الشيخ راشد آل خليفة: فخورون بريادة الفنان الـبـحـريـنـي ونـسـعى إلى تعزيز حضوره عالـميا
كتبت زينب علي:
تصوير- رضا جميل
افتتح صباح أمس المعرض الفني الجماعي «Urban Promises» برعاية وحضور معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون. ويعد المعرض الأول من نوعه في المنطقة، حيث يقدم تجربة مبتكرة تجمع بين التصوير الفوتوغرافي والرسم والأعمال البصرية المعاصرة ضمن مطبوعات عالية الجودة، يمكن للزوار من خلالها اقتناء ما يصل إلى 25 نسخة من كل لوحة بأسعار مناسبة، بما يتيح وصول العمل الفني إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين. ويأتي هذا المعرض ضمن سلسلة المبادرات النوعية التي تطلقها المؤسسة، بهدف خلق فضاءات مفتوحة للحوار الثقافي وتعزيز حضور المشهد التشكيلي البحريني على المستويين المحلي والدولي.
حضر الافتتاح نخبة من كبار الشخصيات والسفراء والمهتمين بالشأن الثقافي والفني، إلى جانب جمهور واسع من المواطنين والمقيمين، في مشهد عكس المكانة المتنامية للفن البحريني، وقدرته على استقطاب شرائح متنوعة من المجتمع.
في كلمته خلال الافتتاح، أكد الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون أن المحطة الفنية تمثل اليوم منصة متجددة تحتضن الطاقات الإبداعية وتفتح أمامها مسارات جديدة، مشددًا على أن دعم الشباب وتمكينهم فنياً يمثل أولوية في استراتيجية مؤسسة راشد آل خليفة للفنون.
وقال: «نحن في المحطة الفنية نولي أهمية كبيرة لاحتضان التجارب الجديدة، وإتاحة الفرصة أمام الشباب والناشئين لعرض أعمالهم في بيئة داعمة، تسهم في صقل مهاراتهم وتعزيز ثقتهم. إن فكرة هذا المعرض بحد ذاتها تجربة مبتكرة، إذ تجمع بين الصورة الفوتوغرافية وذاكرة المكان البحريني والهوية الوطنية، وتترجمها إلى أعمال مطبوعة بجودة عالمية، ما يمنح المقتنين فرصة امتلاك أعمال تحمل قيمة فنية ووجدانية في آن واحد».
وأضاف أن المبادرة تأتي في إطار التوجه لفتح آفاق أوسع أمام الفنان البحريني للظهور على الساحة الإقليمية والعالمية، مؤكدًا أن البحرين تمتلك طاقات إبداعية قادرة على المنافسة، وأن ما ينقصها هو التعريف الأوسع بها في المحافل الدولية.
وأكد أن الفنان البحريني استطاع أن يثبت حضوره وريادته، مقدمًا أعمالًا تضاهي ما يعرض في الساحات الفنية الكبرى، إذ قال: «نحن فخورون بالمستوى الذي وصل إليه الفن البحريني، ونسعى من خلال هذه المبادرات إلى توسيع مساحة حضوره عالميًا، ليقدّم فنونًا تحمل هوية أصيلة ورؤية معاصرة تعكس وجه البحرين الحضاري».
ويضم المعرض أكثر من ثلاثين عملًا فنيًا أنجزها خمسة فنانين بحرينيين ومقيمين، تتنوع بين التصوير الفوتوغرافي والرسم والأعمال البصرية المعاصرة، وقد جاءت جميعها لتجسد ارتباط الفنانين بالمكان والزمان والذاكرة الجمعية.
وأكدت القيمة الفنية للمعرض مي بوهندي أن المعرض لم يقتصر على تناول البيئة العامة فحسب، بل غاص أيضًا في تفاصيل الذاكرة الفردية والاجتماعية، ليقدم رؤية شمولية عن الهوية البحرينية. وأضافت:
«عملية اختيار الأعمال خضعت لمعايير دقيقة، وسعينا من خلال مشاركة أكثر من ستة فنانين إلى صياغة حوار بصري متكامل يروي قصة البحرين في أبعادها الإنسانية والثقافية.»
وأشارت بوهندي إلى أن عوائد المبيعات تذهب كاملة إلى الفنانين دون أي اقتطاع، تأكيدًا لرسالة الدعم والتمكين، مع إتاحة خدمة مميزة للزوار تتمثل في إمكانية شراء نسخ مطبوعة عالية الجودة بتقنية عبر الإنترنت، تصل للمقتني خلال أسبوع مع شهادة توثيق رسمية.
ومن بين المشاركين، عرض المصور هشام العمال عملين لافتين: الأول يوثق المهنة التقليدية لصيانة السفن (البوانيش) التي تابع تفاصيلها على مدى خمس سنوات، والثاني يتناول زهرة جلجامش (القبار) كرمز للقوة والتكيف مع قسوة الطبيعة. فيما قدمت الفنانة فاطمة عاشور أعمالًا مستوحاة من تفاصيل حياتها اليومية ومناظر طبيعية التقطتها في رحلاتها، معتبرة الرسم وسيلة لتوثيق اللحظة البصرية وتجسيدها فنيًا.
وبذلك يشكل المعرض علامة بارزة في مسيرة المحطة الفنية، ويعكس التزام مؤسسة راشد آل خليفة للفنون بترسيخ موقع البحرين كوجهة ثقافية وفنية رائدة في المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك