كتبت: نوال عباس
شهدت الأسواق المحلية أمس ارتفاعا في أسعار الذهب بسبب ارتفاعه في الأسواق العالمية، فقد ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 45 دينارا و400 فلس، وجرام الذهب عيار 22 الى 47 دينارا و600 فلس، وعيار 24 الى 51 دينارا و900 فلس، والاونصة الى 4250 دولارا.
ومن أهم أسباب ارتفاع سعر الذهب هو وجود مزيج من المخاوف التضخمية مع بقاء العوائد الحقيقية على الأصول التقليدية في المنطقة السلبية، ما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ يحافظ على القوة الشرائية للأموال فضلًا عن تزايد مشتريات البنوك المركزية في أنحاء العالم، وخفض سعر الفائدة، بالإضافة الى تصاعد التوترات الجيوسياسية والخشية المتزايدة من تجميد أو مصادرة الأصول المقومة بالدولار أو باليورو، وهو ما جعل الذهب ملاذًا آمنًا لا يخضع لإرادة دولة بعينها.
ونوه المحللون إلى العلاقة الوطيدة بين كل من سعر الذهب وسعر الفائدة باعتبارها علاقة عكسية، فعندما يضعف الدولار تُصبح الأوقية أرخص للعملاء بعملات أخرى فيشترون أكثر فتصعد الأسعار، والعكس صحيح، لكن التطور الأهم حديثًا هو أن الذهب يتفاعل أقوى مع العوائد الحقيقية من تفاعله مع سعر الصرف فقط، أي أن ضعف الدولار يمكن أن يدعم الذهب، لكن إن كان ضعف الدولار مصحوبًا بتوقعات نمو قوية وارتفاع حقيقي في العوائد فقد لا يصعد الذهب، وبالعكس، إذا ضعف الدولار بسبب سياسات نقدية توسعية أدّت إلى خفض العوائد الحقيقية فقد يدعم ذلك الذهب فعلًا.
كذلك من أهم أسباب ارتفاع سعر الذهب حالة عدم اليقين والتأكد السائدة حاليًا في أمريكا، فضلًا عن تراجع سعر الفائدة الذي يؤدي بالطبع إلى توجه الاستثمارات نحو الذهب، كمخزن للقيمة وملاذ آمن للاستثمار.
كما ان الارتفاع المتتالي لأسعار الذهب خلال الأيام الماضية يرجع إلى الإقبال الكبير من جانب البنوك المركزية لشراء كميات كبيرة من الذهب وخاصة البنك المركزي الصيني الذي يتحوط بعمليات شراء ضخمة من الذهب، فضلًا عن إقبال كبار المستثمرين على شرائه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك