العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

الرياضة

خبراء يقيّمون إخفاق المنتخبات العربية في عالمية الطائرة.. ويؤكدون: 
المستقبل مرهون بمشروع مؤسساتي يضع اللاعب في قلب المنظومة

استطلاع: علي ميرزا

السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

كشفت‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬الفلبين‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬صريح‭ ‬للمنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬الخمسة‭ ‬المشاركة‭ (‬مصر،‭ ‬تونس،‭ ‬الجزائر،‭ ‬ليبيا،‭ ‬وقطر‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬تكرر‭ ‬مشهد‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬مألوفا‭ ‬في‭ ‬المشاركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬العامة‭ ‬عكست‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬اللعبة‭ ‬عربيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أجمع‭ ‬عليه‭ ‬خبراء‭ ‬ومحللون‭ ‬عرب،‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬أجريناه‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الملحق‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إذ‭ ‬اجتمعت‭ ‬كلمتهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬أداء‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬بل‭ ‬ترتبط‭ ‬بضعف‭ ‬الإعداد،‭ ‬وغياب‭ ‬المشاريع‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬وقصور‭ ‬المنظومات‭ ‬الإدارية‭ ‬والفنية‭ ‬في‭ ‬مجملها‭.‬

 

تخطيط‭ ‬واقتداء‭ ‬بالمدارس‭ ‬الرائدة

وعزا‭ ‬الخبير‭ ‬والمحاضر‭ ‬الدولي‭ ‬الشيباني‭ (‬ليبيا‭) ‬خروج‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ ‬العالم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬عوامل‭ ‬مترابطة،‭ ‬لخصها‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭:‬

1-‭ ‬ضعف‭ ‬الإعداد‭ ‬البدني‭ ‬والفني‭ ‬نتيجة‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬معسكرات‭ ‬قصيرة،‭ ‬مقابل‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬برامج‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬تشمل‭ ‬الجوانب‭ ‬البدنية‭ ‬والتكتيكية‭.‬

2-‭ ‬قلة‭ ‬الاحتكاك‭ ‬الدولي،‭ ‬إذ‭ ‬تفتقر‭ ‬المنتخبات‭ ‬الى‭ ‬مباريات‭ ‬قوية‭ ‬ومنتظمة‭ ‬أمام‭ ‬مدارس‭ ‬عالمية‭ ‬مختلفة‭.‬

3-‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬تقليدية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬تطورات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الإرسال‭ ‬القوي‭ ‬والهجوم‭ ‬المتنوع‭ ‬والدفاع‭ ‬المنظم‭.‬

4-‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المواهب‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬برامج‭ ‬احترافية‭ ‬متكاملة‭ ‬منذ‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭.‬

5-‭ ‬قصور‭ ‬إداري‭ ‬وتنظيمي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بالحلول‭ ‬المؤقتة‭.‬

ويرى‭ ‬الشيباني‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬اللاعبين،‭ ‬فهي‭ ‬أزمة‭ ‬منظومة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬واستثمار‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬والاحتكاك‭ ‬والتكتيك‭ ‬والإدارة،‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬العالمية‭.‬

الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬طويل‭ ‬المدى

الكابتن‭ ‬زهير‭ ‬بلحاج‭ (‬تونس‭) ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬بالفلبين‭ ‬لم‭ ‬تحمل‭ ‬مفاجآت،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬خروج‭ ‬معظمها‭ ‬متوقعا‭ ‬لغياب‭ ‬المشاريع‭ ‬الطويلة،‭ ‬باستثناء‭ ‬المنتخب‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬تأهل‭ ‬بثقة‭ ‬إلى‭ ‬ثمن‭ ‬النهائي‭ ‬وقدم‭ ‬أداء‭ ‬مميزا‭ ‬بقيادة‭ ‬الإيطالي‭ ‬كاميلو‭ ‬بلاتشي،‭ ‬لكنه‭ ‬ضيع‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬أمام‭ ‬التشيك،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬لاعبين‭ ‬شبان‭ ‬رغم‭ ‬الإقصاء‭ ‬يمنحون‭ ‬الطائرة‭ ‬التونسية‭ ‬مستقبلا‭ ‬واعداً،‭ ‬أمثال‭ ‬ابن‭ ‬رمضان،‭ ‬حمزة‭ ‬حفيظ،‭ ‬ابن‭ ‬طاهر،‭ ‬وأبو‭ ‬عزيز‭.‬

ويرى‭ ‬بلحاج‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬ظل‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬واضحة‭ ‬لدى‭ ‬منتخب‭ ‬نسور‭ ‬قرطاج،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثالث‭ ‬أمام‭ ‬التشيك،‭ ‬إذ‭ ‬غابت‭ ‬رغبة‭ ‬الفوز‭.‬

وعن‭ ‬مصر،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فوزها‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬أحد‭ ‬المرشحين‭ ‬كاد‭ ‬أن‭ ‬يجعلها‭ ‬أول‭ ‬العرب‭ ‬المتأهلين‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬الخسارة‭ ‬أمام‭ ‬الفلبين‭ ‬ثم‭ ‬تونس‭ ‬أطاحت‭ ‬بآمالها،‭ ‬مرجعاً‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الاستقبال‭ ‬وغياب‭ ‬القائد‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬مع‭ ‬إخفاق‭ ‬خيارات‭ ‬المدرب‭ ‬بونيتا‭.‬

وأشاد‭ ‬بلحاج‭ ‬بقطر‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬فوزا‭ ‬تاريخيا‭ ‬على‭ ‬رومانيا،‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي‭ ‬ووجود‭ ‬محترفين‭ ‬عالميين،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬مكانتها‭ ‬القارية‭ ‬والعالمية،‭ ‬ويحسب‭ ‬نجاحه‭ ‬للاعبين‭ ‬والجهاز‭ ‬الفني‭ ‬ورئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬القطري‭ ‬علي‭ ‬غانم‭ ‬الكواري‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬شاملة‭ ‬للمنتخبات‭.‬

ويرى‭ ‬بلحاج‭ ‬أنّ‭ ‬ليبيا‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬بالصورة‭ ‬المرجوة،‭ ‬فرغم‭ ‬امتلاكها‭ ‬لاعبين‭ ‬مميزين‭ ‬مثل‭ ‬بولبابة‭ ‬المحترف‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإيطالي،‭ ‬فقد‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬التحضيرات،‭ ‬بينما‭ ‬الجزائر‭ ‬واجهت‭ ‬أزمة‭ ‬استقبال‭ ‬وغياب‭ ‬جيل‭ ‬بديل‭ ‬بعد‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬سابقة‭ ‬ما‭ ‬ضاعف‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬المهمة‭.‬

واعتبر‭ ‬بلحاج‭ ‬أن‭ ‬البطولة‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬مشكلات‭ ‬مشتركة‭ ‬عربيا‭ ‬كغياب‭ ‬مشاريع‭ ‬قاعدية،‭ ‬وضعف‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمدارس‭ ‬والدوريات،‭ ‬واستعجال‭ ‬النتائج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬صبر‭ ‬على‭ ‬المدربين،‭ ‬وختم‭ ‬بتأكيد‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعمل‭ ‬مؤسساتي‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬يضع‭ ‬اللاعب‭ ‬محور‭ ‬المشروع‭ ‬ويمنح‭ ‬المدرب‭ ‬الثقة‭ ‬لبناء‭ ‬منتخب‭ ‬منافس‭.‬

قصور‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الحاسمة

وأوضح‭ ‬المحلل‭ ‬الفني‭ ‬لقناة‭ ‬الكأس‭ ‬الرياضية‭ ‬القطرية‭ ‬الكابتن‭ ‬ناصر‭ ‬الموسى‭ (‬قطر‭) ‬أنه‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬اللاعبين،‭ ‬تبدو‭ ‬معظم‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬متقاربة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الضارب‭ ‬كروس‭ ‬صانع‭ ‬الألعاب‭ (‬Opposite‭)‬،‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مفتاح‭ ‬الحلول‭ ‬الهجومية‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬النقاط،‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬واضح،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬في‭ ‬التشكيلات‭ ‬العربية‭ ‬لاعب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭ ‬عند‭ ‬التبديل‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬البدلاء،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الاعتماد‭ ‬شبه‭ ‬كلي‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬سبعة‭ ‬لاعبين‭ ‬أساسيين‭ ‬فقط‭ ‬طوال‭ ‬مجريات‭ ‬المباريات،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬أشار‭ ‬الموسى‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الاستقبال‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬المعضلات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬اللعب،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الاستقبال‭ ‬الجيد‭ ‬يحرم‭ ‬الفرق‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الهجوم‭ ‬السريع‭ ‬والتشكيلات‭ ‬المتنوعة،‭ ‬كما‭ ‬يضعف‭ ‬قدرة‭ ‬المعدين‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬جميع‭ ‬المراكز‭ ‬بمرونة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تصبح‭ ‬الخيارات‭ ‬الهجومية‭ ‬محدودة‭ ‬ومكشوفة،‭ ‬وهذا‭ ‬النمط‭ ‬السائد‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬كثيرا،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬محدودية‭ ‬الإمكانات‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬2،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المراكز‭ ‬لإنهاء‭ ‬الكرات‭ ‬الصعبة‭.‬

وتطرق‭ ‬الموسى‭ ‬إلى‭ ‬الإرسال،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا،‭ ‬فأغلب‭ ‬اللاعبين‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬القوة‭ ‬والسرعة‭ ‬الكافية‭ ‬في‭ ‬الإرسالات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬سلاحا‭ ‬رئيسيا‭ ‬لكسر‭ ‬تنظيم‭ ‬الخصم،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استثنينا‭ ‬بعض‭ ‬الأسماء‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬هذه‭ ‬المهارة،‭ ‬فإن‭ ‬الغالبية‭ ‬تفتقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬الفارق‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬الخلفي،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المنافسين‭ ‬أقل‭ ‬ويمنحهم‭ ‬فرصة‭ ‬بناء‭ ‬الهجوم‭ ‬براحة‭ ‬أكبر‭.‬

باختصار،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬تتوزع‭ ‬بين‭ ‬غياب‭ ‬البدائل‭ ‬المؤثرة،‭ ‬ضعف‭ ‬الاستقبال،‭ ‬محدودية‭ ‬الحلول‭ ‬الهجومية،‭ ‬وتواضع‭ ‬مستوى‭ ‬الإرسالات،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬تضعف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬المنتخبات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭.‬

غياب‭ ‬مفهوم‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقي

وقال‭ ‬المدرب‭ ‬الكابتن‭ ‬رضا‭ ‬علي‭ (‬البحرين‭): ‬إن‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الدوريات‭ ‬المحلية‭ ‬العربية‭ ‬تتميز‭ ‬بالضعف،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬المنافسة‭ ‬محصورة‭ ‬بين‭ ‬فريقين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استحواذ‭ ‬الأندية‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬اللاعبين‭ ‬المميزين،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المنافسة‭ ‬محصورة‭ ‬بين‭ ‬فريقين‭ ‬فقط‭ ‬طوال‭ ‬الموسم‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬لتسعة‭ ‬أشهر،‭ ‬وهذا‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬ينعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللعبة‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا‭.‬

ولفت‭ ‬الكابتن‭ ‬رضا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬الجاهزية‭ ‬البدنية‭ ‬والفنية،‭ ‬فيرى‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬العربي‭ ‬يفتقد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬الإعداد‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬له‭ ‬مستوى‭ ‬بدنيا‭ ‬وفنيا‭ ‬مرتفعا‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬تفتقد‭ ‬المنافسات‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقي،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬اللاعب‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬كمهنة‭ ‬كاملة،‭ ‬بينما‭ ‬الاحتراف‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرياضة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الوظيفة‭ ‬الأساسية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الخضوع‭ ‬للتدريبات‭ ‬الصباحية‭ ‬والمسائية‭ ‬المنتظمة‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬العربية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الكوادر‭ ‬الفنية‭ ‬المساندة،‮ ‬إذ‭ ‬تفتقر‭ ‬غالبا‭ ‬إلى‭ ‬الطواقم‭ ‬الفنية‭ ‬المتكاملة،‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬مديرا‭ ‬فنيا،‭ ‬مدربين‭ ‬مساعدين،‭ ‬معدّا‭ ‬بدنيا،‭ ‬محللا‭ ‬إحصائيا،‭ ‬معالجين‭ ‬وأخصائيين‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬والتأهيل‭.‬

ويرى‭ ‬في‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬تطوير‭ ‬اللعبة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستويي‭ ‬الأندية‭ ‬أو‭ ‬المنتخبات،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬اللاعبين‭ ‬والأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬الرواتب‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬صرفها،‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬رياضيا‭ ‬إذ‭ ‬تدفع‭ ‬الرواتب‭ ‬منتظمة‭ ‬شهريا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬

وختم‭ ‬تحليله‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬البطولات‭ ‬عربية‭ ‬تفتقد‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية‭ ‬الحقيقية،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬البطولات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للعلة‭ ‬تفتقد‭ ‬المنتخبات‭ ‬الكبرى‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬فإذا‭ ‬شارك‭ ‬المنتخب‭ ‬التونسي‭ ‬يغيب‭ ‬المنتخب‭ ‬المصري،‭ ‬والعكس،‭ ‬بينما‭ ‬تقل‭ ‬مشاركة‭ ‬منتخبات‭ ‬الجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬وليبيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفقد‭ ‬هذه‭ ‬البطولات‭ ‬قوتها‭.‬

غياب‭ ‬الإعداد‭ ‬النفسي‭ ‬وتذبذب‭ ‬الروح‭ ‬القتالية

وصف‭ ‬الخبير‭ ‬والمحاضر‭ ‬الدولي‭ ‬الكابتن‭ ‬شريف‭ ‬الشمرلي‭ (‬مصر‭) ‬المشاركة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬بأنها‭ ‬استثنائية،‭ ‬إذ‭ ‬خاضت‭ ‬خمسة‭ ‬منتخبات‭ ‬عربية‭ ‬منافساتها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬معا،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تاريخية‭ ‬رغم‭ ‬تباين‭ ‬الأهداف‭ ‬وتفاوت‭ ‬النتائج‭.‬

وتحدث‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬المنتخب‭ ‬المصري‭ ‬وقال‭: ‬لقد‭ ‬بدأ‭ ‬بقوة‭ ‬بالفوز‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬بتألق‭ ‬أحمد‭ ‬سعيد‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬الحسيني،‭ ‬لكنه‭ ‬خسر‭ ‬أمام‭ ‬الفلبين‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ،‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬ضعف‭ ‬الاستقبال‭ ‬والهجوم‭ ‬من‭ ‬الوسط،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬فنية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬حرمتها‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للتأهل،‭ ‬لتنهي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬25‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬مواهب،‭ ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬ضم‭ ‬عناصر‭ ‬بارزة‭ ‬الى‭ ‬صفوف‭ ‬الفريق‭ ‬لأسباب‭ ‬غير‭ ‬مبررة،‭ ‬وغياب‭ ‬إعداد‭ ‬قوي‭ ‬قبل‭ ‬البطولة‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المنتخب‭ ‬التونسي،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬أداء‭ ‬مميزا‭ ‬بحسب‭ ‬وصفه‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬أمام‭ ‬مصر‭ ‬والفلبين،‭ ‬وتأهل‭ ‬مستحق‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الـ16‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬أمام‭ ‬التشيك،‭ ‬متأثرا‭ ‬بضعف‭ ‬الإعداد‭ ‬النفسي‭ ‬والبدلاء،‭ ‬لكن‭ ‬نسور‭ ‬قرطاج‭ ‬حققوا‭ ‬المركز‭ ‬12‭ ‬ويرى‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬إنجاز‭ ‬مهم،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬رمضان‭ ‬واستمرار‭ ‬تألق‭ ‬المعد‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬سليمان،‭ ‬رغم‭ ‬قصور‭ ‬فترة‭ ‬الإعداد‭ ‬التي‭ ‬اقتصرت‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬مباراتين‭ ‬إعداديتين‭ ‬مع‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭. ‬وغابت‭ ‬عن‭ ‬صفوفه‭ ‬أسماء‭ ‬ثقيلة‭ ‬مثل‭ ‬حمزة‭ ‬نقة‭ ‬وأيمن‭ ‬بوقرة‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭.‬

وقال‭ ‬الشمرلي‭: ‬إنّ‭ ‬المنتخب‭ ‬الليبي‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬شخصية‭ ‬قوية‭ ‬رغم‭ ‬نقص‭ ‬الخبرة،‭ ‬خاصة‭ ‬أمام‭ ‬كندا،‭ ‬وبرز‭ ‬الأخوان‭ ‬بولبابة‭ ‬وأنس‭ ‬الوداني‭ ‬والليبرو‭ ‬فؤاد‭ ‬المعروق‭. ‬أنهى‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬28‭ ‬لكنه‭ ‬كسب‭ ‬الاحترام‭ ‬العام،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الفريق‭ ‬يضع‭ ‬‮«‬فهود‭ ‬ليبيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬منافسة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعالمية‭ ‬مستقبلا‭.‬

وتحدث‭ ‬عن‭ ‬المنتخب‭ ‬الجزائري‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬لعب‭ ‬بروح‭ ‬عالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفوارق‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬المستويات‭ ‬العالمية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهر‭ ‬الفريق‭ ‬ملامح‭ ‬جيل‭ ‬واعد‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬المنافسات‭.‬

ويرى‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬القطري‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬مشاركة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬إذ‭ ‬حقق‭ ‬أول‭ ‬فوز‭ ‬تاريخي‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬رومانيا،‭ ‬وكاد‭ ‬أن‭ ‬يخطف‭ ‬الانتصار‭ ‬أمام‭ ‬هولندا‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬قوي،‭ ‬رغم‭ ‬غياب‭ ‬ضارب‭ ‬مركز‭ ‬4‭ ‬الأساسي‭ ‬رحيمي‭ ‬لإصابة‭ ‬الركبة‭ ‬والمعد‭ ‬الأساسي‭.‬

وأضاف‭ ‬بأنّ‭ ‬الفريق‭ ‬استعد‭ ‬جيدا‭ ‬عبر‭ ‬الفوز‭ ‬ببطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬وخوض‭ ‬7‭ ‬مباريات‭ ‬تجريبية‭ ‬أمام‭ ‬منتخبات‭ ‬مصر،‭ ‬إيران،‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬ما‭ ‬منح‭ ‬اللاعبين‭ ‬الجدد‭ ‬خبرة‭ ‬إضافية،‭ ‬يقوده‭ ‬المدرب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬كاميلو‭ ‬سوتو،‭ ‬بطل‭ ‬العالم‭ ‬للشباب‭ ‬2017،‭ ‬والذي‭ ‬يتولى‭ ‬المهمة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات‭.‬

قطر‭ ‬تحتل‭ ‬المركز‭ ‬21‭ ‬عالميا‭ ‬وتنافس‭ ‬منتخبات‭ ‬عريقة‭ ‬كـهولندا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وفنلندا،‭ ‬وتبنى‭ ‬خططها‭ ‬على‭ ‬الاحتكاك‭ ‬الدائم‭ ‬مع‭ ‬المدارس‭ ‬العالمية،‭ ‬ما‭ ‬يمنحها‭ ‬أداء‭ ‬مشرفا‭. ‬أنهى‭ ‬المنتخب‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬22،‭ ‬وكان‭ ‬مرشحا‭ ‬لمركز‭ ‬أفضل‭ ‬لولا‭ ‬صعوبة‭ ‬المجموعة‭.‬

وقدم‭ ‬الكابتن‭ ‬الشمرلي‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬رؤيته‭ ‬التحليلية‭ ‬ملاحظاته‭ ‬الفنية‭ ‬بشأن‭ ‬المنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬المشاركة‭ ‬والتي‭ ‬اختزلها‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬بعض‭ ‬لاعبيها‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬بدني‭ ‬ونفس،‭ ‬وقصور‭ ‬في‭ ‬الاستقبال‭ ‬والسرعة‭ ‬بالهجوم،‭ ‬غياب‭ ‬الفعالية‭ ‬في‭ ‬الإرسال‭ ‬وحائط‭ ‬الصد،‭ ‬وتذبذب‭ ‬الروح‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الحاسمة،‭ ‬ويرى‭ ‬بأنه‭ ‬رغم‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭ ‬لبعض‭ ‬منتخباتنا،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬المشاركة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬مكسب‭ ‬وخطوة‭ ‬نحو‭ ‬منافسة‭ ‬أقوى‭ ‬مستقبلا‭.‬‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا