أقام الكاتب والباحث يوسف أحمد مكي مساء يوم السبت الماضي محاضرة موسعة تناولت السيرة والمسيرة الأدبية والفكرية للأديب البحريني الراحل علي التاجر، الذي يعد أحد أبرز الأدباء في مملكة البحرين.
تناولت المحاضرة محطات مهمة في حياة الراحل، بدءًا من جذوره العائلية؛ إذ ينتمي علي التاجر إلى عائلة آل نشرة المعروفة بالعلم والأدب والتجارة، والتي عرفت لاحقًا باسم عائلة التاجر، لاسيما بفضل نشاط أفرادها في تجارة اللؤلؤ في القرن التاسع عشر. وقد استقرت العائلة في المنامة بعد نزوحها من قرية الماحوز جنوب العاصمة. وُلِد علي التاجر في المنامة عام 1906، وعاش قرنًا كاملًا، لكن الربع الأول من عمره ظل يكتنفه الغموض، وهو ما أثار اهتمام الباحثين والمهتمين بتاريخ الأدب البحريني. وقد تطرقت المحاضرة إلى أولى محطات مسيرة التاجر العملية، إذ عمل في المدرسة الأهلية التي أسسها إبراهيم العريض عام 1931، قبل أن يلتحق بشركات النفط بوظيفة مترجم في دبي وأبو ظبي وعمان منتصف ثلاثينيات القرن العشرين. كما تم التطرق إلى نشاطه النقدي المبكر مع إبراهيم العريض، عبر المراسلات حول ثلاث قصائد نشرت في مجلة الرسالة المصرية، مع التركيز على قصيدة «الشاعر المجهول». وشدد مكي على ريادة علي التاجر في النقد الأدبي الحديث في البحرين من خلال مقالاته في جريدة البحرين، خاصة حول تجربة الشاعر عبد الرحمن المعاودة، حيث استمر السجال النقدي زهاء عامين وشمل 35 مقالاً. كما تناولت المحاضرة خصائص شخصية علي التاجر الإنسانية العالية وروحه المعطاءة، بما في ذلك إشادات تلاميذه به. واقترح مكي ضرورة جمع تراثه وكتاباتِه وحفظها في مؤسسات ثقافية، إضافة إلى تدشين جائزة باسم علي التاجر للبحوث التاريخية والإنسانية، وتنظيم ندوات وفعاليات موسعة لتكريم دوره في النهضة والتنوير. واختتم مكي حديثه بالإشارة إلى أن علي التاجر كان شاهدًا على أحداث القرن العشرين في البحرين والخليج والوطن العربي، وترك إرثًا ثقافيًا غنيًا، شمل تحرير مجلة صوت البحرين وكتابة المقالات الفكرية والثقافية والنقدية والاجتماعية، رغم انشغالاته العملية التي أثرت على بعض مشاريعه البحثية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك