مع اقتراب فصل الشتاء يزداد الإقبال على مكملات فيتامين سي بدعوى قدرتها على الوقاية من نزلات البرد، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة تشكك في هذه الفرضية، مؤكدة أن الأدلة المتوافرة «غير حاسمة» بشأن فعالية الفيتامين في منع الإصابة أو تسريع الشفاء.
وترجع جذور الاعتقاد بقدرة فيتامين سي على مقاومة البرد إلى العالم الأمريكي لينوس بولينغ، الحائز جائزة نوبل، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون اليوم أن أبحاثه افتقرت إلى الموثوقية الكافية. وتوضح الدكتورة ليلى حنبيك أن بعض الدراسات وجدت تأثيرا طفيفا للفيتامين في تقليل شدة الأعراض، بينما لم تثبت أخرى أي فائدة تذكر.
ويشير البروفيسور بول هانتر من جامعة إيست أنجليا إلى أن «لا قيمة حقيقية لفيتامين سي في مواجهة نزلات البرد»، في حين تؤكد مراجعات علمية حديثة أن تناوله بجرعات عالية قد يقلل مدة الأعراض بشكل محدود، لكنه لا يمنع المرض نفسه.
ويجمع الأطباء في النهاية على أن الوقاية الأفضل تبقى في النظام الغذائي المتوازن، الغني بفيتامينات دي وسي والزنك، مع الاعتماد على التغذية الطبيعية أكثر من المكملات التجارية، مؤكدين أن «المناعة تُبنى في المطبخ لا في الصيدلية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك