العدد : ١٧٣٦٠ - الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الآخر١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٠ - الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الآخر١٤٤٧هـ

ألوان

إنتاج بويضات اصطناعيا من خلايا أخرى قد يمهد الطريق لعلاج العقم

الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

فتح‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬باحثون‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬بويضات‭ ‬نسائية‭ ‬مخبريا‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬أخرى‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬إمكان‭ ‬التوصل‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬العقم،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬بداياتها،‭ ‬تثير‭ ‬هذه‭ ‬الأبحاث‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬مسائل‭ ‬مهمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأخلاقيات‭. ‬

وأورد‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيتشر‭ ‬كوميونيكيشنز‮»‬‭ ‬تفاصيل‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تحويلهم‭ ‬خلايا‭ ‬الجلد‭ ‬إلى‭ ‬بويضات‭ ‬قابلة‭ ‬للتخصيب‭ ‬بالحيوانات‭ ‬المنوية‭.‬

ويشكّل‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬فكرة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬مجرّد‭ ‬خيال‭ ‬علمي،‭ ‬وهي‭ ‬علاج‭ ‬العقم‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬غير‭ ‬القادرات‭ ‬أو‭ ‬اللواتي‭ ‬لم‭ ‬يعدن‭ ‬قادرات‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬البويضات،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تكوين‭ ‬هذه‭ ‬البويضات‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬أخرى‭. ‬

وأوضحت‭ ‬المُشارِكة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الدراسة‭ ‬الباحثة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أوريغون‭ ‬الأمريكية‭ ‬للصحة‭ ‬والعلوم‭ ‬باولا‭ ‬أماتو‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬‮«‬ستتيح‭ ‬أيضا‭ ‬للأزواج‭ ‬من‭ ‬الجنس‭ ‬نفسه‭ ‬إنجاب‭ ‬طفل‭ ‬مرتبط‭ ‬وراثيا‭ ‬بكلا‭ ‬الشريكين‮»‬‭. ‬

إلاّ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬كفرنسا‭ ‬تواجه‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬الأمشاج‭ ‬المُتبرّع‭ ‬بها‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالطلب‭. ‬

وأشارت‭ ‬أماتو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرضى‭ ‬الذي‭ ‬يعانون‭ ‬العقم‭ ‬لن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬أبحاثها‭. ‬

وتندرج‭ ‬دراستها‭ ‬ضمن‭ ‬مجال‭ ‬بحثي‭ ‬ناشئ‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تكوين‭ ‬الأمشاج‭ ‬في‭ ‬المختبر‮»‬‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أدت‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إلى‭ ‬تقدم‭ ‬كبير،‭ ‬ففي‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬توصل‭ ‬باحثون‭ ‬يابانيون‭ ‬إلى‭ ‬تهجين‭ ‬فئران‭ ‬من‭ ‬أبوين‭ ‬بيولوجيين‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيتشر‮»‬‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭. ‬فهذه‭ ‬المرة،‭ ‬استُخدِمَت‭ ‬في‭ ‬التجارب‭ ‬خلايا‭ ‬بشرية،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬أجنّة،‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬دُمّرت‭.‬

وبادر‭ ‬الباحثون،‭ ‬المقيمون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬النوى‭ ‬من‭ ‬البويضات‭ ‬والاستعاضة‭ ‬عنها‭ ‬بأخرى‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬الجلد‭. ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬تسمية‭ ‬‮«‬النقل‭ ‬النووي‮»‬،‭ ‬تتيح‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬استنساخ‭ ‬الحيوانات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إخصاب،‭ ‬مثل‭ ‬النعجة‭ ‬دوللي‭ ‬الشهيرة‭ ‬عام‭ ‬1996‭. ‬

أما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬فتمثّل‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬إمكان‭ ‬تخصيب‭ ‬الخلية‭ ‬بواسطة‭ ‬حيوان‭ ‬منوي‭. ‬وهذا‭ ‬ممكن‭ ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬23‭ ‬كروموسوما،‭ ‬تُضاف‭ ‬إليها‭ ‬الـ‭ ‬23‭ ‬كروموسوما‭ ‬من‭ ‬الحيوان‭ ‬المنوي‭. ‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬خلايا‭ ‬الجلد‭ ‬ككل‭ ‬الخلايا‭ ‬غير‭ ‬التناسلية،‭ ‬على‭ ‬46‭ ‬كروموسوما‭. ‬وأزال‭ ‬الباحثون‭ ‬نصفها‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬انقسام‭ ‬الخلايا‭ ‬المتساوي‮»‬‭. ‬

ثم‭ ‬حاولوا‭ ‬تخصيب‭ ‬هذه‭ ‬الخلايا‭ ‬بالحيوانات‭ ‬المنوية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬البويضات‭ ‬المرشحة‭ ‬للتخصيب،‭ ‬تطورت‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬أجنة‭ ‬بعمر‭ ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬وبلغت‭ ‬تاليا‭ ‬مرحلة‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬نظريا‭ ‬زرعها‭ ‬في‭ ‬مريضة‭ ‬بواسطة‭ ‬التلقيح‭ ‬الصناعي‭. ‬

إلاّ‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأجنّة‭ ‬كانت‭ ‬مصابة‭ ‬بتشوهات‭ ‬عدة،‭ ‬ما‭ ‬يُظهِر‭ ‬أن‭ ‬الأبحاث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التجارب‭ ‬المخبرية‭ ‬ولم‭ ‬تبلغ‭ ‬بعد‭ ‬درجة‭ ‬الإنجاز‭ ‬الطبي‭ ‬الملموس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا