العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

ألوان

ترسم لوحة الأمل وتلهم زميلاتها..
في مدرسة عراد.. إرادة فاطمة أقوى من آلام مرضها

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬أحد‭ ‬صفوف‭ ‬الثاني‭ ‬الابتدائي‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬عراد‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنات،‭ ‬تجلس‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬بعينين‭ ‬تلمعان‭ ‬بالفضول‭ ‬وشغف‭ ‬المعرفة،‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬عليها‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭. ‬إنها‭ ‬فاطمة‭ ‬أحمد‭ ‬بركات،‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬يومي‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬إصرار‭ ‬تلهم‭ ‬الجميع،‭ ‬وتثبت‭ ‬أن‭ ‬الأمل‭ ‬والإرادة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مرض‭.‬

وتجسد‭ ‬فاطمة‭ ‬نموذجًا‭ ‬حيًا‭ ‬للمثابرة،‭ ‬حيث‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬دروسها‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬حينما‭ ‬تمنعها‭ ‬ظروف‭ ‬العلاج‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تستسلم‭ ‬للغياب،‭ ‬لأنها‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭.‬

وتقول‭ ‬الطالبة‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬أحب‭ ‬مدرستي‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فهي‭ ‬بيتي‭ ‬الثاني،‭ ‬وأحب‭ ‬جميع‭ ‬معلماتي،‭ ‬والمواد‭ ‬الدراسية،‭ ‬وخاصةً‭ ‬الرياضيات‭ ‬والعلوم،‭ ‬فأنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أتعلم‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لأصبح‭ ‬قوية،‭ ‬وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أساعد‭ ‬أمي‭ ‬وأبي‭ ‬عندما‭ ‬أكبر‮»‬‭.‬

أما‭ ‬والدتها،‭ ‬فتعبر‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬لابنتي،‭ ‬وعندما‭ ‬تم‭ ‬تشخيصها‭ ‬بالمرض،‭ ‬كنت‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬التعلّم،‭ ‬وتنعزل‭ ‬عن‭ ‬صديقاتها،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬وتفهم‭ ‬المعلمات،‭ ‬استمرت‭ ‬علاقتها‭ ‬بالدراسة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬وأفضل‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬كذلك،‭ ‬وأود‭ ‬شكر‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬سياستها‭ ‬الداعمة‭ ‬للمرضى‮»‬‭.‬

وتؤكد‭ ‬الأستاذة‭ ‬كميلياء‭ ‬محمد‭ ‬المهيزع‭ ‬مديرة‭ ‬المدرسة‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬فاطمة‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬توفير‭ ‬الخدمة‭ ‬التعليمية،‭ ‬فهي‭ ‬مهمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬حرصنا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬التسهيلات‭ ‬الممكنة‭ ‬لها،‭ ‬من‭ ‬تواصل‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬أسرتها،‭ ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬المواد‭ ‬التعليمية‭ ‬والواجبات‭ ‬إلى‭ ‬منزلها،‭ ‬عندما‭ ‬يمنعها‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬لنعزز‭ ‬لديها‭ ‬شعور‭ ‬الانتماء‭ ‬والأمان‭ ‬الى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وننمي‭ ‬لديها‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭. ‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬نقدمه‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬فئة‭ ‬المصابات‭ ‬بالأمراض‭ ‬الشديدة،‭ ‬عبر‭ ‬التوجيه‭ ‬إلى‭ ‬مراعاتهن‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬والتقييم،‭ ‬مع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬طالبة‭ ‬وفق‭ ‬ظروفها‭ ‬الصحية‭ ‬واحتياجاتها،‭ ‬فكل‭ ‬طالبة‭ ‬لدينا‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عائلتنا،‭ ‬ونتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالتها‭ ‬بكل‭ ‬محبة‭ ‬ودقة‭ ‬واهتمام،‭ ‬ونفخر‭ ‬برؤيتها‭ ‬وهي‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬الصعاب،‭ ‬لتحقق‭ ‬النجاح‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا