أثارت عائلة بريطانية ثرية موجة واسعة من الجدل في الأوساط التعليمية والإعلامية بعدما أعلنت وظيفة شاغرة لمدرس خاص لطفلها البالغ من العمر سنة واحدة فقط، مقابل راتب سنوي ضخم يبلغ 180 ألف جنيه إسترليني (نحو 225 ألف دولار). ووفقاً للإعلان الذي نشرته شركة Tutors International المتخصصة في التعليم الخاص فإن الهدف هو إعداد الطفل منذ عامه الأول للالتحاق مستقبلاً بمدرسة إيتون الشهيرة، التي تخرّج فيها العديد من رؤساء الوزراء البريطانيين مثل ديفيد كاميرون وبوريس جونسون والأمير وليام.
وذكرت الشركة في بيانها أن الأسرة المقيمة قرب لندن تسعى لتوفير «بيئة ثقافية بريطانية شاملة» للطفل منذ الصغر، بحيث ينشأ ثنائي الثقافة ومتقناً للآداب والسلوك الاجتماعي الراقي.
وقالت العائلة إن تجربتها مع الأخ الأكبر، الذي بدأ تعليمه في سن الخامسة، أقنعتها بأن «ذلك كان متأخراً جداً»، ولذلك ترغب في البدء مبكراً مع الطفل الأصغر. ويتضمن الوصف الوظيفي قائمة غير مألوفة من المهارات المطلوبة، تشمل إجادة اللهجة الإنجليزية القياسية (Received Pronunciation)، ومعرفة أساسيات الموسيقى النظرية، وفهم رياضات النخبة مثل الكريكيت، الرجبي، البولو، والتجديف، إضافة إلى تعزيز مهارات التنسيق بين اليد والعين وتعليم الطفل الآداب العامة والإتيكيت البريطاني.
كما يشترط الإعلان أن يكون المتقدم قد درس في «أفضل المدارس والجامعات البريطانية»، وأن يكون مثقفاً، مهذباً، ذا سلوك رفيع، وغير مدخن، مع خبرة في العمل داخل مساكن خاصة أو سفارات أو منازل ملكية. ويقدّم العرض امتيازات إضافية منها موقف سيارات مجاني وأربعة أسابيع إجازة سنوية مدفوعة. وذكرت صحيفة ذا غارديان أن الإعلان أثار تفاعلاً واسعاً، إذ يُعد الراتب المقترح أعلى بخمسة أضعاف من متوسط راتب مدير حضانة متمرس في إنجلترا الذي لا يتجاوز 35 ألف جنيه سنوياً، «من دون الحاجة إلى معرفة قواعد البولو»، كما علّقت الصحيفة بسخرية.
وبحسب الإعلان، يطمح الوالدان إلى أن ينشأ الطفل على تجارب ثقافية ورياضية بريطانية راقية، تشمل زيارة ملاعب Lord’s للكريكيت وWimbledon للتنس وTwickenham للرجبي، بالإضافة إلى المتاحف والمسارح والحدائق العامة، في إطار رؤية تربوية تجعل «التعلم جزءاً من متعة الحياة اليومية». وأكدت شركة Tutors International أن العرض «حقيقي تماماً»، وأنها تتلقى بالفعل طلبات من مرشحين مؤهلين، مشيرة إلى أن مثل هذه الوظائف أصبحت شائعة بين أثرياء النخبة البريطانية والعائلات الدولية المقيمة في لندن التي ترى التعليم المبكر استثماراً في تكوين الشخصية الاجتماعية والثقافية للطفل منذ عامه الأول.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك