العدد : ١٧٣٨٩ - السبت ٠١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٨٩ - السبت ٠١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الصفحة الأخيرة

هربا من مناطق حزب الله..
موجة بيع عقارات تكشف تصدع البيئة الحاضنة في لبنان

السبت ٠١ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

تشهد‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬لبيروت‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬بلدات‭ ‬الجنوب‭ ‬اللبناني‭ ‬موجة‭ ‬لافتة‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬المنازل‭ ‬والعقارات‭ ‬بأسعار‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬بنحو‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬تصاعد‭ ‬حالة‭ ‬القلق‭ ‬داخل‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭. ‬هذا‭ ‬النزيف‭ ‬العقاري‭ ‬يعكس‭ ‬رغبة‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬الحزب‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬خطوط‭ ‬تماس‭ ‬مفتوحة،‭ ‬بعد‭ ‬تصاعد‭ ‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬واستهدافها‭ ‬المتكرر‭ ‬لمراكز‭ ‬ومواقع‭ ‬داخل‭ ‬الضاحية‭ ‬والجنوب،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭.‬

ويرى‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬عماد‭ ‬الشدياق‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تأييد‭ ‬مطلق‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬داخل‭ ‬بيئته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬دقيقًا،‭ ‬إذ‭ ‬تتكشف‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬المغلقة‭ ‬نقمة‭ ‬خافتة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الحزب،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬حدود‭ ‬قدرته‭ ‬العسكرية‭ ‬وتراجُع‭ ‬تأثير‭ ‬‮«‬معادلة‭ ‬الردع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تباهى‭ ‬بها‭. ‬ويشير‭ ‬الشدياق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الظاهرة‭ ‬العقارية‭ ‬المتسارعة‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬التململ،‭ ‬إذ‭ ‬يفضّل‭ ‬بعض‭ ‬السكان‭ ‬الخسارة‭ ‬المادية‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬توصف‭ ‬اليوم‭ ‬بأنها‭ ‬أهداف‭ ‬مفتوحة‭.‬

ويضيف‭ ‬الشدياق‭ ‬أن‭ ‬بيروت‭ ‬بدأت‭ ‬تستقبل‭ ‬موجة‭ ‬نزوح‭ ‬صامتة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجنوب‭ ‬والضاحية،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬العاصمة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مألوفًا‭ ‬وجودها‭ ‬سابقًا‭. ‬كما‭ ‬سجلت‭ ‬حالات‭ ‬لعائلات‭ ‬تغادر‭ ‬الضاحية‭ ‬ليلاً‭ ‬لتبيت‭ ‬لدى‭ ‬أقاربها‭ ‬ثم‭ ‬تعود‭ ‬صباحًا‭ ‬إلى‭ ‬أعمالها،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يعكس‭ ‬قلقًا‭ ‬متصاعدًا‭ ‬وشعورًا‭ ‬متناميًا‭ ‬بعدم‭ ‬الطمأنينة‭ ‬داخل‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُعد‭ ‬الحصن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬للحزب‭.‬

ويؤكد‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بددت‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الهالة‭ ‬التي‭ ‬أحاط‭ ‬بها‭ ‬الحزب‭ ‬نفسه،‭ ‬إذ‭ ‬بات‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬بيئته‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬شعارات‭ ‬‮«‬الحماية‭ ‬والمقاومة‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كافية‭ ‬لتبرير‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬المدنيين‭. ‬ويقول‭ ‬الشدياق‭ ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬يصدقون‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حتى‭ ‬قادته،‭ ‬متسائلًا‭: ‬كيف‭ ‬يُنتظر‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬عامة‭ ‬الناس؟

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا