قال تقرير صادر عن مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس إن دول الخليج تتجه نحو عقود من النمو الاستهلاكي المتسارع بفضل تركيبتها السكانية الشابة، والإصلاحات الاقتصادية والتعليمية، واستمرار تدفق العمالة الوافدة ذات المهارات المتنوعة.
وأوضح التقرير أن متوسط عمر سكان الخليج يبلغ 30.7 سنة فقط، مقابل 38.3 سنة في الولايات المتحدة و49.4 سنة في اليابان، متوقعًا أن يزداد المتوسط بـ1.8 سنة فقط حتى عام 2050، ما يمنح المنطقة «مرحلة استهلاكية ذهبية» مع دخول الشباب إلى فئات الدخل الأعلى.
وأشار إلى أن دول الخليج تتمتع بواحدة من أدنى نسب الإعالة عالميًا (32.1%)، مقارنة بـ70% في اليابان، ما يخفف الضغط على المالية العامة ويسمح بتوجيه الإنفاق نحو الاستثمار والاستهلاك المحلي، بدلًا من تكاليف الشيخوخة والمعاشات.
وبيّن التقرير أن الوافدين يمثلون ركيزة ديموغرافية رئيسية، إذ يشكلون 77% من سكان قطر و40% من سكان السعودية، ويسهمون في تجديد القوى العاملة وخفض متوسط الأعمار. كما أسهمت برامج الإقامة طويلة الأجل مثل «التأشيرات الذهبية» في إبقاء أصحاب الدخل المرتفع داخل المنطقة.
ولفتت أكسفورد إيكونوميكس إلى أن مشاركة المرأة الخليجية في سوق العمل ارتفعت بوضوح، وخاصة في السعودية وقطر، لتصل إلى 42%، ورأت في ذلك فرصة مستقبلية لرفع الإنتاجية وزيادة الطلب المحلي، إذ تميل الأسر ذات الدخل المزدوج إلى الإنفاق أكثر على التعليم والرعاية والترفيه.
وفي جانب التعليم، أشار التقرير إلى تحسن نوعي في جودة التعليم بدول المجلس، إذ اقتربت الإمارات من مستويات الولايات المتحدة بفارق عام دراسي واحد فقط، بينما تحتاج الكويت إلى تسريع وتيرة التحسين لتقليص فجوة التعليم البالغة نحو ست سنوات للذكور.
وختم التقرير بتأكيد أن التنويع الاقتصادي في الخليج عبر الاستثمار في التكنولوجيا والسياحة والصناعات غير النفطية سيعزز استدامة الطلب المحلي، مؤكدًا أن المستهلك الخليجي سيصبح أحد أهم محركات الطلب العالمي خلال العقود المقبلة بفضل مزيج من الشباب، والتعليم، والإصلاح الاقتصادي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك