العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

مستشار الملك لشؤون الإعلام:
الراحل محمد بن عيسى مؤسس منتدى أصيلة الثقافي ترك بصمة لا تُمحى في عالم الثقافة العربية

السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

‭ ‬أشاد‭ ‬نبيل‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬الحمر‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لشؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬بالدور‭ ‬البارز‭ ‬الذي‭ ‬اضطلع‭ ‬به‭ ‬الأستاذ‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬منتدى‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي‭ ‬ليكون‭ ‬منارةً‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وهو‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المثقفين‭ ‬والسياسيين‭ ‬والأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬واحدة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬التجربة‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭.‬

وقال‭ ‬الحمر‭ ‬إن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الثقافة‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتواصل‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقد‭ ‬سعى‭ ‬جاهدًا‭ ‬لتقديم‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬للعالم،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬تمازجها‭ ‬مع‭ ‬الثقافات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬الفهم‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬المستشار‭ ‬الحمر‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي‭ ‬الـ46‭ ‬المنعقد‭ ‬بالمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬التي‭ ‬خصصها‭ ‬لإنجازات‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ومناقبه‭ ‬وجهوده‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬دعوته‭ ‬إلى‭ ‬التمازج‭ ‬الثقافي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الثقافة‭ ‬ليست‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬واحد،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تجربة‭ ‬إنسانية‭ ‬مشتركة،‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬ثقافية‭ ‬متنوعة،‭ ‬مثل‭ ‬الندوات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والمعارض،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات،‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭.‬

وأضاف‭: ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لمحمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬الاختلافات‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬ضعف‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬رؤيته،‭ ‬أدركنا‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقاليد،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬كيان‭ ‬حيّ‭ ‬ومتغير‭ ‬باستمرار‭.‬

ونوّه‭ ‬الحمر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬دوره‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬معلّمًا‭ ‬ومرشدًا‭ ‬للأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬وألهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬والإلهام‭ ‬الذي‭ ‬قدّمه؛‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬قدرة‭ ‬فريدة‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة،‭ ‬ودعمها‭ ‬لتصبح‭ ‬أصواتًا‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬والدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬رسالة‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.‬

وأكد‭ ‬الحمر‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬تُمحى‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬وستظل‭ ‬جهوده‭ ‬حيّة‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬وعقولنا‭. ‬وإننا‭ ‬نؤكد‭ ‬اليوم‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬مسيرته،‭ ‬وأن‭ ‬نستمد‭ ‬من‭ ‬إرثه‭ ‬قوةً‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافتنا‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بتنوعها‭.‬

وتحدث‭ ‬الحمر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬مناقب‭ ‬الراحل‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وسيرته،‭ ‬قائلاً‭: ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بيننا‭ ‬يحضننا‭ ‬بمحبة‭ ‬الأخ‭ ‬والصديق،‭ ‬ويوزع‭ ‬اهتمامه‭ ‬بيننا‭ ‬نحن‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬ويسهر‭ ‬على‭ ‬راحتنا‭ ‬بشكل‭ ‬حميم،‭ ‬ويبث‭ ‬بيننا‭ ‬مشاعر‭ ‬الحب‭ ‬والألفة‭.‬

وأضاف‭: ‬قد‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬الحاضر،‭ ‬ونقرأ‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬قدّموا‭ ‬لأوطانهم‭ ‬ولمجتمعاتهم‭ ‬ما‭ ‬خلدوا‭ ‬به‭ ‬ذكراهم‭.‬

وتحدث‭ ‬المستشار‭ ‬الحمر‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬جمعته‭ ‬بالراحل،‭ ‬قائلاً‭: ‬أنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬لم‭ ‬أقرأ‭ ‬عن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى،‭ ‬بل‭ ‬عرفته‭ ‬وعرفني‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭. ‬ومعرفتي‭ ‬له‭ ‬والصداقة‭ ‬بيننا‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬أغنتني‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭ ‬عنه‭.. ‬فكيف‭ ‬أقرأ‭ ‬عن‭ ‬نفسي؟‭ ‬ما‭ ‬جمعتنا‭ ‬معًا‭ ‬من‭ ‬صداقة‭ ‬حتمت‭ ‬علينا‭ ‬المعرفة‭ ‬المتبادلة‭ ‬وكأننا‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭.‬

وأضاف‭: ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لتعارفنا،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يزور‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينيات،‭ ‬تلاقت‭ ‬أفكارنا‭ ‬وهواجسنا‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬والرؤية‭ ‬العروبية‭ ‬والفكر‭ ‬التنويري،‭ ‬ومدى‭ ‬انعكاس‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وهي‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬كلينا‭. ‬عرفته‭ ‬أيضًا‭ ‬إنسانًا‭ ‬مثقفًا،‭ ‬متواصلاً‭ ‬مع‭ ‬مجتمعه‭ ‬العربي،‭ ‬محبًا‭ ‬للجميع‭.‬

وأشار‭ ‬الحمر‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تمر‭ ‬في‭ ‬الذهن،‭ ‬بسرعة‭ ‬البرق،‭ ‬ذكريات‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأولى،‭ ‬والنقاشات‭ ‬الطويلة،‭ ‬والمواقف‭ ‬الطريفة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنسينا‭ ‬همومنا‭ ‬نستعيد‭ ‬صوته‭ ‬وطريقته‭ ‬في‭ ‬الحديث،‭ ‬ونظراته‭ ‬المليئة‭ ‬بالحب‭ ‬أو‭ ‬الدعابة‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يؤلم‭ ‬هو‭ ‬الإدراك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استعادته،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬الصديق‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬فقد‭ ‬شخص،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬فقدان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الذاكرة،‭ ‬وقطعة‭ ‬من‭ ‬الروح،‭ ‬وضياع‭ ‬الأحاديث‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تُستكمل‭.‬

وقال‭ ‬الحمر‭: ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يشبه‭ ‬ألم‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬صديقًا‭ ‬عزيزًا،‭ ‬وقامة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬أخي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى،‭ ‬قد‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬الدنيا‭.. ‬ذلك‭ ‬الصديق‭ ‬الذي‭ ‬شاركته‭ ‬ضحكاته‭ ‬وأحزانه‭ ‬وهمومه،‭ ‬وكان‭ ‬ملاذًا‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة،‭ ‬يترك‭ ‬برحيله‭ ‬لي‭ ‬شخصيًا‭ ‬فراغًا‭ ‬لا‭ ‬يملؤه‭ ‬أحد‭.‬

وقال‭: ‬واليوم،‭ ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬التأمل،‭ ‬نقف‭ ‬لنحتفي‭ ‬بذكرى‭ ‬رجلٍ‭ ‬عظيم،‭ ‬صديق‭ ‬وأخ‭ ‬مخلص،‭ ‬هو‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى،‭ ‬مؤسس‭ ‬منتدى‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي‭. ‬لقد‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬جسديًا،‭ ‬لكن‭ ‬إرثه‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي‭ ‬سيظل‭ ‬خالدًا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬أو‭ ‬تأثر‭ ‬بأفكاره‭ ‬ورؤاه‭.‬

وأضاف‭ ‬قائلاً‭ ‬في‭ ‬كلمته‭: ‬انظروا‭ ‬حولكم‭ ‬وسوف‭ ‬ترون‭ ‬هذا‭ ‬العبق‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬نشم‭ ‬رائحته‭ ‬ونتوق‭ ‬إلى‭ ‬صاحبه‭ ‬افتقدناه‭ ‬جالسًا‭ ‬معنا،‭ ‬متحدثًا‭ ‬إلينا،‭ ‬يهتم‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬ويوفر‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الراحة،‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬العربي،‭ ‬منتدى‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي،‭ ‬واحةً‭ ‬يجمعنا‭ ‬فيها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬

وقال‭ ‬المستشار‭ ‬الحمر‭: ‬أنا‭ ‬شخصيًا‭ ‬افتقدته‭ ‬كثيرًا،‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬بيننا‭ ‬عُرى‭ ‬المودة‭ ‬والمحبة‭ ‬والتواصل،‭ ‬وكأننا‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة‭ ‬تجمعنا‭ ‬الثقافة‭ ‬التي‭ ‬أحبها‭ ‬وعمل‭ ‬الكثير‭ ‬لأجلها‭. ‬كنت‭ ‬أتحدث‭ ‬معه‭ ‬طويلاً‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف،‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬أصيب‭ ‬بمحنة‭ ‬المرض‭ ‬الخبيث،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انقطع‭ ‬عن‭ ‬الاتصال‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬وفاته‭.. ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬جمال‭ ‬فخرو‭ ‬بقربه‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬اتصال‭ ‬لي‭ ‬معه،‭ ‬وقد‭ ‬رد‭ ‬عليَّ‭ ‬أخي‭ ‬جمال‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬ادعُ‭ ‬لصديقك‭ ‬وأخيك،‭ ‬فقد‭ ‬أنهكه‭ ‬المرض‭ ‬يقرئك‭ ‬السلام‭ ‬ويعتذر‭ ‬لأنه‭ ‬أصبح‭ ‬عاجزًا‭ ‬عن‭ ‬الكلام‮»‬‭.‬

يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬قاسية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القلوب‭ ‬التي‭ ‬تحلّق‭ ‬حوله،‭ ‬ونحن‭ ‬الذين‭ ‬رافقناه‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬حبًا‭ ‬وتعلقًا‭ ‬بفكره‭ ‬ومحبته‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬منتدى‭ ‬أصيلة‭ ‬الثقافي‭ ‬قال‭ ‬الحمر‭: ‬فلنستمر‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬رسالته،‭ ‬ولنحافظ‭ ‬على‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات،‭ ‬ولنجعل‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬منصةً‭ ‬دائمة‭ ‬للمعرفة‭ ‬والإبداع‭. ‬كما‭ ‬نتعهد‭ ‬في‭ ‬ذكراه،‭ ‬بمواصلة‭ ‬المسير‭ ‬على‭ ‬دربه،‭ ‬وبنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬وأخلص‭ ‬لها،‭ ‬حتى‭ ‬أسلم‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا