوية دافئة.
ويعد فصل الشتاء الوقت الأمثل لخوض تجربة التخييم في البحرين، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 18 و25 درجة مئوية، ما يجعل الأجواء مثالية للإقامة في الهواء الطلق. كما يزور العديد من السياح الخليجيين المملكة خلال هذه الفترة للاستمتاع بتجربة تخييم مريحة وقريبة من المرافق الحديثة، مع الحفاظ على الطابع البدوي الأصيل.
وفي إطار دعم هذا النوع من السياحة، تعمل الجهات المختصة على تطوير مفهوم السياحة البيئية في المناطق الصحراوية. وتشجع الهيئة على تنظيم المخيمات الموسمية بشكل مستدام يحافظ على البيئة، مع تعزيز الوعي بأهمية الالتزام بالقوانين التي تمنع التلوث أو الإضرار بالنظام البيئي المحلي. كما ساهمت المبادرات الحكومية في تحسين الطرق المؤدية إلى المناطق البرية وتوفير مرافق خدمية وإرشادية تضمن راحة الزوار وسلامتهم. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت مبادرات من شركات محلية تقدم تجارب التخييم الفاخر، وهي طريقة جديدة تجمع بين روح المغامرة ورفاهية الإقامة، لتوفير تجربة فريدة تلائم العائلات والسياح الباحثين عن أجواء مختلفة بعيدًا عن صخب المدن. وبين دفء الرمال وبرودة النسيم في الليالي الشتوية، تبقى الصحراء البحرينية مساحة مثالية للهروب من الإيقاع السريع للحياة، وفرصة لاكتشاف وجه آخر من جمال البحرين الطبيعي، حيث يلتقي السكون بالجمال وتُروى الحكايات بين ألسنة النار ونجوم السماء.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك