أثار فيلم وثائقي لبرنامج بانوراما على قناة «بي بي سي» صدمة واسعة بعد أن كشف تسجيلات سرية من داخل مركز شرطة «تشارينغ كروس» في لندن، أظهرت ضباطًا يتباهون باستخدام القوة المفرطة، ويدعون إلى إطلاق النار على المهاجرين، ويستهزئون بشكاوى الاغتصاب، إلى جانب تعليقات عنصرية ضد المسلمين وتصريحات جنسية مسيئة.
وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي «BBC» قال عمدة لندن، صادق خان، إنه شعر بـ«الاشمئزاز والصدمة»، مؤكدًا أن «العنصرية والتمييز الجنسي وكراهية النساء والإفراط في استخدام القوة لا مكان لهم في الشرطة». وأوضح أنه ناقش القضية مع مفوض الشرطة، السير مارك رولي، لبحث تداعياتها على ثقة الجمهور.
رولي من جانبه قدم اعتذارًا علنيًّا، وأعلن إجراءات عاجلة شملت حل فريق الحجز في المركز وإجراء تغييرات في القيادة العليا بغرب لندن، مشيرًا إلى أن الضباط المتورطين سيخضعون لجلسات استماع عاجلة تمهيدًا لفصلهم. وأكد أن السلوك الذي كُشف عنه «مخزٍ وغير مقبول تمامًا».
الشرطة أعلنت تعليق عمل ثمانية ضباط وموظف مدني، وإبعاد اثنين آخرين عن العمل الميداني، بعد تلقيها قائمة بالمخالفات من «بي بي سي». وزيرة الداخلية، شبانة محمود، وصفت اللقطات بأنها «مروعة ومقززة»، مؤكدة دعم الحكومة لتحقيق عاجل يجريه مكتب مستقل لمراقبة سلوك الشرطة (IOPC). كما شددت على أن التشريعات الجديدة تتيح فصل أي ضابط يثبت تورطه في مخالفات جسيمة.
مينا سمولمان، والدة شابتين قُتلتا عام 2020 وتعرّضت جثتاهما لانتهاك من ضباط شرطة، قالت إنها لم تُفاجأ بما عُرض، معتبرة أن «هذه الثقافة السامة متجذرة منذ سنوات».
الأحزاب السياسية والجهات الرقابية انضمت إلى دائرة الانتقادات، حيث وصف الليبراليون الديمقراطيون ما جرى بأنه «فضيحة تفوق التصور»، وطالبوا وزيرة الداخلية بالتدخل العاجل، بينما أكدت نقابة الشرطة رفضها لأي سلوك تمييزي لكنها شددت على حق الضباط في محاكمة عادلة.
من جهتها، قالت رئيسة هيئة الرقابة، رايتشل واتسون، إنها «مشمئزة» مما كُشف، مؤكدة أن التحقيقات جارية. كما حذّرت المفتشة السابقة، زوي بيلنغهام، من أن استعادة ثقة الجمهور تتطلب سرعة في وتيرة الإصلاح.
هذه القضية تعمّق أزمة الثقة بين شرطة العاصمة وسكان لندن، وتعيد فتح ملف ثقافة التمييز والعنف التي تعهّدت السلطات مرارًا بالقضاء عليها من دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك