العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

ألوان

الشيف تاله بشمي مديرة مقهى جناح البحرين في إكسبو أوساكا:
تمثيل المملكة في إكسبو أوساكا شرف كبير وفرصة لعرض غنى مطبخنا أمام العالم

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

شكّل‭ ‬جناح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬تلاقي‭ ‬البِحار‮»‬‭ ‬في‭ ‬إكسبو‭ ‬2025‭ ‬أوساكا‭ ‬نقطة‭ ‬جذب‭ ‬للزوار‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬العريق‭ ‬للبحرين‭ ‬وروح‭ ‬الابتكار‭ ‬ومفاهيم‭ ‬الاستدامة‭. ‬وكان‭ ‬المقهى‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الجناح‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الحسية‭ ‬التي‭ ‬قدّمها‭ ‬الجناح،‭ ‬حيث‭ ‬تولت‭ ‬الشيف‭ ‬البحرينية‭ ‬تاله‭ ‬بشمي،‭ ‬الحائزة‭ ‬عدة‭ ‬جوائز‭ ‬دولية،‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الطعام‭ ‬الموسمية‭ ‬للمقهى،‭ ‬والتي‭ ‬مزجت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النكهات‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصيلة‭ ‬بالمكوّنات‭ ‬اليابانية‭ ‬الغنية‭.‬

وتعتبر‭ ‬الشيف‭ ‬تاله‭ ‬بشمي‭ ‬مشهورة‭ ‬بنهجها‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تعريف‭ ‬المطبخ‭ ‬الخليجي‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مزج‭ ‬النكهات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالتقنيات‭ ‬العصرية‭ ‬والعالمية‭.‬

ومع‭ ‬إدارتها‭ ‬لمقهى‭ ‬جناح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إكسبو‭ ‬أوساكا،‭ ‬حصلت‭ ‬تاله‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة‭ ‬لنقل‭ ‬هوية‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬عالمية،‭ ‬عبر‭ ‬أطباق‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬قصصًا‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والذاكرة‭ ‬المحلية‭.‬

وبشأن‭ ‬فكرة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجناح،‭ ‬قالت‭: ‬بدأتُ‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬النكهات‭ ‬والمكونات‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬صغري‭ ‬والتي‭ ‬تشعرني‭ ‬بالانتماء‭ ‬الى‭ ‬الوطن،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المهياوة‮»‬‭ ‬والليمون‭ ‬الأسود،‭ ‬والتي‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬أستخدمها‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬أطباقي،‭ ‬ثم‭ ‬سعيتُ‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعبير‭ ‬عنها‭. ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬جناح‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬تلاقي‭ ‬البِحار‮»‬‭ ‬رابطًا‭ ‬طبيعيًّا‭ ‬بين‭ ‬بلدين،‭ ‬البحرين‭ ‬واليابان،‭ ‬حيث‭ ‬أسهم‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تاريخهما‭ ‬وثقافتهما‭ ‬ومطبخهما‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هدفي‭ ‬في‭ ‬مقهى‭ ‬الجناح‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني‭ ‬كما‭ ‬هو،‭ ‬بل‭ ‬أردت‭ ‬عكس‭ ‬تقاليد‭ ‬وثقافة‭ ‬الطعام‭ ‬لكلتا‭ ‬الثقافتين‭. ‬فكل‭ ‬طبق‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬مألوف‭ ‬من‭ ‬الوطن،‭ ‬لكنني‭ ‬أعدت‭ ‬تصوّره‭ ‬باستخدام‭ ‬مكونات‭ ‬يابانية،‭ ‬بحيث‭ ‬يخرج‭ ‬الزائر،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بشعور‭ ‬من‭ ‬الرضا،‭ ‬بل‭ ‬بدافع‭ ‬الفضول‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬التعرّف‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وزيارتنا‭ ‬والتواصل‭ ‬معنا‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬تجربة‭ ‬الطبق‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الطعام‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أصدق‭ ‬الوسائل‭ ‬لرواية‭ ‬قصة‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬ننتمي‭ ‬إليه‭. ‬يمكنك‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التاريخ‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬الصور،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬يتذوق‭ ‬شخص‭ ‬طبقاً‭ ‬ما،‭ ‬فهو‭ ‬يعيش‭ ‬تجربة‭: ‬التوابل،‭ ‬والقوام،‭ ‬وطريقة‭ ‬تركيب‭ ‬المكونات،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الثقافة‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭. ‬في‭ ‬أوساكا،‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬الناس‭ ‬يكتشفون‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬النكهات‭. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يعرفوا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬‮«‬المهياوة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬الليمون‭ ‬الأسود،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تذوقوها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مكونات‭ ‬يابانية‭ ‬مألوفة‭ ‬لهم،‭ ‬أصبح‭ ‬الأمر‭ ‬سهلًا‭ ‬وممتعًا،‭ ‬وانفتح‭ ‬لهم‭ ‬باب‭ ‬جديد‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬البحرين‭. ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬دور‭ ‬الطعام‭ ‬كسفير‭ ‬ثقافي‭: ‬صنع‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ترجمة‭.‬

وتطرقت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬زارت‭ ‬اليابان‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬فردية‭ ‬حيث‭ ‬تجولت‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لأتعمّق‭ ‬في‭ ‬ثقافتها‭ ‬وأتعلّم‭ ‬مهارات‭ ‬طهو‭ ‬جديدة‭. ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬غيّرت‭ ‬مساري‭ ‬في‭ ‬الطهي‭. ‬في‭ ‬أوساكا‭ ‬اليوم،‭ ‬رأيت‭ ‬الزوار‭ ‬يكتشفون‭ ‬البحرين‭ ‬بطريقة‭ ‬لم‭ ‬يعرفوها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بنَكهات‭ ‬مثل‭ ‬الكركديه‭ ‬والهيل‭ ‬والتمر‭ ‬الهندي،‭ ‬أو‭ ‬بكيفية‭ ‬استخدامنا‭ ‬للتوابل‭ ‬مع‭ ‬اللحوم‭ ‬والأسماك،‭ ‬لكنهم‭ ‬تعرّفوا‭ ‬عليها‭ ‬حين‭ ‬قُدمت‭ ‬لهم‭ ‬بأسلوب‭ ‬مألوف‭. ‬أردتُ‭ ‬أن‭ ‬أثير‭ ‬فضولهم،‭ ‬وأفتح‭ ‬باب‭ ‬الحوار‭ ‬معهم،‭ ‬وأجعلهم‭ ‬يغادرون‭ ‬وفي‭ ‬داخلهم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬ثقافتنا‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬هذه‭ ‬الأطباق‭.‬

وأوضحت‭ ‬بشمي‭ ‬أن‭ ‬كونها‭ ‬مديرة‭ ‬الطهي‭ ‬لمقهى‭ ‬جناح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إكسبو‭ ‬2025‭ ‬هو‭ ‬شرف‭ ‬كبير،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬لتمثيل‭ ‬بلدي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرض‭ ‬غنى‭ ‬مطبخنا‭ ‬ومكوّناتنا‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭. ‬الأمر‭ ‬يتجاوز‭ ‬الطعام،‭ ‬فهذه‭ ‬وسيلة‭ ‬لحمل‭ ‬قصص‭ ‬البحرين‭ ‬ونكهاتها‭ ‬وروحها‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬يمكن‭ ‬لملايين‭ ‬الزوار‭ ‬أن‭ ‬يختبروها‭ ‬مباشرة‭. ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬الطعام‭ ‬وسيلة‭ ‬لكي‭ ‬نعبّر‭ ‬عن‭ ‬ذواتنا‭: ‬تاريخنا،‭ ‬وارتباطنا‭ ‬العميق‭ ‬بالبحر‭ ‬والأرض،‭ ‬ودفئنا،‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬يستطيع‭ ‬الناس‭ ‬تذوقه‭ ‬وتذكره‭. ‬سماعي‭ ‬أن‭ ‬جناح‭ ‬البحرين‭ ‬صُنّف‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬عشرة‭ ‬أجنحة‭ ‬للزيارة‭ ‬يجعلني‭ ‬فخورة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كطاهية،‭ ‬بل‭ ‬كبحرينية‭. ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬جهود‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬أوساكا‭ ‬ومشاركتها‭ ‬مع‭ ‬العالم‭.‬

وحول‭ ‬مستقبل‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني‭ ‬يتقدم‭ ‬نحو‭ ‬مساحة‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بعمقه‭ ‬وتاريخه‭ ‬وإبداعه،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أثبتت‭ ‬لي‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬نقدم‭ ‬نكهاتنا‭ ‬بصدق‭ ‬وثقة،‭ ‬يكون‭ ‬الناس‭ ‬متحمسين‭ ‬للتعرف‭ ‬أكثر‭ ‬علينا،‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬تلهم‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطهاة‭ ‬البحرينيين‭ ‬ليعرضوا‭ ‬مطبخنا‭ ‬بطريقتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬العالمي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا